تنشيط سياحة اليخوت مرهون بإزالة المعوقات ووضع تشريعات جديدة لها

تستهدف الحكومة تعظيم سياحة اليخوت والسفن السياحية فى مصر خلال الفترة المقبلة، باعتبار أن هذا النوع من السياحة يمثل قيمة مضافة كبيرة للسياحة المصرية.

وأشاد عدد من ممثلو القطاع السياحى بخطة الحكومة، مطالبين بضرورة تذليل العقبات التى تواجه دخول وخروج اليخوت لتنشيط هذا النوع من السياحة والتى وصفوها بسياحة الأثرياء نظراً لأنها تجذب شرائح مرتفعة الإنفاق.

وقال علاء عاقل رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشأت الفندقية، إن صعوبة الإجراءات والمعوقات التى تواجه دخول وخروج اليخوت من وإلى مصر أدت إلى تراجع هذا النوع من السياحة فى المقصد المصري.

وأضاف عاقل لـ«المال»، أن مصر تتميز وتنفرد بأنها تطل على البحرين المتوسط والأحمر وبالتالى يمكن استغلال ذلك فى تنشيط هذا النوع من السياحة، مشيدا بخطة الحكومة المصرية لتعظيم الاستفادة من سياحة اليخوت.

وطالب عاقل بضرورة وضع تشريعات جديدة لتخفيف القيود على سياحة اليخوت، لافتا إلى أن ساحل البحر المتوسط وخاصة العلمين والساحل الشمالى جاذب جدا لهذا النوع من السياحة.

وتابع أن ساحل البحر الأحمر جاذب أيضاً لسياحة اليخوت ولا يوجد حتى الآن منافس لمصر فيه، بينما فى البحر المتوسط هناك دول منافسة منها، تركيا، اليونان، قبرص وفرنسا وغيرها.

ولفت إلى أن أبرز الأسواق المقبلة على هذا النوع من السياحة هى: دول الخليج وخاصة السعوديين، وبعض الدول الأوروبية والأسيوية، واصفا سياحة اليخوت بسياحة الأثرياء.

يذكر أنه تم مؤخرا افتتاح أول محطة وقود بحرية على شاطئ البحر المتوسط لخدمة اليخوت والمراكب، وذلك فى محافظة مطروح.

وتقع المحطة الجديدة بالساحل الشمالى على بعد نحو 250 كيلومترا عن القاهرة، وتعمل على تزويد اليخوت والمراكب بوقود 95، إضافة إلى مختلف الخدمات التشغيلية اللازمة.

فايــز: مصــر كانت تستقبل من 300 إلى 500 يخـت أســـبوعياً قبـــل كــورونا

ومن جانبه، قال رامى فايز عضو جمعية مستثمرى مرسى علم، إنه قبل أزمة فيروس كورونا كانت الموانئ فى الجونة وبورتو غالب بمرسى علم، تستقبل من 300 إلى 500 يخت أسبوعياً من دول السعودية، الإمارات، عمان والكويت.

وأضاف فايز أنه بعد جائحة كورونا لم نعد تستقبل هذا النوع من السياحة، مشيرا إلى أن سياحة اليخوت تحتاج إلى لوجتسيات وتجهيزات معينة وعالية الكفاءة وهو ما تم تدشينه مؤخرا فى مصر.

وأشار إلى أنه تم تجهيز موانئ لليخوت فى الساحل الشمالي، العلمين، بالإضافة إلى الموانئ الموجودة فى الجونة وبورتو غالب.

وأكد أن البنية التحتية موجودة حاليا ومجهزة على أعلى مستوى لهذا النوع من السياحة ويمكن أن ننافس الدول الأخرى وخاصة فى البحر الأحمر، مشيراً إلى أن دول الخليج من أبز الأسواق المقبلة على سياحة اليخوت.

عبد اللطيف: اقترح تنفيذ خط ملاحى بين مرسى مطروح وجنوب إيطاليا

وفى سياق متصل، قال الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة، وعضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء، إن سياحة اليخوت واحدة من أهم البرامج السياحية الغنية التى تجذب شرائح مرتفعة الإنفاق.

