تستهدف مصر زيادة إيرادات السياحة إلى 30 مليار دولار خلال الـ3 سنوات المقبلة، لمواجهة الفجوة في النقد الأجنبي، واستغلال مقومات البلاد السياحية لزيادة عائدات القطاع والذي يعد أحد مصادر العملة الصعبة الرئيسية، حسبما ذكرته شبكة ” سى إن إن ” الأمريكية.
ويرى رجال أعمال إمكانية تحقيق هذه الإيرادات لأن خفض سعر صرف الجنيه أمام الدولار يزيد من تنافسية السياحة المصرية ويخفض من تكلفة سفر وإقامة السائح.
وقال تامر مكرم رئيس جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، إن مكانة مصر السياحية بما تضمه من مقاصد متنوعة ومقومات مناخية فريدة تسمح بأن تصل إيرادات السياحة إلى 30 مليار دولار خلال 3 سنوات، وأن تحقق أعلى من هذا المستهدف، مضيفا أن الجمعية تعد ورقة بأهم مقترحاتها وتوصياتها في سبيل الوصول لذلك الهدف خلال الفترة المقبلة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن أبرز مقترحات الجمعية لزيادة إيرادات السياحة تتمثل فى تطوير قطاع الطيران من خلال تطوير المطارات المصرية وزيادة عدد خطوط الطيران، مشددا على الدور الكبير لقطاع الطيران في جذب السياحة وتيسير وصوله للمقاصد السياحية، ويعد أهم ملف يمكن من خلاله لمصر أن تنفذ إلى أسواق عديدة.
وذكر تامر مكرم أن مصر أمامها فرصة في ظل التداعيات التي تواجه الاقتصاد العالمي أن تستحوذ على نصيب أكبر من السياح، حال استغلال موقعها الاستراتيجي بين القارات الثلاثة مما يسهم في سرعة وصول السائح، وانخفاض تكلفة السفر والإقامة في مصر مقارنة بالأسواق المنافسة، علاوة على تنوع المقاصد السياحية بشكل يسمح لها باستقبال السياح طوال العام في مقابل أسواق منافسة تستقبل سياحة موسمية، وتحقق إيرادات أعلى من مصر.
رئيس مستثمرى السياحة بسيناء: تراجع سعر الجنيه أمام الدولار يزيد من تنافسية السياحة لمصر
وأشار مكرم إلى أن تراجع سعر الجنيه أمام الدولار يزيد من تنافسية السياحة لمصر، حيث يسهم في انخفاض تكلفة السفر والإقامة بالنسبة للسائح الأجنبي ويزيد من فرص زيارته لمصر أكثر من مرة خلال عام وزيادة مدة إقامته مما يزيد من عدد الليالي السياحية، ومن ثم يرفع إيرادات الدولة من السياحة مما يسهم في سد فجوة النقد الأجنبي التي تواجهها الدولة، وهي أفضل مصادر توفير الدولار، وتوفير ملايين فرص العمل.
ولفت رئيس جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء إلى جهود الحكومة المصرية لمساندة السياحة من خلال إطلاق مبادرات عدة خلال السنوات الماضية لتنشيط القطاع وتذليل ما يواجه من تحديات مثل مبادرة توفير تمويلات من البنوك لتجديد الفنادق، وتقسيط المستحقات الحكومية وتأجيلها خلال جائحة كورونا.
وأطلقت الحكومة مبادرات عدة لدعم القطاع السياحي منذ جائحة كورونا أبرزها إطلاق البنك المركزي مبادرة بتأجيل استحقاقات البنوك لدى الشركات السياحية لمدة 3 سنوات، وللعاملين لمدة 6 أشهر، وتنتهي هذه المبادرة نهاية العام الجاري، وتخفيض سعر وقود الطيران للرحلات السياحية إلى 15 سنت، والإعفاء من الضريبة على العقارات السياحية والفندقية، وإرجاء سداد المديونيات المستحقة على المنشآت السياحية للحكومة.
عضو لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال: وصول مصر إلى إيرادات سياحية 30 مليار دولار سنويا يتطلب ضرورة حل المعوقات والتحديات
وقال ياسر إبراهيم عضو لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن وصول مصر إلى إيرادات سياحية قيمتها 30 مليار دولار سنويا يتطلب ضرورة حل المعوقات والتحديات التي تواجه القطاع الخاص، الذي يمتلك نسبة كبيرة من الاستثمارات بالقطاع السياحي، وأبرزها تضارب اختصاصات الجهات الحكومية، وتعدد جهات الإشراف على المنشآت السياحية، مشيرا إلى أهمية دور السياحة في دعم الاقتصاد الوطني باعتباره أحد مصادر النقد الأجنبي، وأسرع هذه المصادر حيث لا يتطلب الانتظار لفترة طويلة للحصول على العائد مقارنة ببناء المصانع.
ويرى إبراهيم، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن زيادة إيرادات السياحية يتطلب تسويقا احترافيا يعكس ما تتميز به من مقومات سياحية فريدة سواء مناخ معتدل طوال العام، ومقاصد سياحية متنوعة بين شواطئ ومناطق أثرية تاريخية لا مثيل لها في العالم، ولتحقيق هذا التسويق يتطلب التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتذليل أي تحديات في سبيل زيادة الإيرادات.
وتعاقدت مصر مع شركة McCann الأمريكية لتولي تنفيذ الحملة الترويجية للسياحة، على أن تنطلق الحملة خلال الربع الأخير من العام الجاري، تزامنا مع عدة احتفالات تعتزم مصر إطلاقها خلال هذه الفترة أبرزها ذكرى مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، والاحتفال بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
وأشار عضو لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال إلى الميزة التنافسية للسياحة المصرية مع خفض سعر الجنيه أمام الدولار، مما يخفض من تكلفة البرنامج السياحي لمصر مقارنة بإقامة السياح في بلادهم، متوقعًا أن تنجح مصر في زيادة إيراداتها السياحية في ظل ما تم ضحه من استثمارات ضخمة في البنية التحتية والمنشآت السياحية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر مما يجذب المزيد من السياح.