قال مراقبون إن الكثير من الأشخاص يقضون جزءا كبيرا جدا من وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وتقدر دراسة عالمية أنه في المتوسط، يقضي الفرد ساعتين و 29 دقيقة يوميا على تلك التطبيقات والمواقع، بزيادة 5 دقائق عن العام الماضي، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى”.
وبينما يرى البعض أن ذلك عادة سيئة يجب التقليل منها، فإنه بالنسبة لآخرين يعتبر إدمانا فعليا يحتاجون إلى المساعدة للتغلب عليه.
قالت منظمة (UK Addiction Treatment (UKAT البريطانية التي تدير مراكز لعلاج إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إنها لاحظت زيادة قدرها 5 % في عدد الأشخاص الذين ينشدون المساعدة لمواجهة تلك المشكلة خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
يقول نونو ألبوكيركي، أحد المرشدين بمنظمة UKAT: “لا ريب في أن المجتمع صار يعاني من اعتماد قوي على وسائل التواصل الاجتماعي، وشبكة الإنترنت بشكل عام، منذ تفشي الوباء”.
إقلاع المزيد من الأشخاص
وقد أدى الوعي المتزايد بتلك المخاوف إلى إقلاع المزيد من الأشخاص عن استخدام وسائل التواصل، أو على الأقل إلى تقليص الوقت الذي يقضونه عليها. وقد لفت ذلك انتباه تلك المواقع.
في وقت سابق من العام الجاري، ذكرت مؤسسة ميتا التي تمتلك فيسبوك أن عدد المستخدمين اليوميين النشطين للموقع انخفض للمرة الأولى في تاريخه.
في غضون ذلك، أشارت مذكرة داخلية لموقع تويتر سُربت الشهر الماضي إلى أن الأشخاص الذين كانوا في السابق هم المستخدمين الأكثر نشاطا أضحوا ينشرون تغريدات أقل. ولم ينف تويتر دقة ذلك التسريب.
بل إن مالك تويتر الجديد، رجل الأعمال والملياردير إيلون ماسك، تساءل في وقت سابق من العام: “هل تويتر بصدد الاحتضار؟”. وفي الأيام الأخيرة الماضية أدى شراؤه الموقع إلى أن أعلن بعض مشاهير هوليوود أنهم سيتركونه بسبب آراء ماسك حول حرية التعبير والخطط التي يعتزم تطبيقها فيما يتعلق بالخدمة التي يقدمها الموقع.
الأشخاص قد يدمنون وسائل التواصل
يقول نونو ألبوكيركي من منظمة UKAT إن الأشخاص قد يدمنون وسائل التواصل لأسباب كثيرة، أبرزها كونها تمثل نوعا من الهروب من الواقع، ولا سيما بالنسبة للجيل الشاب.
“إنه ببساطة وسيلة للتواصل بدون اتصال فعلي، وصحبة متوفرة 24 ساعة كل يوم بالنسبة للكثيرين. لكن الإدمان تغذيه العزلة، وإذا كان الوقت الذي يقضيه الشخص على شبكة الإنترنت أطول من ذاك الذي يقضيه في الحياة الواقعية، فإنه من الطبيعي أن يصبح منعزلا، ومن الممكن أن يتسلل إليه الإدمان”.
يرحب ألبوكيركي بقيام المزيد من الأشخاص بالإقلاع عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: “على الأرجح أننا بدأنا أخيرا ندرك الضرر الذي من الممكن أن تلحقه بعلاقاتنا وصحتنا العقلية والتجارب التي نعيشها في الواقع”.