حققت أسهم الطاقة مكاسب ضخمة على مدار عامين متتاليين، مما يرجح تفوق أدائها على السوق مرة أخرى خلال 2023، لكن هذه المرة ستحفز توزيعات أرباح الأسهم الكبرى وليس أسعار النفط الإقبال على القطاع.
في إطار جهود مبذولة لجذب مستثمري الدخل، زادت شركات الطاقة من توزيعات أرباحها بشدة خلال الاثني عشر شهراً الماضية، ورفعت شركة “دياموندباك انرجي” مدفوعاتها 412% خلال هذه الفترة الزمنية، وهي النسبة الأكبر من أي عضو آخر بمؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، وجاءت 5 من أكبر 10 زيادات في توزيعات الأرباح بمؤشر قطاع الطاقة، من بينها زيادة بنسبة 355% لشركة “أيه بي أيه” (APA Corp)، و276% لشركة “بايونير ناتشورال ريسرورسز” و167% لشركة “هاليبرتون”.
سيولة نقدية خلال الركود الاقتصادي
ستبدو هذه المدفوعات الهائلة أشد جاذبية في حال انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى ركود خلال السنة المقبلة، ومن المتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولايات المتحدة ليسجل نمواً محدوداً نسبته 0.3% خلال 2023، متراجعاً من 1.9% في 2022، بحسب بيانات جمعتها بلومبرج.
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة “إنرجي إنكوم بارتنرز” جيمس مورشي: “خلال فترة الركود الاقتصادي، أرغب في رؤية سيولة نقدية”، مضيفاً أنه دشن شركته للاستثمار أثناء انفجار فقاعة الإنترنت نظراً لأن المستثمرين كانوا يبحثون عن “دخل حقيقي وأصول حقيقية”، متوقعاً أن تتكرر ذات الآلية خلال الركود الاقتصادي المحتمل بسنة 2023، ما سيسفر عن عملية تحويل مراكز الاستثمار بالسوق نحو الأسهم التي تقدم توزيعات أرباح في قطاعي الطاقة والمرافق.
قال مورشي: “نحتاج لأصول حقيقية عوضاً عن الأوهام في محفظتنا للاستثمار”.
63% عائدات «ستاندرد آند بورز 500 إنرجي»
أشارت سافيتا سوبرامانيان، رئيسة قسم الأسهم والاستراتيجية الكمية لدى “بنك أوف أميركا”، في مقابلة تلفزيونية مع “بلومبرج” الأسبوع الجاري، إلى أن المستثمرين سيبحثون عن إجمالي العائدات عوضاً عن مجرد زيادات أسعار الأسهم خلال 2023، وأعربت سوبرامانيان عن تفاؤلها أيضاً إزاء قطاع الطاقة، والذي قالت إنه أثبت قدرته على ضبط الإنفاق رغم صعود أسعار النفط الخام.
تقترب العوائد الإجمالية لمؤشر الطاقة “ستاندرد آند بورز 500 إنرجي” من 63% في 2022، والتي تنقسم إلى 57% زيادة في سعر الأسهم و6% أخرى من العائد في المقابل، حقق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الأوسع عوائد إجمالية سالبة نسبتها 17%، وهو معدل أفضل بقليل من تراجع السعر بنسبة 19% بفضل مدفوعات الشركات بالمؤشر.
صعدت مجموعة أسهم الطاقة بمؤشر الأسهم الأميركي 2% الأربعاء عند الساعة 3:17 م بتوقيت نيويورك.
تركيز على التدفق النقدي الحر
ينزع المستثمرون للاندفاع نحو الأسهم التي توزع أرباحاً خلال فترة الركود الاقتصادي بحثاً عن السيولة في حين ينهار الاقتصاد من حولهم ويكون من الصعب كسب الأموال، لكن تقول إيفانا ديليفسكا من شركة “سبير إنفست” إنه يتعين على المستثمرين أن يدرسوا بصورة أعمق ويدققوا في الشركات بحثاً عن التدفقات النقدية الحرة، وليس توزيعات الأرباح، إذا كانوا يريدون تدفقات موثوقة من الدخل خلال ركود اقتصادي.
قالت كبيرة مسؤولي الاستثمار بالشركة: “هذا هو أهم شيء بشكل عام بالنسبة للسوق- توليد التدفقات النقدية”، مضيفة أن صندوقها يفضل السلع الأساسية وأسهم الشركات الصناعية خلال 2023 بسبب سجل تدفقاتها النقدية الحرة ولأنها رخيصة، وتابعت: “يعود تفضلينا للسلع وأسهم الشركات الصناعية في فترة الركود الاقتصادي هو أن الركود قد انعكس في أسعارهم فعلياً”.
رغم ذلك، فإن المستثمرين الذين يبحثون عن توليد التدفق النقدي الحر عادة ما يعثرون على شركات توزع أرباحاً كبيرة، ويقول غابرييل سوربارا المحلل في “سيبرت ويليامز شانك” إن غالبية الشركات التي تحقق أعلى تدفق نقدي تقدم أعلى توزيعات للأرباح.