توقعات باستمرار ازدهار المشتريات الرقمية حتى بعد الوباء في أوروبا

مبيعات التجزئة تجنبت الركود في أوروبا

توقعات باستمرار ازدهار المشتريات الرقمية حتى بعد الوباء في أوروبا
أيمن عزام

أيمن عزام

10:13 م, الأحد, 4 أبريل 21

من المتوقع أن ازدهار المشتريات الرقمية والإقلال من المدفوعات النقدية سيستمران حتى في فترة ما بعد الوباء.

أجبر وباء كوفيد-19 الأوروبيين الذين يفضلون التعامل بالأموال النقدية على اعتماد تغييرات كبيرة في سلوكياتهم للتسوق.

إزدهار المشتريات الرقمية

وقال مكتب الإحصاء الفيدرالي يوم الخميس إن حجم مبيعات التجزئة المعدلة في ألمانيا انخفض في فبراير بنسبة 9 بالمائة بالقيمة الحقيقية مقارنة بالعام السابق، عقب الإغلاق الثاني بسبب كوفيد-19، مما تسبب في إغلاق عدد كبير من المتاجر.

غير أن البيانات الواردة من هذا المكتب أظهرت أيضا أن أعمال الطلبات عبر الإنترنت والبريد استفادت بوضوح من إغلاق المتاجر، حيث زادت المبيعات في فبراير بأكثر من 34 بالمائة على أساس سنوي بالقيمة الحقيقية.

في الواقع، بفضل ازدهار الأعمال التجارية عبر الإنترنت، تجنبت مبيعات التجزئة في عموم دول الاتحاد الأوروبي ركودا أسوأ وسط الوباء في عام 2020.

وأظهرت بيانات مكتب الاتحاد الأوروبي للإحصاء “يوروستات” أن المتوسط السنوي لتجارة التجزئة لعام 2020 انخفض بنسبة 0.8 في المائة فقط في الاتحاد الأوروبي، حيث هبط الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 6.2 في المائة.

وأشار مسح في 19 دولة أوروبية في نهاية عام 2020 أجرته شركة ((إيكوميرس يوروب))، وهي جمعية تمثل أكثر من 100 ألف بائع تجزئة عبر الإنترنت في أوروبا ، إلى أن جميع المستطلعين أبلغوا عن نمو إيجابي في مبيعات المنتجات عبر الإنترنت خلال العام الماضي، يتراوح من 5 إلى 10 بالمائة في بولندا إلى 60 إلى 75 بالمائة في فنلندا.

تصور إيجابي للتجارة الإلكترونية

فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية خلال أزمة كوفيد-19، أبلغ جميع المستجيبين عن تصور عام إيجابي للقطاع، وأفاد الأغلبية أيضا عن وجود تصور سياسي إيجابي، وفقا للمسح.

وأظهرت الإجابات على المسح أن التجارة الإلكترونية أصبحت شريان حياة للعديد من الأعمال التجارية ذات الهياكل المادية التي اضطرت إلى إغلاق أبوابها، مما سمح لها بمواصلة أنشطتها أثناء الإغلاق.

بالرغم من الطلب القوي في الأعمال التجارية عبر الإنترنت خلال العام الماضي، أظهر المسح أيضا صورة دقيقة لتأثير كوفيد-19 على هذه الصناعة. إذ بينما شهدت العديد من القطاعات بشكل عام زيادة في المبيعات، فقد عانت شريحة كبيرة أيضا من انخفاض في المبيعات.

على سبيل المثال، انخفضت خدمات التجارة الإلكترونية مثل مبيعات السفر أو التذاكر عبر الإنترنت بنسبة 40 إلى 70 في المائة بين المستطلعين. بالإضافة إلى ذلك، في وقت تحسن فيه الطلب في قطاع الموضة، وخاصة الملابس المنزلية، فإن الطلب على أنواع أخرى من الأحذية والملابس ما يزال منخفضا.

ومع استمرار ارتفاع مخاطر الإصابة بالعدوى في أوروبا، من الواضح أن صناعة التجزئة تستعد لعام 2021 يتسم بالصعوبة.

وأظهر مسح جديد أجراه الاتحاد الألماني للبيع بالتجزئة أن 54 في المائة من متاجر الأزياء واجهت خطر الإفلاس بعد 100 يوم من الإغلاق.

ومع ذلك، يتوقع قطاع التجارة الإلكترونية نموا نهائيا في مبيعات المنتجات في عام 2021 ونموا محتملا في بيع الخدمات يعتمد على شدة تدابير كوفيد-19، كما أوضح المسح الذي أجرته ((إيكوميرس يوروب)).

قبل الوباء، كان معظم العملاء في أوروبا يتخذون قرارات الشراء في المتجر، ويختارون المنتجات بناء على ما رأوه ولمسوه، وعادة ما يتم الدفع نقدا.

دفع المبالغ الصغيرة نقدا

ورغم أن المستهلكين في ألمانيا دفعوا ثمن مشترياتهم ببطاقات السداد (الخصم والائتمان) أكثر من الدفع النقدي لأول مرة في عام 2018 ، فإن حوالي 76.1 في المائة من جميع مشتريات التجزئة في ألمانيا لا تزال تتم باستخدام الدفع النقدي، مما يدل على أن الألمان ما زالوا يفضلون بشكل عام دفع مبالغ صغيرة نقدا، وفقا لمعهد ((إي أتش آي)) لمبيعات التجزئة.

وأظهر مسح أجراه البنك المركزي الألماني ((بوندسبنك)) أن كوفيد-19 قد غير من سلوك المستهلك الألماني.

وذكر أن نسبة المستجيبين الذين قالوا إنهم غيروا سلوكياتهم في الدفع ارتفعت من 25 في المائة إلى 43 في المائة في غضون شهر واحد فقط بعد تفشي الوباء.

وقال روبرت هوفمان، الرئيس التنفيذي لشركة ((كونكارديس ونيتس)) التجارية للخدمات، موفر خدمة الدفع الأوروبي، “لقد غير عام 2020 حياتنا اليومية بشكل كامل. لقد أصبحت مشترياتنا رقمية أكثر بكثير مما كانت عليه في العام السابق”.

يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.