خبراء: أوروبا مازالت تتخوف وتجربة «الداخلية» ستحسم العودة
توقع أصحاب شركات وخبراء بـ”القطاع السياحى” عدم وجود إقبال من الوفود الخارجية على زيارة المقاصد خلال الموسم الصيفى الذى ينتهى 31 أكتوبر المقبل رغم إعلان اسئتناف الحركة الخارجية لمحافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء يوليو المقبل.
قال الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، إنه من المقرر بداية من شهر يوليو المقبل في الموسم الصيفى استئناف حركة السياحة الوافدة إلى 3 محافظات هي: جنوب سيناء والبحر الأحمر ومطروح، مشيرا إلى أنه تم اختيار هذه المحافظات لأنها ساحلية، وتبعد عن التجمعات السكنية، وهى الأقل رصدًا فى الإصابة بفيروس كورونا.
وأضاف الوزير أن قدوم السائحين لمصر ليس قرارًا مصريًا فقط، وإنما يرتبط أيضًا بقرارات الدول المصدرة للسياحة للمقصد المصرى ومنظمى الرحلات الذين نتواصل معهم بالتعاون مع القطاع الخاص بهدف استعادة الحركة السياحية.
وأكد أن مصر اتخذت مجموعة من الإجراءات لتحفيز السياحة الوافدة من بينها منح تأشيرة مجانية وخفض رسوم الهبوط والإيواء والإقلاع للطائرات فى المحافظات الثلاث بنسبة %50 ورسوم الخدمة الأرضية بنسبة %20 مع استمرار برنامج الطيران العارض حتى نهاية أكتوبر المقبل و الموسم الصيفى .
وأكد العاملون بـ”القطاع السياحى” أن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة، خاصة فيما يتعلق بالحوافز أمر جيد، لكن عودة السياحة الخارجية يتوقف على العديد من الاعتبارات منها قرار الدول المصدرة للسياحة بفتح أجوائها مرة أخرى والسائح نفسه هل قرر خوض التجربة فى هذا التوقيت أم لا؟
سعيد البطوطي: لا أمل قبل نهاية أكتوبر
وفى هذا السياق، قال الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، وأستاذ الاقتصاد بجامعة فرانكفورت أنه لا يوجد أمل كبير فى عودة السياحة خلال الموسم الصيفى الحالى، خاصة بعد إعلان ألمانيا تمديد حظر السفر لـ160 دولة (خارج الاتحاد الأوروبى ) حتى 31 أغسطس.
وأضاف البطوطى أن وزير الخارجية الألمانى وافق من حيث المبدأ على إمكانية استثناء مصر بموجب اتفاقية مشتركة من قرار تمديد حظر السفر الذى فرضته بلاده على 160 دولة خارج الاتحاد الأوروبى، فى إطار الحد من انتشار فيروس كورونا.
واشترطت ألمانيا لفك حظر السفر عن مواطنيها لدولة خارج الاتحاد الأوروبى أن يكون معدل تطورات الإصابات بالفيروس منخفض وأن تكون هذه الوجهة السياحية متوافقة تماما مع الشروط الاحترازية والصحية التى وضعها الجانب الألمانى، وفقا لما كشفه البطوطى.
وأوضح أن الاتحاد الألمانى للسياحة ناقش الأسبوع الماضى، خلال اجتماع افتراضى مع وزير الخارجية الألمانى إجراءات السفر الفترة المقبلة فى حضور رئيس الاتحاد ومنظمى الرحلات، وتم التأكيد على إمكانية استثناء بعض الدول من حظر السفر بعد استيفاء بعض الاشتراطات المطلوبة من خلال إبرام اتفاقيات فردية مع كل دولة على حدة.
وأشار إلى أنه طلب خلال حضوره الاجتماع من وزير الخارجية استثناء شرم الشيخ والبحر الأحمر ( الغردقة – مرسى علم ) وما بينهما من قرار الحظر، خاصة أن تلك المناطق أراض سياحية وليست سكنية ووافق من حيث المبدأ.
وقال البطوطى إن رئيس الاتحاد الألمانى ساند طلب مصر، مضيفا أن بعض الدول طلبت استثنائها من قرار حظر السفر مثل تونس وتركيا، خاصة للمناطق السياحية.
المجتمعات الأوروبية مازالت متخوفة من السفر سواء خارجيا أو داخليا
وأكد أن السفارة المصرية فى برلين تجرى اتصالات فى الوقت الحالى مع وزارة الخارجية الألمانية للاتفاق على آليات الاستثناء، مؤكدا أن غالبية الشركات ومنظمى الرحلات متحمسون للعودة إلى مصر، متابعا أن المجتمعات الأوروبية مازالت متخوفة من السفر سواء خارجيا أو داخليا، وأعتقد: “أننا لن نستطيع الحديث عن سياحة خارجية قبل سبتمبر 2020”.
