تقنيات المستقبل تقود «جيتكس دبي» نحو عالم أكثر ذكاءً

الشركات تنافست على تطويعها فى محاصرة «كورونا»

تقنيات المستقبل تقود «جيتكس دبي» نحو عالم أكثر ذكاءً
محمود جمال

محمود جمال

6:23 ص, الأثنين, 14 ديسمبر 20

سيطرت تقنيات المستقبل التى ترتكز على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى والمدن الذكية والروبوتات وتكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G وحلول البلوك تشين، على فعاليات الدورة الأربعين من معرض ومؤتمر جيتكس للاتصالات التى عقدت خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر الحالى فى مركز دبى التجارى العالمى، فى أول حدث تكنولوجى واقعى هذا العام، وسط إجراءات احترازية مشددة بسبب فيروس كورونا المستجد.

تلك هى الحقيقة التى شهدها العالم خلال أسبوع جيتكس للتقنية، وظهرت جلية فى تسيير الشركات حشودًا لنماذج متقدمة من أجهزة الإنسان الآلى تجوب طرقات المعرض ذهابًا وإيابًا طوال أيام انعقاده، وتتنوع وظائفها ومسيماتها من جهاز لآخر؛ لدرجة تشبه أفلام الخيال العلمى، منها روبوتات شبيهة للبشر تمامًا على غرار “جين” و”أدران” والمزودين بمجموعة متكاملة من أجهزة الاستشعار، والأنظمة الإلكترونية يمكنهما التعرف على لغة الجسد للأشخاص وحالتهم المزاجية، إلى جانب الروبوت Aimbot الذى تم تصميمه للعمل فى الأماكن المغلقة لمكافحة الأوبئة والوقاية من الفيروسات، والمجهز بمستشعرات متعددة تسمح له بالتنقل بشكل مستقل والتفاعل مع الناس وقياس درجة حرارة الجسم، ورش المطهر تلقائيًا فى الأماكن المغلقة، والذى يعد أحد أفضل الحلول الروبوتية لمحاربة جائحة كورونا، فضلًا عن روبوت المطبخ Moley، ويضم 20 محركا و129 جهاز استشعار لمحاكاة حركة اليدين أثناء الطهى.

كما ظهر بالمعرض أيضًا التاكسى الطائر الذى طورته شركة أوبر الأمريكية لطلب خدمات النقل الذكى عبر المحمول بالتعاون مع هيونداى اليابانية، ويعمل بالطاقة الكهربائية، ويستغرق شحنه من 5 إلى 7 دقائق، ومخصص للتنقل داخل المدن والمناطق النائية، ويمكن أن تصل سرعته حتى 290 كيلومترًا فى الساعة، إلى جانب سيارة بى إم دبليو ذاتية القيادة صديقة للبيئة مخصصة للسير فى المدن الداخلية بقوة 600 حصان وسرعة قصوى 300 كيلومتر فى الساعة، وتسارع من صفر إلى 100 كيلومتر خلال 3 ثوانٍ، علاوة على الطائرة ذاتية القيادة Wingcopter وهى أسرع طائرة بدون طيار فى العالم، وتعمل بتقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعى المقدمة من “اتصالات الإمارات”.

وفى مجال الرعاية الصحية، كشفت اتصالات عن أول ذراع إلكترونية فى العالم تعتمد على حلول الطباعة ثلاثية الأبعاد فى أداء نفس الوظائف الحيوية، مثل إلقاء التحية ورفع الإبهام من خلال أجهزة مستشعرات خاصة وتنبيهات صوتية وأضواء توفر إشعارات حسية، إضافة إلى أول صيدلية ذاتية التشغيل مزودة بتقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعى تتيح للمستهلكين استخدام التطبيقات الهاتف لإتمام عمليات الشراء لا تلامسية.

وفى قطاع التجزئة، كانت هناك حلول الشراء الإلكترونى، إذ يمكن للمتسوقين إتمام عملية الشراء دون أى مساعدة، ابتداءً من عملية اختيار السلعة نفسها ووزنها فى حال احتاجت إلى ذلك، وحتى دفع حساب المشتريات عبر ماكينات مخصصة.

أما فى مجال الملابس والموضة، فكان هناك حل تكنولوجى يعمل على مساعدة المتسوق على تحديد المقاس المناسب له، من خلال عمل مسح لكل جزء فى الجسم وتحديد حجمه، ومن ثم اقتراح القطعة المناسبة له، فضلًا عن إمكانية المحاسبة على الملابس بمجرد المرور على جهاز قارئ للسعر، وتمرير كارت دفع لتسديد قيمة القطعة.

