حرمت شركة «تويوتا إيجيبت” بعض موزعيها من استلام حصص من كورولا بعد رفضهم الحصول على حصة من الميكروباص «تويوتا هايس» بسبب ارتفاع أسعار الأخير وعدم القدرة على ترويجه فى ظل وجود بدائل صينية أرخص.
وقال أحد موزعى العلامة اليابانية إن «تويوتا إيجيبت» اشترطت على الموزعين استلام حصة من ميكروباص هايس إذا كانوا راغبين فى الحصول على كميات من «كورولا » التى تشهد رواجًا فى الطلب المحلى عليها وتباع بأعلى من أسعارها الرسمية.
وأضاف أن مجموعة من الموزعين وافقوا على هذه السياسة ومن ثم تسلموا السيارتين معًا؛ فى حين رفضت مجموعة أخرى هذه السياسة بسبب عدم قدرتهم على تصريف المخزون المتراكم عندهم من الميكروباص الذى يشهد تباطؤًا فى الطلب بسبب الأسعار المبالغ فيها والتى تتجاوز 800 ألف جنيه.
وأوضح أن العديد من الوكلاء المحليين قدموا بدائل صينية أرخص فى الأسعار خلال الفترة الماضية وهو ما أغرق الشوارع المصرية ومعارض السيارات بهذه الطرازات نظرًا لإقبال العاملين فى السوق المحلية عليها.
وتابع إن انخفاض أسعار المنتجات الصينية يجعلها أقرب لتفضيلات السائقين المصريين بحيث يتمكنون من تدبير المبلغ المقدم من سعر السيارة وفى الوقت نفسه يتمكنون من تدبير الأقساط الشهرية عبر تشغيل هذه السيارات فى نشاط النقل الجماعى المصرى بمختلف أنواعه.
ويشير إلى أن ارتفاع أسعار «تويوتا هايس» فى المقابل يجعل بيعها صعبًا لأن السائق الراغب فى شرائها يجد صعوبات كبيرة فى تدبير المبالغ المقدمة أو تدبير الأقساط الشهرية.
ويلفت إلى أن تباطؤ النشاط السياحى فى مصر فى ظل أزمة كورونا يجعل بيع السيارة أكثر صعوبة؛ إذ بإمكان الشركات السياحية شراؤها لكنها غير قادرة على ذلك فى ظل انكماش الإيرادات السياحية.
وأوضح الموزع أن الوكيل المحلى لـ «تويوتا» يبرر سياسة الربط بين طرازى كورولا وهايس بالرغبة فى الوصول إلى المستهدفات المتفق عليها مع الشركة الأم حتى لا تتعطل الخطط المستقبلية للوكيل خاصة ما يتعلق بالحصول على حوافز تحقيق المستهدفات.
ويفسر اختيار طراز «كورولا» لربطه باستلام الميكروباص بأنه الأكثر رواجًا ضمن مجموعة منتجات «تويوتا» فى السوق المحلية وأنه يباع بأعلى من أسعاره الرسمية فيما يعرف بـ «الأوفر برايس» وهو عبارة عن مبالغ إضافية يحصل عليها الموزعون والتجار نظير تسليم السيارات للعملاء دون الاضطرار للانتظار فى قوائم الحجز الخاصة بالوكلاء والتى قد تمتد لعدة شهور.
وتنتمى «تويوتا كورولا» لفئة السيارات السيدان المزودة بمحرك سعة 1600 سى سى ينتج قوة 120 حصانًا، وعزم أقصى للدوران 154 نيوتن/ متر، وتتسارع السيارة من وضع الثبات حتى 100 كم/ ساعة، فى غضون 10.8 ثانية،ويبلغ متوسط استهلاك الوقود بها نحو 6.8 لتر لقطع مسافة 100 كم.
ولفت موزع تويوتا إلى أن «كورولا» تعتبر من السيارات النادرة فى السوق التى تمكنت من الحفاظ على أدائها وصدارتها رغم التحديات التى واجهتها صناعة السيارات العالمية فى ضوء أزمة وباء كورونا وأزمة نص الرقائق الإلكترونية التى دفعت العديد من المصنعين إلى إغلاق أبوابهم، كما حافظت على صدارتها لفئة السيارات تركية المنشأ فى مصر خلال النصف الأول من العام الحالى بحصة سوقية تقارب %55.5 من إجمالى المبيعات البالغة 14.6 ألف وحدة.
