توقعت شعب وروابط المحمول فى مصر استمرار نقص المعروض من الهواتف الذكية واكسسواراتها الصينية المنشأ حتى نهاية مارس المقبل، تزامنا مع الضوابط الجمركية الصارمة عقب انتشار فيروس كورونا الذى تسبب فى تأخر وصول الشحنات المتفق عليها ونقص المعروض وزيادة الأسعار بنسب تتراوح بين 5 و%10 بالأسواق.
وقال كريم غنيم، رئيس شعبة الاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا بغرفة القاهرة التجارية، إن مخزون السوق المصرية من أجهزة الهواتف المحمولة وإكسسواراتها يكفى لمدة 5 أسابيع سنويا قبل بدء الإجازة الصينية مقابل 3 شهور لأجهزة الحاسبات.
وأوضح لـ «المال» أنه من المفترض أن تعاود المصانع الصينية اليوم العمل طبقا لتصريحات مسئوليها بعد انتهاء فترة الإجازة، وسط توقعات بأن تستأنف العمل بنصف طاقتها الإنتاجية مع انتشار فيروس «كورونا» بالبلاد.
غنيم: مد الإجازة الصينية يرفع أسعارها
وأكد أن 70 إلى %80 من أجهزة المحمول والحاسب الآلى وإكسسواراتها يتم شحنها جوا عبر خطوط الطيران، متوقعا حدوث عجز فى المعروض بالأسواق حال قررت السلطات الصينية مد الإجازة مرة أخرى ومن ثم ارتفاع الأسعار.
المهدى: ضوابط الجمارك والحجر الصحى يؤخران توريد الشحنات
وأضاف محمد المهدى، الرئيس الشرفى لنقابة تجار المحمول والاتصالات، أن ضوابط تنظيم الاستيراد من جانب الدول ومنها مصر على رأسها الحجر الصحى على شحنات أجهزة الهواتف الذكية وإكسسواراتها الصينية المنشأ ستنعكس سلبا على تأخر وصول الكميات المتعاقد عليها للسوق المحلية.
وقال إنه من المتوقع أن يظهر تداعيات «كورونا» على سوق المحمول فى مصر من خلال نقص المعروض من المنتجات الصينية، لاسيما زيادة الأسعار بنسب تتراوح بين 5 إلى %10 بنهاية الربع الأول من 2020 – على حد تقديره.
وأشار إلى أن الإجراءات المتخذة من الصين لمواجهة «كورونا» ومن بينها تطبيق معايير سلامة صارمة على منتجاتها ستقلص من إنتاج المصانع، فضلا عن تراجع الكميات المصدرة لكل الأسواق ومنها مصر.
وقال إن الأسواق العالمية ستشهد انكماشا فى مبيعات المحمول على خلفية استحواذ الصين على نصيب الأسد من مصنعى الهواتف من كل المناشيء.
ويعمل فى سوق المحمول المصرية أكثر من علامة تجارية صينية، على رأسها «هواوى» و»أوبو» و«ريلمى» و«هونر» و«هوت ويف» وأخرى، بجانب استيراد إكسسوارات المحمول، وفقًا لإحصائيات مؤسسة الأبحاث التسويقية «STATCOUNTER».
وتصدرت العلامة الكورية سامسونج مبيعات سوق المحمول فى مصر خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام الماضى، بحصة سوقية بلغت %32.3 مقارنة بنحو %29.4 خلال الفترة نفسها من 2018، تلتها شركة «أوبو» الصينية بحصة سوقية نحو %22.4 مقابل %17.7 خلال فترة المقارنة.
وبحسب تقرير مؤسسة الأبحاث التسويقية «GFK» والذى انفردت «المال» بنشره منذ أيام، جاءت «هواوى» الصينية فى المركز الثالث بحصة بلغت %17.5 خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2019 مقابل %23.1 فى الفترة نفسها من 2018، بتراجع %5.6.
يذكر أن حجم التبادل التجارى بين الصين ومصر خلال الفترة من يناير إلى يوليو الماضيين بلغ 7.6 مليار دولار بزيادة %2.1 على الفترة ذاتها من 2018، وذلك طبقا للبيانات الصادرة عن المصلحة العامة للجمارك الصينية.
وقال جان واتر المدير الإقليمى لشركة «أنكر» الصينية لإكسسوارات الهواتف المحمول أحدث الوافدين الجدد فى مصر إن شركته لديها خطوط إنتاج أخرى فى فيتنام يمكن أن تلجأ إليها حال تفاقم فيروس كورونا.
وأوضح أن الشركة لديها مخزون من منتجاتها تغطيها لفترة كبيرة، مبينا أن مصر سوق واعدة بالنسبة للشركة فى المنطقة وتعتزم طرحها منتجاتها من الأجهزة الذكية بالسوق المحلية تباعًا وبأسعار تنافسية للعالمية منها.
وألمح مصدر مسئول بإحدى شركات الهواتف الصينية، إلى أن مخاوف التجار فى مصر من فيروس كورونا أدى إلى ظهور سوق سوادء للموبايلات بأسعار تزيد بنسب طفيفة عن الرسمية المعلنة من قبل الشركات.
وأشار إلى أن الشركة مستمرة فى طرح أحدث هواتفها محليا على مدار العام دون تأخير.