أصبحت ظاهرة التشرد وفقدان المسكن بسبب الفقر في تزايد ملحوظ في مختلف أرجاء الأرجنتين خاصة داخل المدن الكبرى، حيث أدت الإجراءات الصارمة التي فرضتها الدولة على القطاع الصحي ورواتب العمال وقوانين التقاعد إلى زيادة الضغط على مستوى معيشة الفرد بالتزامن مع ارتفاع أسعار الإيجارات السكنية إلى أعلى مستوياتها.
وبحسب تقرير نشرته “رويترز”، أظهر أحدث استطلاع أجرته السلطات المحلية أن العدد الرسمي للأرجنتينيين الذين ينامون في ظروف قاسية في شوارع بوينس آيرس وصل إلى 4009 في أبريل، ارتفاعًا من 3511 في العام السابق.
وتتكرر تلك الأعداد الكبيرة من المشردين، في المراكز الحضرية الأخرى مثل قرطبة وروزاريو، حيث يعيد الرئيس خافيير ميلي توازن محفظة الدولة بتكلفة باهظة للاقتصاد والأكثر ضعفاً، مما يضعف كاهل المواطن.
مواطنون بلا مأوى في الأرجنتين
المواطنة الأرجنتينية ، روسيو كومان، التي كانت تتلقى معاشًا حكوميًا، أصبحت بلا مأوى منذ عدة سنوات، بعد تقليص المعاش ووصفت الوضع الحالي بأنه «كارثة».
وباتت “روسيو”،من بين العشرات من المشردين والطبقة العاملة الآن، الذين يطلبون المساعدة من «Amigos en Camino»، وهي مؤسسة خيرية في بوينس آيرس، تقوم بدوريات في الشوارع لتوزيع المساعدات على أولئك الذين يكافحون من أجل البقاء لكنها نقول انها مازالت تقف على قدميها في مواجهة صعوبات المعيشة.
كانت مونيكا دي روس، البالغة من العمر 59 عامًا، والتي تعمل كمسئول تنظيم لدى المؤسسات الخيرية، التي ساعدت في إدارة “Amigos en Camino”، أو “Friends on the Road”، على مدار الـ 13 عامًا الماضية، شاهد عيان على تدهور الظروف، حيث قالت “روس” إن العديد من الأشخاص «الذين لديهم سقف فوق رؤوسهم» يأتون إليهم لأنهم «لا يكسبون ما يكفي». «(نحن) نقوم بواجبنا».
وعلى الرغم من حصوله على وظيفة، فإن فرانسيسكو لاماس، البالغ من العمر 52 عامًا هو من بين أولئك الذين أجبروا على اللجوء إلى بنوك الطعام للحصول على المساعدة.
وقال “لاماس” الذي يكسب المال من خلال رعاية كبار السن: «أنا شخص يعمل، ولا يمكنني الوصول إلى نهاية الشهر».
وأضاف “لاماس” أن حكومة ميلي «لا تفكر كثيرًا في الطبقات الوسطى وتلك الموجودة أدناها».
الحكومة الأرجنتينية تمنع الطعام عن الفقراء
وتم تجميد المساعدات لآلاف مطابخ الحساء عندما تولى الرئيس،ميلي، منصبه في ديسمبر الماضي، حيث تحاول حكومته معالجة الفساد في نظام الرعاية الاجتماعية والحد من عملية تقديم مساعدة الدولة للمواطنين وتخفيض الدعم.
وقال “ميلي” إنه يريد إنهاء «أعمال الفقر» من خلال تغيير طريقة استخدام المؤسسات الخيرية كوسطاء عند توزيع الموارد على المحتاجين.
وأمرت محكمة أرجنتينية أمس، الحكومة بالإفراج عن أطنان من المواد الغذائية المخصصة للفقراء والتي كانت محتجزة في المخزن في انتظار مراجعة طلبتها الحكومة.
وأكد المتحدث الرئاسي في وقت سابق هذا الأسبوع أنهم سيستأنفون على القرار.
وارتفعت فاتورة الكهرباء الشهرية في بوينس آيرس إلى 12000 بيزو (13.50 دولارًا) من 1100 بيزو (2.50 دولارًا) في نوفمبر حيث بدأت الحكومة في استهداف دعم المرافق وطرح زيادات ضريبية كجزء من زيادة حصيلة ميزانية الدولة.
نصف الشعب تحت خط الفقر
وأظهر تقرير صادر عن الجامعة الكاثوليكية في الأرجنتين (UCA) أنه في الربع الأول من هذا العام، لم يعد بإمكان ما يقرب من 18% من الأسر تلبية احتياجاتها الأساسية من الغذاء والطاقة، ارتفاعًا من 9.6% المسجلة قبل عام.
وتشير التقديرات من “UCA” إلى أن ما يقرب من 55.5% – أو ما يقرب من 25 مليون شخص – عاشوا في فقر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بزيادة 10% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
وخافيير جيراردو مايلي، من مواليد 22 أكتوبر 1970، سياسي واقتصادي ومؤلف أرجنتيني، يشغل منصب رئيس الأرجنتين الثامن والخمسين منذ 19 نوفمبر 2023.
وعمل “مايلي” سابقًا في تدريس دورات جامعية في الاقتصاد الكلي، والنمو الاقتصادي، والاقتصاد الجزئي، والرياضيات للاقتصاديين.