أثار إعلان مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة تكريمهم للممثل الفرنسي “جيرارد ديبارديو” هجومًا من الكثيرين والنقابات الفنية بمصر أيضًا؛ لكونه لديه علاقات مع الكيان الإسرائيلي الصهيوني، أي يمارس التطبيع مع إسرائيل.
ورغم ذلك تم تكريم جيرارد ديبارديو في مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة دون الاعتبار للهجوم الذي تعرضت له إدارة المهرجان بسبب ذلك.
نرصد في هذا التقرير آراء بعض النقاد في تكريم الممثل الفرنسي بمهرجان الجونة والذي أثار ضجة كبيرة على إدارة المهرجان.
عصام زكريا : يجب أن تتفق النقابات الفنية على قاعدة للتطبيع حتى لا تتكرر الأزمة
يرى الناقد السينمائي عصام زكريا أن أزمة تكريم شخصية أوروبية في المهرجانات السينمائية بمصر تكررت كثيرًا السنين الماضية، لذلك يجب أن تجتمع النقابات الفنية بمصر خلال الفترة المقبلة للاتفاق على قاعدة واضحة وثابتة تعرّفنا ماهية التطبيع وماهية مقاطعة التطبيع والتي أسستها النقابات الفنية منذ 40 عامًا.
وأوضح زكريا قائلًا يجب أن تكون هناك قاعدة واضحة هل التطبيع يعني مقاطعة لإسرائيليين أم مقاطعة الأشخاص الذين يتعاملون معهم. يجب أن نفهم ذلك من النقابات الفنية وكل النقابات.
وأكد أنه ليست هناك أزمة في أن يلتزم بما تتفق عليه نقابة الصحفيين التابع لها حتى لا نكون في هذه الدائرة في كل مهرجان سينمائي بسبب تكريم شخصيات معينة أوروبية.
سيد محمود : مفهومنا عن السينما ما زال قاصرًا ولا يمكن الاعتراض على إدارة الجونة بتكريمه
يرى الناقد الفني سيد محمود أن تكريم الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو بمهرجان الجونة، هذا العام، لا يحتمل كل تلك الضجة التي أُثيرت حوله، وليس مجاملة للمهرجان أو تقليلًا من أهمية الحدث ولا تنصلًا من أهمية القضية الفلسطينية وتمسكنا بها.
وأكد أنه حينما يكرم هذا الممثل الفرنسي، اليوم، بالمهرجان، فهل هو شخص صهيوني لمجرد أنه زار إسرائيل، فلو تعاملنا بهذا المبدأ مع أي شخص غربي يقوم بالتعامل أو زيارة إسرائيل من عدم تكريمه أو الاتصال به أو الاحتكاك معه فذلك أمر خاطئ.
ونوه بأن كل العالم اليوم في محل تطبيع، وهذا الممثل ليس صهيونيًّا؛ لأن هناك فنانين آخرين كثيرين يتعاملون مع إسرائيل، والمنظومة اختلفت عالميًّا، لكن تمسكنا بعروبتنا من حقنا والاعتراض على تكريمه.
وأشار إلى أنه تم اكتشاف أن جيرارد ديبارديو زار إسرائيل، وتم التقاط صور له على حائط مبنى بها، لكنه زار أيضًا دولًا عديدة مثل الإمارات وغيرها من دول العالم، لذلك سنمنع أشخاصًا آخرين من زيارة الإهرامات لاتهامهم بالتطبيع!
وتابع قائلًا إن مهرجان الجونة السينمائي خاص رغم أنه بالدولة المصرية لكنه مدعوم من رأسمال خاص، ولا يمكن الاعتراض على إدارة خاصة مثلما نعترض على مهرجان القاهرة السينمائي؛ لأنه يقام من خلال الدولة المصرية التي تأخذ ضرائب من المواطنين المصريين.
وأعرب محمود عن كون هذه الأزمة حدثت مع مهرجان القاهرة السينمائي سابقًا؛ لأن مفهومنا عن السينما والفنون ما زال قاصرًا على معايير معينة، ومع ذلك كان بإمكان الجونة السينمائي الابتعاد عن هذا اللغط وتكريم أي فنان آخر غيره .
فايزة هنداوي : لسنا مضطرين لتكريم هؤلاء الأشخاص لكن جائحة كورونا أسهمت في ذلك
وتقول الناقدة فايزة هنداوي إننا لن نستطيع أن نحكم على الأشخاص بمقياسنا نحن؛ لأن هؤلاء الفنانين مثل جيرارد ديبارديو يتأثرون بالإعلام الغربي الموالي لإسرائيل.
وأضافت: لا يمكن أن نقول له تعاطف معنا كعرف، وهو لا يعرفنا! لكن لسنا مضطرين كمهرجان سينمائي عربي مصري أن نكرم مثل هذا الفنان ما دام عليه هذا اللغط، وكان يمكن اختيار فنانين آخرين عالميين لتكريمهم، لكن بسبب جائحة كورونا وخوف الفنانين العالميين من السفر للمهرجان أدى ذلك لغياب الكثيرين منهم عنه هذا العام مقارنة بالدورات السابقة للجونة السينمائي.
وأشارت إلى أنه لا يمكن اتهام أي شخص بالتطبيع، خاصة الغرب؛ لأنهم محتكّون بهذا العالم منذ سنوات طويلة، ومن حقنا أن نرفض حضوره من البداية، ولكن تكريمه يأتي من جانب كونه فنانًا.