رجح عدد من العاملين فى سوق المحمول واكسسواراتها استئناف البنوك فتح اعتمادات مستندية للتجار والشركات بالعملة الصعبة لتدبير احتياجاتهم من الشحنات الجديدة وتوفير مستلزمات الإنتاج للمصانع محليا خلال فترة تتراوح من 60 إلى 90 يوما على خلفية تراجع سعر الدولار فى السوق الموازية .
وقالوا أن الايام القليلة الماضية شهدت انخفاض أسعار أغلب طرازات الهواتف الذكية وبالأخص الدولى منها بنسبة بلغت %30 كرد فعل على الأخبار الإيجابية المتعلقة بالصفقة التاريخية لمشروع رأس الحكمة .
قال عصام بدر الدين رئيس شعبة المحمول والاتصالات فى غرفة الجيزة التجارية سابقاً إن صفقة مشروع رأس الحكمة من شأنها إتاحة سيولة دولارية فى البنك المركزى والسماح مرة أخرى بفتح اعتمادات مستندية للتجار لتدبير عملة صعبة تمكنهم من تنفيذ عمليات استيراد ، مؤكدا أن أخبار الصفقة انعكست بالإيجاب على كافة القطاعات الاقتصادية خلال الأيام الماضية ومن ضمنها السيارات والذهب وقطع الغيار والأجهزة الكهربائية وغيرها.
وكشف بدر الدين عن تراجع أسعار أجهزة المحمول الدولى (بدون ضمان ) بنسبة بلغت %30 مع انخفاض سعر صرف الدولار فى السوق الموازية الأمر الذى ذاته ينطبق على اكسسواراتها.
ورأى أن استقرار قيمة العملة الصعبة أمام الجنيه سيكون المحرك الرئيسى لإعادة الزخم والحراك مجددا إلى سوق المحمول وتنشيط حركة مبيعاتها .
وراى أن السبيل الوحيد للقضاء على السوق الموازية فى مصر هو توفير البنوك حصيلة دولارية للأفراد و الشركات، مشيرا إلى أن الدولة توجه النقد الأجنبى حاليا للأولويات والسلع الاستراتيجية.
ورجح محمد الحداد صاحب محلات الحداد لأجهزة المحمول تراجع أسعار أجهزة المحمول واكسسواراتها خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر.
واستشهد الحداد بحالة الركود الشديدة التى تضرب حاليا مبيعات المحمول فى مصر مدللا على ذلك بوضع السوق منذ 5 سنوات تقريبا عندما كان التاجر الكبير يبيع أجهزة فى حدود الـ 200 ألف جنيه يوميا، إلا أن هذه القيمة تقلصت منذ عامين بسبب الأوضاع الاقتصادية لتصل المبيعات إلى حوالى 20 جهاز يوميا مقابل مبلغ يتراوح بين 20 إلى 30 الف جنيه حاليا تعادل مبيعات جهازين فقط.
وألمح الى أن معظم العملاء اتجهوا خلال المرحلة الماضية إلى أنظمة التقسيط المتنوعة مع شركات التمويل الاستهلاكى لدرجة أن السوق أصبحت فى حالة تشبع.
ورأى أن التداعيات الإيجابية لصفقة رأس الحكمة ستحتاج مزيدا من الوقت- على حد قوله- حتى يشعر بها التاجر والمواطن، إلا أنه يوجد حاليا حالة استقرار نسبى فى أسعار المحمول نتيجة انخفاض سعر الصرف فى السوق الموازية.
وكشف عن توقف معدل زيادة الأسعار بشكل شبه يومى وهى الخطوة التى وصفها بالناجحة.
فيما توقع إحدى المصنعين المحليين فى سوق المحمول معاودة البنوك فتح اعتمادات مستندية للتجار والشركات خلال أسابيع .
ووصف صفقة رأس الحكمة بأنها أخبار مبشرة على جميع الأصعدة لاسيما مع تراجع أسعار بعض السلع على خلفية تراجع قيمة الدولار أمام الجنيه فى السوق الموازية.
وأشار إلى أن أموال صفقة رأس الحكمة مع الإمارات، ستدار بطريقة تعطى الأولوية لتوفير مستلزمات إنتاج المصانع وتعميق التصنيع المحلى.
ولفت مصدر مسئول فى إحدى الشركات العالمية إلى إن صفقة رأس الحكمة ساهمت فى ضبط سعر صرف الدولار بالسوق الموازية ، ومن المتوقع أن تكون لها نتائج إيجابية ملموسة على مستوى الشركات والمصانع بحلول أبريل المقبل بعد رمضان إذ ستسهم فى تعزيز النقد الأجنبى وانهيار سعر العملة الصعبة خارج البنوك .
ورأى مصدر مطلع بإحدى العلامات التجارية للهواتف الذكية أن أسعار عدد كبير من طرازات الهواتف المحمولة انخفضت خلال الأيام الماضية بسبب تراجع سعر الصرف فى السوق الموازية ليصل إلى حوالى 50 جنيها للدولار، وذلك عقب الإعلان عن صفقة رأس الحكمة.
وأضاف المصدر أن تجار الهواتف الذكية أجبروا على خفض الأسعار المبالغ فيها للأجهزة لجذب مزيد من المشترين، لاسيما مع الانخفاض الملحوظ فى أسعار الذهب خلال الآونة الأخيرة وتفضيل عدد كبير من الأفراد للاستثمار فى شراء الذهب بدلا من شراء هاتف جديد.
وتوقع حدوث انفراجة بشأن معاودة فتح الاعتمادات المستندية فى البنوك بحلول شهر مايو المقبل، أى بعد انتهاء شهر رمضان، موضحا أن الحكومة المصرية لديها فاتورة استيراد كبيرة وأعباء مالية ضخمة وبالتالى لها أولويات فى إدارتها لتدفقات النقد الأجنبى، تتمثل فى توفير العملة الصعبة لاستيراد المواد الغذائية والسلع الاستراتيجية والاستهلاكية.
وقال أحمد قنديل خبير فى سوق المحمول إن مصر تنتظر حزمة من المكاسب على خلفية توقيع الاتفاقية الاستثمارية لتطوير مدينة رأس الحكمة بالتعاون مع الإمارات، أهمها زيادة تدفقات النقد الأجنبى للبلاد مما يؤدى إلى استقرار فى سعر الصرف.
وأضاف قنديل أن عملية إدارة السيولة الدولارية من حصيلة الصفقة المصرية الإماراتية يجب أن تتم بطريقة مثالية مع منح الأولوية لتوفير مستلزمات الإنتاج وتعزيز قدرة مصر التصنيعية، مشيرا إلى أن توفير العملة الصعبة لاستيراد الهواتف الذكية سيكون فى مرحلة لاحقة.
ورجح معاودة البنوك فتح اعتمادات مستندية لتجار المحمول والأجهزة الإلكترونية المستوردة بالكامل من الخارج، فى مرحلة لاحقة، بعد استيفاء جميع أولوياتها، منوها أنها ستكون خلال فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر.
بدر الدين: استقرار قيمة العملة ينشط حركة المبيعات
الحداد: توقف الزيادات شبه اليومية.. ونشهد حالة تشبع