أعلنت تويوتا موتور، أكبر شركة سيارات يابانية، أنها ستورِّد المكونات الرئيسية لخلايا وقود الهيدروجين FCV لشركتى فاو FAW جروب وهايجر الصينيتين للسيارات والأتوبيسات؛ بفضل تفوق تويوتا فى تكنولوجيا هذه الخلايا، وفى محاولةٍ منها للاستفادة من سوق السيارات الضخمة بالصين التى تسعى لتسريع إنتاج السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة.
ذكرت وكالة رويترز أن شركة تويوتا تراهن على توريد تكنولوجيا ومُعدات خلايا الهيدروجين للشركات الصينية ضِمن خطة توسعية ستساعد حكومة بكين على الإسراع بإنتاج سيارات تعمل بالهيدروجين من خلال استخدام مجموعة خلايا يتحد فيها الهيدروجين مع الأوكسجين فى تفاعل كهربائى كيميائى لتوليد كهرباء كوقود للسيارات ولا ينتج عنه أى عوادم سوى الماء الذى لا يسبب أى تلوث للهواء.
وتحاول مع تويوتا شركات عالمية أخرى مثل هوندا موتور اليابانية وهيونداى موتور الكورية الجنوبية ومرسيدس الألمانية، تطبيق حلايا الهيدروجين كوقود متجدد للسيارات منذ حوالي عشرين سنة، لكن جهود هذه الشركات يعوقها ارتفاع تكلفة هذه التكنولوجيا وعدم توفر البنية الأساسية لإعادةشحن هذه الخلايا.
وتأمل تويوتا فى التعاون مع شركات السيارات الصينية لتعزيز تطبيق ونشر السيارات التى تعمل بخلايا وقود الهيدروجين FCV فى الصين؛ أكبر سوق للسيارات فى العالم والتى تسعى لتقليص السيارات التقليدية ضمن جهودها الرامية لتنقية أجواء مدنها الصناعية التى امتلأت بالعوادم الكربونية والضباب الدخانى.
وقالت شركة تويوتا إنها ستتعاون مع شركة شنغهاى ريفاير تكنولوجى الصينية التى ستعمل كمورّد محلى لمكونات تكنولوجيا خلايا الهيدروجين للشركات الصينية، ولاسيما أن هذه الشركة الصينية تحظى بنظم قادرة على تطوير وتكامل تكنولوجيا خلايا الهيدروجين اللازمة لقاطرات القطارات مما يجعل شركات السيارات على استخدامها لإنتاج باصات تعمل بوقود الهيدروجين.
وكانت شركة تويوتا- التىستطلق قريبًا الجيل الثانى من سياراتها الهيدروجينية والجيل الثالث منها سيتم طرحه في السوق خلال 10 أعوامٍ- قد أعلنت، فى أبريل الماضى، أنها بدأت تورِّد مكونات خلايا الهيدروجين لشركات المركبات التجارية الصينية، ومنها بيكى فوتون موتور وبكين سينيهايتيك.
ويبلغ سعر سيارة تويوتا سيدان Mirai الهيدروجينية في سوق السيارات الياباني حوالى 60 ألف دولار حاليًّا،والتى لا تتوفر إلا فى ألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، غير أن سعر الجيلين الثاني والثالث لهذه السيارة سيكون منخفضًا، كما أكد مات هاريسون، رئيس المبيعات والتسويق لشركة تويوتا في أوروبا، الذى أشار إلى أن سيارات الهيدروجين ستكون قادرة على المنافسة في الأسعار مع السيارات الهجينة بحلول عام 2030.
ويرجع الارتفاع النسبى لأسعار السيارات التى تعمل بخلايا الهيدروجين، إلى ارتفاع تكلفة البلاتين وهو من العناصر الثمينة،الذى من الصعب العثور عليه،لأن إنتاجه يحدث بكميات صغيرة، مما جعل شركات التكنولوجيا العالمية، ومنها بوش الألمانية وباور سيل السويدية، تتعاون لتطوير خلايا هيدروجين أقل تكلفة.
من ناحية أخرى اتفق حوالى 1200 من خبراء تكنولوجيا صناعة السيارات بشركتى مرسيدس وBMWللسيارات الفاخرة وأكبر شركتين فى ألمانيا مع فولكس فاجن، على تطوير تكنولوجيا السيارات متجددة الطاقة وذاتية القيادة ضمن جهودهما للاستفادة من المكونات المتوفرة بكل منهما فى وقتٍ تراجعت فيه الهوامش الربحية بسبب تباطؤ مبيعات السيارات على مستوى العالم، حتى فى الصين.
ومن المقرر أن يركز التحالف الاستراتيجى بين مرسيدس وBMW على تطوير تقنيات تساعد نُظم القيادة الذاتية فى الطرق السريعة وأجهزة الانتظار للوقوف الأتوماتيكى، بعد أن توصلت الشركتان لاتفاق تهائى نهاية الأسبوع الماضى، وأعلنا عن الإنتاج المتوقع للسيارات المبتكرة بحلول عام 2024.