تقرير: القوات الإسرائيلية بالقرب من دمشق بعد غارات جوية كثيفة

قوات إسرائيلية تقدمت داخل الأراضي السورية لمسافة تصل إلى حوالي 25 كيلومترًا جنوب غرب دمشق

تقرير: القوات الإسرائيلية بالقرب من دمشق بعد غارات جوية كثيفة
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

2:17 م, الثلاثاء, 10 ديسمبر 24

ذكرت مصادر أمنية سورية، اليوم الثلاثاء، أن قوات إسرائيلية تقدمت داخل الأراضي السورية لمسافة تصل إلى حوالي 25 كيلومترًا جنوب غرب دمشق، بعد أن استولت على منطقة عازلة في جنوب البلاد وشنّت غارات جوية على قواعد الجيش السوري وقواعد جوية خلال الليل. هذه التطورات جاءت بعد يومين فقط من الإطاحة المفاجئة بالرئيس بشار الأسد على يد تحالف معارض، مما أثار قلق السوريين ودول المنطقة والقوى العالمية بشأن المستقبل.

وأوضحت المصادر أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا، التي تقع على بعد 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية شرق المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الجولان المحتل وسوريا.

وفي المقابل، امتنعت القوات الإسرائيلية عن التعليق، مؤكدة أن تدخلها جاء كإجراء دفاعي ولا يهدف إلى الانخراط في الصراع السوري، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.

إدانة عربية واستمرار الغارات الإسرائيلية

وأدانت كل من مصر وقطر والسعودية هذا التوغل، حيث وصفت السعودية الخطوة بأنها ستقوّض فرص سوريا في استعادة الأمن. وفي الوقت نفسه، استمرت الغارات الإسرائيلية الثقيلة على المنشآت العسكرية والقواعد الجوية في أنحاء سوريا، ما أدى إلى تدمير عشرات الطائرات المروحية والمقاتلات، بالإضافة إلى أصول الحرس الجمهوري في محيط دمشق. وقد بلغ عدد الغارات الجوية حوالي 200، وفقًا لمصادر أمنية، ما أدى إلى تدمير كامل لأصول الجيش السوري.

وأكدت إسرائيل أن ضرباتها الجوية ستستمر لبضعة أيام أخرى، لكنها أوضحت أمام مجلس الأمن الدولي أنها لا تتدخل في الصراع السوري، وأن ما قامت به يندرج تحت “إجراءات محدودة ومؤقتة” لحماية أمنها، بحسب رويترز

مجلس الأمن في حالة صدمة

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لمناقشة التطورات السريعة التي أدت إلى سقوط نظام الأسد في غضون 12 يومًا فقط، بعد صراع دام 13 عامًا ظل عالقًا في مأزق لفترة طويلة. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن الجميع كانوا في حالة صدمة، بما في ذلك أعضاء المجلس، مشيرًا إلى ضرورة مراقبة وتقييم التطورات المستقبلية.

وكانت روسيا تلعب دورًا رئيسيًا في دعم حكومة الأسد خلال الحرب، لكن الرئيس السوري فرّ إلى موسكو الأحد الماضي، منهياً أكثر من 50 عامًا من حكم عائلته.

الانتقال إلى حكومة إنقاذ بقيادة المعارضة

وفي أجواء احتفالية بدمشق، وافق رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي يوم الاثنين على تسليم السلطة إلى حكومة إنقاذ بقيادة المعارضة، وهي إدارة تتخذ من المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا مقرًا لها. وذكر مصدر مطلع أن القائد الرئيسي للتحالف المعارض، أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، عقد اجتماعات مع الجلالي ونائب الرئيس فيصل المقداد لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية.

وأشار تقرير لرويترز إلى أن السلطة الانتقالية ستترأسها محمد البشير، الذي كان يقود حكومة الإنقاذ. ووصفت سيطرة التحالف المعارض، بقيادة هيئة تحرير الشام، بأنها نقطة تحول تاريخية في الشرق الأوسط.

التحديات المقبلة ومستقبل سوريا

رغم أن الحرب الأهلية السورية التي بدأت في 2011 خلفت مئات الآلاف من القتلى وأكبر أزمة لاجئين في العصر الحديث، إلا أن التحالف المعارض لم يعلن حتى الآن عن خططه لمستقبل البلاد، مما يزيد الغموض في المنطقة المليئة بالانقسامات.

ومع ذلك، بدأت بعض مظاهر العودة إلى النظام تظهر، حيث أعلنت البنوك السورية استئناف أعمالها، ودعت وزارة النفط موظفيها للعودة إلى العمل وسط وعود بتوفير الحماية.

وفي ظل هذه التطورات، دعا الجولاني إلى إعادة بناء سوريا، مؤكدًا أن هيئة تحرير الشام ستحاسب المسؤولين عن التعذيب والجرائم ضد الشعب السوري، مشددًا على نيتها تحقيق العدالة.

الطريق إلى الحرية

وسط ترقب دولي حذر، أعرب السوريون عن تطلعهم لبناء دولة قائمة على الحرية والمساواة وسيادة القانون. وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قُصي الضحاك: “نحن نتطلع لإعادة بناء وطننا ومستقبل أفضل لسوريا”. ومع ذلك، يبقى الكثير من التحديات قائمة، بما في ذلك كيفية تعامل المجتمع الدولي مع هيئة تحرير الشام المصنفة كمنظمة إرهابية في العديد من الدول.