هبطت تكاليف الاقتراض في المملكة المتحدة بشكل حاد يوم الأربعاء، في أعقاب صدور بيانات التضخم الاستهلاكي التي جاءت أقل من المتوقع في الداخل وفي الولايات المتحدة، بحسب شبكة سي إن بي سي.
وانخفض العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار 16 نقطة أساس عند 4.727% في الساعة 4 مساءً في لندن، مما يضعه على مسار أول انخفاض يومي له منذ 31 ديسمبر. وقد أدى الارتفاع منذ بداية العام بسبب المخاوف بشأن توقعات النمو في البلاد وعبء الديون إلى رفع العائد القياسي إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008.
وانخفض العائد على سندات المملكة المتحدة لأجل عامين، والمعروفة باسم السندات الحكومية، بمقدار 15 نقطة أساس إلى 4.45%. وانخفض العائد على السندات طويلة الأجل لأجل 30 عامًا بمقدار 15 نقطة أساس من أعلى مستوى له في 27 عامًا.
الترحيب ببيانات التضخم
ورحب المستثمرون بإصدار بيانات التضخم في المملكة المتحدة التي أظهرت زيادة سنوية بنسبة 2.5٪ في ديسمبر، وهو ما يقل قليلاً عن توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت رويترز آراءهم بنسبة 2.6٪. وانخفض تضخم الخدمات الذي تمت مراقبته عن كثب إلى 4.4٪ من 5٪، وهو أدنى مستوى له منذ مارس 2022.
عززت القراءة التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا في فبراير، واعتبرت بمثابة بصيص أمل مطلوب بشدة لوزيرة المالية راشيل ريفز.
تكافح ريفز الركود الاقتصادي ويبدو أنها معرضة لخطر انتهاك القواعد المالية التي فرضتها على نفسها والتي تنص على تمويل جميع الإنفاق الحكومي اليومي بالكامل من خلال الإيرادات، بهدف تقليل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ومن المقرر صدور بيانات النمو الشهرية في المملكة المتحدة لشهر نوفمبر يوم الخميس.
ولم يتأثر سوق السندات كثيراً بمزاد سندات عام 2034 الذي أقيم في المملكة المتحدة في منتصف الصباح، والذي أظهر شهية قوية للديون البريطانية على الرغم من تحركات سوق السندات الأخيرة، وإن كان الطلب أقل مما شهدناه العام الماضي.
ومع ذلك، تسارعت العوائد في الانخفاض بعد إصدار مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، مما ساعد في تخفيف المخاوف بشأن عودة التضخم ودفع عائدات سندات الخزانة الأمريكية إلى الانخفاض بشكل حاد.
وكان مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي في الولايات المتحدة متوافقاً مع التوقعات على أساس سنوي، لكن التضخم الأساسي باستثناء الغذاء والطاقة كان أقل قليلاً من المتوقع.
كما شهدت سندات الخزانة الأمريكية عمليات بيع في عام 2025 حيث يستعد المتداولون لوتيرة حذرة لخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
حذرت غابرييلا ديكنز، الخبيرة الاقتصادية لمجموعة السبع في شركة AXA Investment Managers، من أن انخفاض التضخم الرئيسي في المملكة المتحدة من المرجح أن يكون قصير الأجل حيث يستمر الضغط الناجم عن أسعار الطاقة في التراجع.
وأضاف ديكنز “لا نعتقد أن هذا يعني أن المملكة المتحدة تعاني من مشكلة تضخم متأصلة، وهو الأمر الذي بدا مثيرا للقلق في الأسواق في الأشهر الأخيرة”.