تواصل موسكو الحصول على موارد مالية ضخمة عبر بيع النفط والغاز، على الرغم من مواجهتها أكثر العقوبات صرامة في جميع أنحاء العالم منذ غزوها لأوكرانيا، وفقا لتقرير أعده مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، الذي يقع مقره في فنلندا.
وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى” نقلا عن التقرير أن روسيا تلقت حوالي 100 مليار دولار مقابل وقودها الأحفوري خلال الـ100 يوم الأولى من الحرب، الذي بيع معظمه للاتحاد الأوروبي.
وأوضح التقرير أن ذلك يأتي في الوقت الذي تحث فيه أوكرانيا الغرب على قطع كل سبل التجارة مع روسيا على أمل قطع شريان الحياة المالي للكرملين.
الأسعار المرتفعة بشكل كبير تعوض الانخفاض الطفيف في المبيعات الروسية
ويضيف التقرير أن الأسعار المرتفعة بشكل كبير عوضت الانخفاض الطفيف في المبيعات الروسية، بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على وقف معظم واردات النفط الروسية، التي تعتمد عليها القارة بشدة.
وخفض الاتحاد الأوروبي وارداته بمقدار الخمس في مايو، لكن أسعار الصادرات الروسية ظلت في المتوسط أعلى بنسبة 60 % عن العام الماضي.
وعلى الرغم من أن الاتحاد يهدف إلى خفض شحنات الغاز بمقدار الثلثين هذا العام، فإن حظرها بالكامل ليس أمرا واردا في الوقت الحالي.
الاتحاد الأوروبي يحصل على 61% من صادرات الوقود الأحفوري الروسية خلال الـ100 يوم الأولى
ويقول التقرير إن الاتحاد الأوروبي حصل على 61% من صادرات الوقود الأحفوري الروسية خلال الـ100 يوم الأولى من الحرب، بقيمة حوالي 57 مليار يورو (أي ما يعادل 60 مليار دولار).
وكان أكبر المستوردين الصين (التي اشترت ما قيمته 12.6 مليار يورو) ثم ألمانيا وإيطاليا.
وتأتي عوائد روسيا من الوقود الأحفوري في المقام الأول من بيع النفط الخام، تليها خطوط أنابيب الغاز، والمنتجات النفطية، والغاز الطبيعي المسال والفحم.
واستمر الارتفاع العالمي في أسعار الوقود الأحفوري، حتى مع انخفاض الصادرات الروسية في مايو ، وتخلي الدول والشركات عن إمداداتها بسبب الغزو الأوكراني، في ملء خزائن الكرملين، إذ بلغت عوائد الصادرات مستويات قياسية.
متوسط أسعار الصادرات الروسية أعلى بنحو 60% عن العام الماضي
وكان متوسط أسعار الصادرات الروسية أعلى بنحو 60% عن العام الماضي، بحسب ما يقوله تقرير مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.
وأضاف التقرير أن بعض الدول زادت مشترياتها من موسكو، ومنها الصين، والهند، والإمارات العربية، وفرنسا.
وقال لوري ميليفيرتا، المحلل في المركز: “بينما يفكر الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، زادت فرنسا وارداتها لتصبح أكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال في العالم.”
وأضاف ميليفيرتا، أنه نظرا لأن معظم هذه الصفقات مشتريات فورية، وليست عقودا طويلة الأجل، فإن فرنسا قررت عن عمد استخدام الطاقة الروسية في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
ودعا إلى فرض حظر على الوقود الأحفوري الروسي “لمواءمة الأفعال مع الأقوال”.