وسجلت «كورولا» خلال الشهور الستة الأولى من 2021 نموًا فى المبيعات لتصل إلى 8108 سيارات مقابل 6262 وحدة خلال الفترة نفسها من العام السابق، وكان أقل معدل مبيعات للسيارة خلال يونيو السابق بواقع 1068 وحدة مقابل 1462 وحدة فى شهر مايو و1407 وحدات فى أبريل، و1443 وحدة فى مارس و1455 سيارة فى فبراير و1273 وحدة خلال يناير من العام الجارى.
واستفادت تويوتا كورولا فى هذا الصدد من تطبيق الإعفاءات الجمركية الكاملة على السيارات تركية المنشأ والتى دخلت حيز التنفيذ مع إلغاء الشريحة الأخيرة من الرسوم الجمركية مطلع 2020؛ والتى بموجبها سمح بدخول المنتج التركى دون رسم وارد وهو ما أعطاه ميزة تفضيلية على غيره من الجنسيات الأخرى باستثناء منتجات الدول التى ترتبط مع مصر باتفاقيات مشابهة مثل السيارات أوروبية المنشأ، وتتمتع بالإعفاءات الجمركية الكاملة على السيارات تركية المنشأ طرازات: «تويوتا كورولا» وفيات تيبو ورينو ميجان.
وعززت الإعفاءات الجمركية الكاملة أداء السيارات تركية المنشأ مسجلة نموًا فى المبيعات خلال النصف الأول من العام الحالى بواقع 1790 وحدة بمعدل زيادة 14% لتسجل 14.6 ألف وحدة مقابل 12.8 ألف وحدة خلال الفترة نفسها من العام الماضى.
وبلغت حصة السيارات تركية المنشأ من إجمالى مبيعات الطرازات الملاكى فى مصر خلال النصف الأول من عام 2021 نحو %14.5 من إجمالى 101 ألف وحدة.
ويوضح موزع تويوتا كورولا أن أزمة الرقائق الإلكترونية التى عصفت بصناعة السيارات العالمية؛ كانت محدودة التأثير بالنسبة للعلامة اليابانية «كورولا» مقارنة مع غيرها من العلامات التجارية التى اضطرت إلى وقف عمليات التوريد للسوق المحلية وغلق أبواب الحجز على العديد من الطرازات.
ويضيف أن توريدات تويوتا كورولا لاتزال مستمرة وبشكل شبه منتظم وإن كانت تراجعت بشكل محدود خلال الفترة الأخيرة؛ نتيجة التأثيرات المحدودة لأزمة الرقائق الإلكترونية على العلامة اليابانية والتى لا تقارن بالتأثيرات الواسعة على العديد من العلامات التجارية الأخرى التى اضطرت إلى إغلاق العديد من مصانعها بسبب عدم القدرة على تدبير احتياجاتها من الرقائق الإلكترونية مع اندلاع أزمة كورونا فى أرجاء العالم والتى شهدت زيادة الطلب على المنتجات الإلكترونية مع تراجع الطلب على السيارات الأمر الذى دفع منتجى السيارات العالميين إلى تحجيم تعاقداتهم مع مصنعى الرقائق الإلكترونية ومن ثم توسع الأخيرون فى التعاقدات مع منتجى الأجهزة الإلكترونية.
يذكر أنه مع عودة نشاط تصنيع السيارات إلى ما كان عليه قبل أزمة كورونا فوجئ كبار المصنعين بعدم قدرة منتجى الرقائق الإلكترونية على تدبير احتياجات قطاعى السيارات والأجهزة الإلكترونية ومن ثم أصبح أمام منتجى السيارات فجوة زمنية تمتد لعدة أشهر لحين تدبير الاحتياجات الكاملة من الرقائق الإلكترونية، وهو ما يتوقع أن يتم خلال الربع الأول من العام المقبل. وقد دفعت الأزمة العديد من الشركات العالمية لإعادة إغلاق خطوط الإنتاج ومن ثم أقدم العديد من الوكلاء المحليين على إلغاء الحجوزات على العديد من الطرازات المستوردة انتظارًا لانتظام عمليات التوريد من الشركات الأم، ويتوقع أن يؤثر ذلك سلبًا على وتيرة نمو مبيعات سوق السيارات المحلية.