وطبقت إدارة معرض هذا العام مجموعة من الإرشادات الصحية تنفيذًا لتعليمات سلطة حكومة دبى ومنظمة الصحة العالمية ترتكز على مبدأ التباعد الاجتماعى لحماية الزائرين من مخاطر عدوى الإصابة بفيروس كورونا، وعلى رأسها فحص درجة الحرارة وتطبيق المعاملات غير التلامسية، والتأكد من ارتداء جميع رواد المعرض ماسكات طبية، وحمل تصاريح الدخول حتى لا يتعرض المخالف لغرامة تصل إلى 3 آلاف درهم إماراتى، كما أن إجراءات التباعد لم تكن بمنأى أيضًا عن أجنحة الشركات، إذ تمت مراعاة وجود مسافات محددة بين الشركات العارضة، ووضع أغلبها لافتات إعلانية تشير إلى الحد الأقصى المسموح به من الأشخاص داخل الجناح.

وشارك فى دورة العام الحالى نحو 1200 شركة تكنولوجيا من 60 دولة على رأسها مجموعة “اتصالات الإمارات” و”هواوي” و”هانيويل” و”ريد هات” و”أفايا” و”لينوفو” و”كاسبرسكي” و”سيمانتك”، فضلًا عن 350 متحدثا يقدمون نحو 280 ساعة من المحتوى الذى يغطى قطاعات متنوعة، إلى جانب أكثر من 300 شركة تكنولوجيا ناشئة و200 مستثمر وصندوق رأسمال مخاطر من 30 دولة، مثل صندوق إيبان البلجيكى ومودوس كابيتال الأمريكى و”مينا تيك فاند” البريطانى (إيبان).

وعقد على هامش جيتكس 4 أحداث أخرى هى معرض جيتكس لنجوم المستقبل، الذى يستهدف التركيز على الشركات الناشئة ورواد الأعمال، فضلًا عن قمة مستقبل البلوك تشين، إلى جانب معرض الخليج لأمن المعلومات (جيسيك)، ومعرض (ماركيتينج مينا) المعنى بالعاملين فى قطاع التسويق والإعلان .

على صعيد آخر، شاركت إسرائيل لأول مرة بالمعرض عبر 40 شركة عارضة، تُمثل قطاعات التكنولوجيا والشركات الناشئة والأمن السيبرانى والاتصالات وحلول النقل الذكى .

ومن المقرر انطلاق الدورة الواحدة والأربعين من معرض جيتكس دبى – الحدث التقنى الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط – خلال الفترة من 17 إلى 21 أكتوبر 2021، تحت شعار nothing stops people &tech.

فى سياق متصل، استعرضت حكومة دبى الذكية أبرز مشروعاتها ضمن خطتها للتحول إلى حكومة دون أوراق فى 2021، إذ كشفت هيئة الصحة بدبى النقاب عن نظام ذكى لإدارة الأدوية والمستلزمات الطبية يعرف باسم نظام ترميز، إلى جانب استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد فى تقديم الخدمات الطبية للمرضى .

كما أعلنت هيئة الطرق والمواصلات فى دبى عن إطلاق حزمة مبادرات وخدمات ذكية تتضمن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى فى مراقبة سلوكيات سائقى مركبات الأجرة لمعرفة مدى امتثالهم للأنظمة واللوائح المعمول بها فى القيادة الآمنة للسائق والراكب معاً، واشتراطات الوقاية من الفيروس.

بن راشد: المنطقة بدأت تعافيها الاقتصادى عبر الإمارات

قال محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبى، إن التقنية أسهمت فى إنقاذ العالم خلال 2020، والتى تقودها دبى فى المنطقة، موضحًا أن التكنولوجيا باتت ركيزة أساسية فى تحسين حياة الإنسان وتمكينه من تجاوز التحديات إلى فرص المستقبل الواعد.

وأكد بن راشد أن قرار إقامة جيتكس يعكس تصميم بلاده على تجاوز طرف اسثنائى والتزام الإمارات تجاه كبرى شركات التكنولوجيا العالم التى تربطها بها شراكات قوية، مشيرًا إلى أن المنطقة بدأت تعافيها الاقتصادى عبر الإمارات، معلقا: “2021 عامنا الخمسون، ويوبيلنا الذهبى، وسيكون مختلفاً عن جميع الأعوام بإذن الله”.

وأوضح ولى عهد حاكم دبى، حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، “أن تنظيم مؤتمر جيتكس دبى للاتصالات 2020، واقعيًا وليس افتراضيًا، دليل على قدرة دبى على تخطى التحديات الناجمة عن فيروس كورونا، ويؤكد التزامنا تجاه شركائنا حول العالم بتهيئة الظروف، لتمكينهم من استئناف العمل لإنتاج حلول تدعم تطور العالم وتمكنه من مواجهة أى تحديات”.