وأضاف عبد اللطيف، أن الاهتمام بسياحة اليخوت سيكون له دور كبير فى تنشيط حركة السياحة العربية والخليجية للمقاصد السياحية فى البحر الأحمر وذلك لقربها من دول الخليج.

وأكد أن تنشيط سياحة اليخوت ستستفيد منه بالدرجة الأولى المدن المطلة على البحر المتوسط، مثل مرسى مطروح، الإسكندرية والعلمين، لأن النسبة الأكبر من حركة اليخوت تأتى عن طريق البحر الأبيض المتوسط ويأتى فى المرتبة الثانية منطقة البحر الأحمر.

وطالب عبد اللطيف، بضرورة منح امتيازات لليخوت والمراكب السياحية التى تأتى إلى الموانئ المصرية، مقترحا دراسة تنفيذ خط ملاحى بين مرسى مطروح وجنوب إيطاليا من خلال تنظيم برامج سياحية لزيارة مطروح ومعالمها السياحية والاستمتاع بشواطئها، خاصة أنها مؤهلة لاستقبال اليخوت والمراكب السياحية بشكل كبير.

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، استعرض خطة لتعظيم سياحة اليخوت والسفن السياحية فى مصر، تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للحكومة بدراسة الإجراءات المنفذة لسياحة اليخوت مقارنة بالدول المنافسة، وعملاً على تيسير الإجراءات وتعظيماً لذلك النوع من النشاط السياحي، باعتبار أن هذا النوع من السياحة يمثل قيمة مضافة كبيرة للسياحة فى مصر.

وأكد رئيس الوزراء ضرورة تيسير كافة الإجراءات وتبسيطها فى مراحل دخول وخروج السائحين الوافدين.

وقال المهندس كامل الوزير، وزير النقل، إنه تم تشكيل لجنة وزارية عليا لوضع إستراتيجية لجذب سياحة اليخوت إلى مصر، برئاسة وزير النقل وعضوية وزراء: السياحة، والمالية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وممثلين عن الوزارات والجهات المعنية.

وأوضح أن مهام هذه اللجنة الوزارية تتحدد فى تحديث الخريطة الخاصة بجميع «المراين» على مستوى الجمهورية؛ سواء القائمة أو المقترحة، مع تحديد المناطق الواعدة والتى تمثل نقاط جذب لسياحة اليخوت، إلى جانب وضع الضوابط والقواعد التنظيمية لسياحة اليخوت، لتوحيد جميع الاشتراطات اللازمة لإنشاء وتشغيل «المراين».

كما تشمل اختصاصات اللجنة إطلاق نافذة واحدة تمثل فيها جميع الجهات المعنية بحيث تكون وزارة النقل هى الجهة المسئولة عن التنسيق مع جميع الجهات لإصدار جميع التراخيص وتحصيل الرسوم المقررة، فضلاً عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتبسيط التصاريح المطلوبة لتحرك اليخوت بين جميع الموانئ المصرية.

واستعرض وزير النقل أهداف إستراتيجية تعظيم سياحة اليخوت، وهو تشجيع السفن واليخوت السياحية على زيادة تردداتها على الموانئ البحرية و«المراين» المصرية، من خلال إعداد سياسة سعرية موحدة من شأنها تقديم حوافز وتخفيضات جاذبة للسفن واليخوت السياحية، ورفع كفاءة الموانئ السياحية الحالية.

بالإضافة إلى إنشاء «مراين» سياحية جديدة فى المواقع ذات الطبيعة الجاذبة سياحياً، فضلاً عن إعداد خطة تسويقية للترويج لسياحة اليخوت والموانئ السياحية المصرية، وإعداد خطة على مدار العام لتحقيق المشاركة الفعالة فى المؤتمرات والمنتديات السياحية والمعارض الدولية، بالإضافة إلى تخصيص أجنحة للترويج لسياحة اليخوت فى مصر.