حثّت تايلندا المزارعين على الحد من زراعة الأرز؛ لتوفير المياه بعد قلة هطول الأمطار، وهي خطوة تشكل تهديدًا جديدًا لإمدادات الأرز العالمية، بعد أن حظرت الهند بعض شحنات الحبوب، بحسب وكالة بلومبرج.
المزارعون في المنطقة الوسطى الرئيسية زرعوا بالفعل معظم كمياتهم من الأرز، لكن الحكومة تحثّ على الانتقال إلى زراعة محاصيل أخرى تحتاج إلى كميات أقلّ من المياه، وفقًا لبيان صادر عن سوراسري كيدتيمون، الأمين العام لمكتب الموارد المائية الوطنية.
الحد من زراعة الأرز
تشهد تايلندا، ثاني أكبر دولة مصدّرة للأرز في العالم، كميات أقل من الأمطار في وقتٍ تستعد فيه البلاد لموجة جفاف محتمَلة، العام المقبل، مع بداية نمط ظاهرة “إل نينيو”.
ينخفض هطول الأمطار التراكمي حتى الآن في المنطقة الوسطى بنحو 40% عن المعدلات العادية، ويهدف التحرك للحد من زراعة الحبوب إلى المساعدة على الحفاظ على المياه للاستهلاك المنزلي، وفقًا لسوراسري.
ارتفعت أسعار الأرز في آسيا لتصل إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات، الشهر الماضي، بعد أن حظرت الهند، أكبر دولة مصدرة للأرز في العالم، بعض شحناتها.
تُعتبر الحبوب ضرورية للوجبات الغذائية لمليارات الأشخاص، إذ يُثقِل ارتفاع الأسعار كاهل المستهلكين بمزيد من الضغوط التضخمية.
قال شوكيات أوفاسونغسي، الرئيس الفخري لجمعية مصدري الأرز التايلنديين: “تستحيل مطالبة المزارعين بالتوقف عن الزراعة عندما تكون الأسعار جيدة، نحن أكثر قلقًا من أن يؤدي هطول الأمطار المتقطع بين أغسطس وأكتوبر إلى تراجع إنتاج الأرز في موسم الحصاد الرئيسي”.
تداعيات ظاهرة “إل نينيو”
كان يُتوقع أن تمثل المنطقة الوسطى في تايلندا ما يقرب من 14% من إجمالي مساحة زراعة الأرز في 2023، يُتوقع أن تشكل نحو 19% من محصول الأرز الرئيسي بين عاميْ 2023 و2024، وفقًا لوزارة الزراعة.
وأشار سوراسري إلى أن مستويات المياه في الخزانات الرئيسية بالمنطقة بلغت نحو 51% من سَعتها.
كانت الحكومة قد حذرت سابقًا من أن ظاهرة “إل نينيو” قد تؤدي إلى تراجع غير عادي في هطول الأمطار، ونصحت بزراعة محصول واحد، هذا العام، بدلًا من زراعة محصولين كالعادة.
ومع ذلك يمكن تعويض أي نقص محتمَل في إمدادات تايلندا بشحنات أكبر من فيتنام، التي يرجَّح أن تتجاوز هدفها لهذا العام.
ارتفعت صادرات فيتنام من الأرز 21%، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، مقارنةً بالعام السابق، كما زادت الشحنات إلى الفلبين والصين وإندونيسيا، وفقًا لإدارة الجمارك.
تشير الدولة إلى أن زيادة المبيعات الخارجية لن تؤثر في أمنها الغذائي.
وتُعد الهند، إلى حد بعيد، أكبر دولة مصدرة للأرز في العالم، إذ تمثل 40% من التجارة العالمية، في حين تشكّل تايلندا وفيتنام 15% ونحو 14% على التوالي، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.