واتفق معه فى الرأى كل من طارق شلبى رئيس جميعة مستثمرى مرسى علم، وسامح سعد العضو المنتدب لشركة مصر للسياحة، مؤكدين أن الإجراءات التى اتخذتها مصر مهمة لـ”القطاع السياحى” لكن الوضع مازال يتوقف على مدى رغبة السائح فى السفر.
عادلة رجب: البشاير فى ديسمبر
وقالت الدكتورة عادلة رجب، رئيس مجلس إدارة مصر للسياحة لـ«المال» إن دول الاتحاد الأوروبى مازالت متخوفة من فتح السياحة فى هذا الوقت، وبدأت بإجراء تجارب بالسماح للسياحة الداخلية.
وأضافت رجب أتوقع أن يبدأ الحديث عن السياحة الخارجية فى أكتوبر أو نوفمبر على أن تبدأ البشاير فى ديسمبر المقبل، ولكن فى جميع الأحوال تعمل مصر بخطى جيدة ومتوازنة لإعادة التشغيل “القطاع السياحى” وفقا لاشتراطات محددة.
نورا علي: السوق العربية ضمن المستهدفين
ومن جانبها، تساءلت نورا على، رئيس شركة ماسترز ترافل، ورئيس اتحاد الغرف السياحية السابق: هل نقرر عودة السياحة والطيران دون أن يتخذ الأجانب قرارا بالمجيء؟.
وتوقعت أن يكون هناك توافد للسوق العربية بعد قرار الحكومة بفتح السياحة والطيران خلال الشهر المقبل، فى حين استبعدت الأمريكيتين والمكسيك نظراً لارتفاع نسب الإصابات بفيروس كورونا لديهم.
ومن جابنه، أكد علاء عاقل، رئيس غرفة الفنادق بالبحر الأحمر، أن قرار الحكومة بعودة السياحة والطيران فى أول يوليو قرار جيد، متوقعا أن تشهد فنادق ومنتجعات الساحل الشمالى ومطروح والعلمين إقبالًا من السائحين الإيطاليين بدءاً من النصف الثانى من شهر يوليو القادم.
وأضاف عاقل لـ«المال»، أنه من المتوقع أن يتوافد السائحون الأوكران أيضًا على المقصد المصرى خلال شهر أغسطس المقبل، موضحاً أنه من المستبعد قدوم السياحة الألمانية فى ظل قرارات الحكومة هناك بتمديد تحذيرات السفر إلى أى دولة خارج نطاق الاتحاد الأوروبى حتى 31 أغسطس المقبل.
وأوضح أنه فى أوروبا يأتى الأمان بالنسبة للمواطن قبل أى شيء آخر، لافتا إلى أنه يمكن للألمان السفر ولكن لبعض الدول من بينها مالطا، إسبانيا واليونان.
سامح سعد: أوروبا الشرقية الأقرب للمجيء
وقال سامح سعد قال إنه فى حال توافد سياحة خارجية فمن المتوقع أن تكون من دول أوروبا الشرقية التى لاتضع قيودا كبيرة على حركة المواطنين، لكن أعدادها بالسنبة للسوق المحلية ضعيفة، حيث تتراوح ما بين 20 إلى 50 ألف سائح سنويا للدولة مثل صريبا على سبيل المثال.
وفى المقابل، قال البطوطى إن قرار إعفاء السائحين للمحافظات السياحية من رسوم التأشيرة جيد جدا، ويعطى صورة إيجابية بأن الدولة تتخذ إجراءات لتسهيل دخول السائحين كما أنه مازال ممتدا حتى نهاية أكتوبر المقبل.
كان الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، أجرى منذ أيام لقاء عبر تطبيق الزووم مع وزير الرياضة والسياحة فى بيلاروسيا Sergei Kovalchuk، بحضور السفير ماجد مصلح المشرف العام على إدارة العلاقات الدولية والخارجية بالوزارة.
وكان ذلك استكمالًا للاتصالات التليفونية مع نظرائه من وزراء السياحة فى كبرى الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، وخلال اللقاء بحث الوزيران سبل التعاون بين البلدين والاستعدادات والإجراءات الاحترازية فى كلتا الدولتين لاستئناف الحركة السياحية بينهما عند عودتها اعتبارًا من أوائل شهر يوليو، مع التركيز على المقاصد السياحية المصرية ذات الأهمية للجانب البيلاروسى، وفى مقدمتها المدن السياحية الساحلية فى محافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء التى يتوجه إليها أكثر من %90 من السائحين البيلاروسيين.