شهدت سوق السيارات تراجع قيمة «الأوفر برايس» على مجموعة كبيرة من الطرازات المطروحة من جانب الموزعين والتجار خلال الأسبوع الماضى.
ويقصد بـ«الأوفر برايس» مبلغ إضافى يتم إقراره من جانب الموزعين والتجار على السعر الرسمى للمركبة المبيعة تحت وطأة التسليم الفورى دون الدخول لقائمة الحجوزات.
وفى رصد أجرته «المال» على تطور أسعار السيارات التى شهدت تخفيضات سعرية فى قيمة «الأوفر برايس» وهى «هيونداى توسان، وأكسنت RB، وشيفروليه كابتيفا، وأوبل استرا، تويوتا كورولا، وشيرى أريزو 5، وإم جى RX5، ونيسان قاشقاى» بقيمة تراوحت من 5 و15 ألف جنيه لمختلف الفئات.
أرجع عدد من موزعى وتجار السيارات، التخفيضات السعرية وتراجع «الأوفر برايس» داخل السوق إلى إقبال عدد كبير من الوكلاء المحليين لتسليم الحصص الشهرية المقررة للموزعين مع تزايد فى حجم الكميات الموردة للسوق المحلية، مما أسهم فى انتهاء أزمة نقص المعروض، والحد من الممارسات الاحتكارية التى كان يتبعها البعض من الموزعين والتجار فى فرض الزيادات السعرية على الطرازات المباعة.
وقالوا إن أداء سوق السيارات تشهد حالة من الهدوء النسبى فى حركة المبيعات فى ظل تراجع معدل إقبال المستهلكين على الشراء خلال الوقت الحالى، مؤكدين أن تصاعد أزمة «الأوفر برايس» داخل السوق كانت تكمن فى نقص المعروض فقط وليس تزايد حجم الطلب.
وقال خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات، إن الأسبوعين الماضيين شهدا دخول كميات وشحنات جديدة من أغلب الطرازات والماركات التجارية المطروحة فى السوق المحلية؛ الأمر الذى أسهم فى توافر حجم المعروض وتوقف الزيادات المتتالية من جانب الموزعين والتجار المعروفة بـ«الأوفر برايس».
وأضاف سعد أن الزيادات السعرية المتتالية التى أقرها بعض الموزعين والتجار على أغلب الطرازات المطروحة محليًا خلال الأسابيع الماضية؛ تسببت فى إحجام شريحة كبيرة من المستهلكين عن الشراء، ما انعكس بالسلب على تراجع حجم المبيعات، قائلًا: “السوق المحلية لم تستوعب أى نوع من الزيادات السابقة، والمستهلك رفض إمكانية شراء المركبات بقيمة أعلى من أسعارها الرسمية” على حد تعبيره.
ورجح أن تشهد الفترة المقبلة استقرارًا فى أسعار السيارات تزامنًا مع دخول المزيد من الحصص والكميات المستوردة من جانب الوكلاء والمستوردين، وهو ما سيسهم فى تشبع السوق من الطرازات والفئات المختلفة، مشيرًا إلى أن الشركات المحلية ملتزمة بتنفيذ خططها التسويقية والمبيعات المستهدفة مع استلام الكميات المتعاقد عليها مع المصانع العالمية بنهاية العام الحالى.
من جانبه، قال أشرف عبد المنعم، عضو رابطة تجار السيارات، ورئيس شركة «شرين كار» الموزع المعتمد للعديد من الماركات التجارية، إن أسعار السيارات شهدت انخفاضات سعرية بشكل غير رسمى على أغلب الطرازات المطروحة داخل السوق خلال الأسبوعين الماضيين؛ كرد فعل طبيعى على إقبال معظم الوكلاء لتسليم حصص الموزعين مع زيادة حجم الكميات الموردة لهم، الأمر الذى أسهم فى انتهاء أزمة نقص المعروض لمختلف الماركات التجارية.
وتوقع عبد المنعم اختفاء ظاهرة «الأوفر برايس» داخل سوق السيارات، خاصة مع حالة الركود النسبى فى حركة المبيعات وتراجع معدل إقبال المستهلكين على شراء المركبات، قائلًا: “أداء سوق السيارات عادة يشهد انخفاضًا فى المبيعات بنهاية كل عام تقريبًا” على حد تعبيره.
وأشار إلى أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر بالسلب على أداء سوق السيارات وهبوط المبيعات الإجمالية للقطاع؛ ممثلة فى تطبيق المزيد من الإجراءات الاحترازية وتداول الأنباء التى تشير بارتداد الموجة الثانية من جائحة «كورونا» عالميًا وانعكاسها بالسلب على توقف العديد من أنشطة القطاعات، خاصة انخفاض الطلب على جميع السلع ومنها «السيارات».
من جانبه، أكد منتصر زيتون، عضو لجنة تسيير أعمال الشعبة العامة للسيارات بالغرفة التجارية، أن الزيادات السعرية المتتالية التى يفرضها الموزعون والتجار على أغلب الطرازات المطروحة داخل السوق قد توقفت تمامًا مع طرح الوكلاء كميات إضافية وتسليم حصص أكبر للموزعين خلال الأسبوعين الماضيين.
أوضح أن ظاهرة “الأوفر برايس” ستختفى قريبًا داخل سوق السيارات، وذلك مع استمرار حالة الركود التى يشهدها القطاع خلال شهرى نوفمبر وديسمبر من كل عام، مؤكدًا أن استمرارية إحجام المستهلكين عن الشراء سيؤدى إلى وقف الممارسات الاحتكارية التى يتبعها الموزعون والتجار فى الزيادات السعرية غير المبررة داخل السوق.
وفى سياق متصل، أوضح محمد فتحى، أحد تجار السيارات، أن السبب الحقيقى وراء اتساع ظاهرة “الأوفر برايس” داخل السوق؛ يكمن فى نقص المعروض من مختلف الطرازات والعلامات التجارية فقط.
وذكر فتحى أنه بالتزامن مع طرح كميات كبيرة من السيارات شهدت أسعارها هبوطًا بشكل غير رسمى وتراجع قيمة “الأوفر برايس” من قبل التجار والموزعين.
وأوضح أن أزمة نقص المعروض تسببت فى وجود حالة الضبابية والشعور بارتفاع حجم الطلب على شراء المركبات خلال الفترة الماضية، قائلًا: “طرح حصص كبيرة من الطرازات كشفت أداء سوق السيارات الحقيقى وانخفاض حجم المبيعات”.
وأشار إلى أن جميع المؤشرات تسير نحو ركود حركة مبيعات سوق السيارات وسط تقديم خصومات سعرية متوقعة من جانب العاملين فى القطاع خلال الفترة القليلة المقبلة.
وبحسب التقرير الصادر عن الإدارة العامة لمنفذ جمارك سيارات الإسكندرية، سجلت إجمالى واردات سيارات الركوب «الملاكى» المفرج عنها عبر منفذ الإسكندرية- نموًا- بنسبة %44 لتصل إلى 17 ألفًا و224 مركبة خلال شهر أكتوبر الماضى، مقابل 11 ألفًا و948 مركبة خلال الفترة من نفسها من العام السابق.