كشف تقرير حديث صادر عن عدد من المؤسسات الدولية، عن بلوغ التدفقات المالية العامة الدولية الموجهة لدعم الطاقة النظيفة في البلدان النامية نحو 10.8 مليار دولار في عام 2021، أي أقل بنسبة 35% من متوسط الفترة 2010-2019 وحوالي 40% فقط من ذروة عام 2017 البالغة 26.4 مليار دولار أمريكي. وفي عام 2021، تلقى 19 بلدا 80% من الالتزامات.
وخلص التقرير الصادر مؤخرًا عن الوكالة الدولية للطاقة، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وشعبة الإحصاءات التابعة للأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، إلى أن العالم لا يتقدّم على المسار الصحيح نحو تحقيق الهدف 7 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالطاقة بحلول عام 2030.
مليار شخص مستفيد من الكهرباء
وتوصل التقرير إلى أنه في عام 2010، كان 84% من سكان العالم يستفيدون من الكهرباء. وارتفع هذا الرقم إلى 91% في عام 2021، مما يعني أن أكثر من مليار شخص تمكنوا من الاستفادة من الكهرباء خلال تلك الفترة. ومع ذلك فقد تباطأت وتيرة نمو الوصول إلى الكهرباء في الثنائية 2019-2021 مقارنة بالثنائيات السابقة. وأسهمت الجهود المبذولة لتزويد الأرياف بالكهرباء في هذا التقدم، ولكن لا تزال هناك فوارق كبيرة داخل المناطق الحضرية.
وأشار إلى أنه عام 2021، كان 567 مليون شخص في أفريقيا جنوب الصحراء لا يستفيدون من الكهرباء، وهو ما يمثل أكثر من 80% من سكان العالم الذين لا يستفيدون منها. وظل العجز في الوصول إلى الكهرباء في هذه المنطقة تقريبا على ما كان عليه في عام 2010.
العالم بعيد عن الوصول للطهي النظيف
وقال إنه لا يزال العالم بعيدا عن المسار الصحيح نحو تحقيق الوصول الشامل إلى الطهي النظيف بحلول عام 2030. ولا يزال نحو 2.3 مليار شخص يستخدمون في الطهي أنواع وقود وتقنيات ملوثة، ومعظم هؤلاء يعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا. ويعني استخدام الكتلة الأحيائية التقليدية أيضا أن الأسر تنفق ما يصل إلى 40 ساعة في الأسبوع في جمع الحطب والطهي، مما يحرم النساء من السعي إلى العمل أو المشاركة في هيئات صنع القرار المحلية ويحرم الأطفال من الذهاب إلى المدرسة.
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2019، تعزى 3.2 مليون حالة وفاة مبكرة كل عام إلى تلوث الهواء المنزلي نتيجة استخدام أنواع وقود وتقنيات ملوثة في الطهي.
وبحسب التقرير ، شهدت نسبة استخدام الكهرباء المولدة من مصادر متجددة في الاستهلاك العالمي ارتفاعا من 26.3% في عام 2019 إلى 28.2% في عام 2020، وهي أكبر زيادة في عام واحد منذ بدء تتبع التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حصة مصادر الطاقة المتجددة
وأكد التقرير أنه لا تزال الجهود المبذولة لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في التدفئة والنقل، والتي تمثل أكثر من ثلاثة أرباع استهلاك الطاقة العالمي، بعيدة عن الغاية المتمثلة في تحقيق هدف الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة في حدود 1.5 درجة مئوية.
وتحسنت كثافة الطاقة – وهي مقياس مقدار الطاقة التي يستخدمها الاقتصاد العالمي عن كل دولار من الناتج المحلي الإجمالي – من 2010 إلى 2020 بنسبة 1.8% سنويا. وهذه نسبة أعلى من التحسن بنسبة 1.2% مقارنة بالعقود السابقة.
ومع ذلك، فقد تباطأ معدل تحسن كثافة الطاقة في السنوات الأخيرة وانخفض إلى 0.6% في عام 2020. وهذا يجعله أسوأ عام من حيث مستوى التحسن في كثافة الطاقة منذ الأزمة المالية العالمية، وإن كان ذلك يرجع إلى حد كبير إلى القيود المرتبطة بالجائحة، والتي قد تدل فقط على انتكاسة مؤقتة. ويجب أن يبلغ متوسط التحسينات السنوية من الآن وحتى عام 2030 ما نسبته 3.4% لتحقيق الغاية 7–3 من أهداف التنمية المستدامة.