من المنتظر أن تنتعش عمليات إصدار سندات الدرجة الاستثمارية في الولايات المتحدة في الأسبوع القادم، مع تقديرات أولية في “وول ستريت” تتوقَّع أن تبلغ قيمة المعروض الجديد من 25 مليار دولار إلى 30 مليار دولار.
تتركّز كل العيون على البنوك الأمريكية الستة الكبرى، التي تصدر غالباً ديوناً جديدة خلال الأيام التالية لإعلان نتائج أعمالها، وتنتهج عادة منظوراً استراتيجياً في توقيت الاقتراض بسبب نماذج أعمالها كثيفة رأس المال.
انتعاش سندات الدرجة الاستثمارية
أعلنت بنوك “جولدمان ساكس جروب”، و”جيه بي مورجان تشيز”، و”مورجان ستانلي”، و”سيتي جروب”، و”ويلز فارجو” جميعها تقارير نتائج الأعمال هذا الأسبوع، ويستعد “بنك أوف أميركا” أن يلحق بها غداً الإثنين.
كتب مايكل جامبيل من “بلومبرج” أنَّ الصفقات الخاصة بالبنوك هي الورقة الرابحة في الأسبوع القادم، وقد تدفع عرض السندات بقوة حتى يتجاوز التقديرات الحالية.
تضم مجموعة الشركات التي تصدر سندات من الدرجة الاستثمارية، وتعلن نتائج أعمالها في الأسبوع القادم:”جونسون أند جونسون”، “هاليبرتون”، “لوكهيد مارتين”، “بروكتر أند جامبل”، “إيه تي أند تي”.
أظهرت السوق الأولية للسندات عالية الجودة بعض علامات الضعف في الأسبوع الحالي، إذ فشلت ثلاث صفقات في أن تجد موطأ قدم أثناء عملية الترويج، وبيعت في النهاية بالأسعار المبدئية في مرحلة التفاوض قبل الإصدار.
وتنحّت جهات الإصدار جانباً يوم الخميس الماضي، إذ تطوي بذلك أسبوع العمل القصير بسبب العطلات، وإجمالي ديون جديدة طرحت بقيمة 17 مليار دولار.
تستمر التقلّبات في إحكام قبضتها على سوق سندات الدرجة الاستثمارية، التي انخفضت قيمتها بنسبة 10.5% حتى الآن في السنة الحالية على أساس إجمالي الحصيلة، ولا يرى المحللون نهاية لهذه الأزمة في وقت قريب.
كتب استراتيجيو بنك “باركليز” بقيادة براد روجوف يوم الخميس: “إنَّ علاوات مخاطر الائتمان أشد تقلّباً في الوقت الحالي مقارنة مع أي نقطة زمنية منذ الأزمة المالية الكبرى، خارج إطار بداية انتشار فيروس كوفيد”.
كما يتوقّعون أن تتجه فروق العائد وعلاوة المخاطر نحو مزيد من الاتساع بسبب حالة الغموض الوشيكة على مستوى الاقتصاد الكلي، وتحوّل تركيز المستثمرين إلى الأرباح بسبب المفاجآت السلبية.
ارتفاع العائد
يُنتظر أن تستمر حالة التجميد الفعلي في إصدارات الديون عالية المخاطر، في غياب أي معلومات حول أي صفقات يُتوقَّع طرحها في السوق خلال الأسبوع القادم، وقد شهدت صفقة “أولدكاسل بيلدينج إنفيلوب” ، الوحيدة التي طرحت سندات عالية المخاطر في السوق خلال الأسبوع الحالي، معاناة الشركة في ترويجها، واضطرت إلى تحسين الشروط بهدف إغراء المستثمرين على شرائها.
يُنتظر أن يستمر انخفاض الإصدارات الجديدة من السندات عالية المخاطر؛ إذ إنَّ معظم الجهات المقترضة أعادت تمويل ديونها في العامين الماضيين، وأصبح لديها سيولة نقدية كافية من دون استحقاقات سداد كبيرة في المدى القريب.
سوق القروض المضمونة بالأوراق المالية هادئة هي الأخرى، ولا توجد خطط لعقد اجتماعات عند البنوك بشأنها خلال الأسبوع الحالي. وهناك ست صفقات تستحق سداد الالتزامات المتعلقة بها، ومنها قرض مجدول على أقساط بقيمة مليار دولار لصالح شركة “بن ناشيونال جيمينج” بهدف إعادة تمويل ديونها.
ذكر استراتيجيو “بنك أوف أمريكا” بقيادة أوليج ميلينتييف يوم الخميس أنَّ “سوق السندات مرتفعة العائد بصورة عامة لا يمكن أن تستقر قبل استقرار سوق سندات الدرجة الاستثمارية”.