تقرير: الفقر في «مدينة المليارديرات» اللبنانية يدفع السكان للهجرة المهلكة

طرابلس هي ثاني أكبر مدينة في لبنان بعدد سكان يبلغ نحو نصف مليون نسمة

تقرير: الفقر في «مدينة المليارديرات» اللبنانية يدفع السكان للهجرة المهلكة
أحمد فراج

أحمد فراج

10:41 ص, الأثنين, 26 سبتمبر 22

ينحدر أغنى سياسيى لبنان من مدينة طرابلس وهى ذات المدينة التى تجمع السكان الأشد فقرا ممن لقوا حتفهم قبالة الساحل السوري يوم الخميس بعدما غادروا لبنان على متن قارب مهاجرين يُقل أكثر من 100 شخص.

وذكرت وكالة رويترز أن المأساة سلطت الضوء على الفقر المتزايد في شمال لبنان، لا سيما في طرابلس، وهو ما يدفع المزيد من السكان للإقدام على خطوات يائسة مع استمرار الانهيار المالي المدمر لثلاث سنوات.

كما سلطت الضوء على التفاوتات الصارخة والحادة بشكل خاص في الشمال، فطرابلس هي مسقط رأس عدد من السياسيين من فاحشي الثراء، ومع ذلك لم تحظ المدينة إلا بالقليل من التنمية أو الاستثمار.

ورغم أن كثيرين من زعماء الطوائف في لبنان ينفقون الأموال في مجتمعاتهم لحشد الدعم السياسي، يقول سكان طرابلس إن منطقتهم تعاني من الإهمال رغم ثراء سياسييها.

وخلال تجمع للمعزين في منطقة باب الرمل الفقيرة بطرابلس، عبر كثيرون عن غضبهم إزاء السياسيين المنحدرين من المدينة ومن بينهم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

طرابلس هي ثاني أكبر مدينة في لبنان بعدد سكان يبلغ نحو نصف مليون نسمة

وكانت طرابلس، وهي ثاني أكبر مدينة في لبنان بعدد سكان يبلغ نحو نصف مليون نسمة، من أفقر مدن البلاد قبل أن يهوي لبنان في أزمة مالية نتيجة عقود من الفساد وسوء إدارة النُخب الحاكمة.

وقال مهند الحاج علي، الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، إن طرابلس لم تشهد أي جهود إنمائية كبيرة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 على الرغم من الصعود السياسي لرجال أعمال أثرياء من المدينة.

ميقاتي صنفته مجلة فوربس رابع أغنى رجل في العالم العربي

جمع ميقاتي الجزء الأكبر من ثروته من أنشطة الاتصالات وصنفته مجلة فوربس رابع أغنى رجل في العالم العربي في عام 2022.

وقال مكتب ميقاتي في بيان لرويترز يوم الخميس إنه كان الداعم الأكبر للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في طرابلس لأكثر من 40 عاما، من خلال مؤسساته الخيرية.

وأضاف أنه يتفهم المعاناة التي يمر بها أبناء لبنان عامة وطرابلس خاصة بسبب الأزمة.

وكان بيت ميقاتي المطل على البحر على مشارف المدينة، والمعروف محليا باسم “قصر ميقاتي”، نقطة تجمع في السنوات الأخيرة للاحتجاجات الرافضة لفساد الحكومة والمعبرة عن اليأس الاقتصادي.

واتهم الادعاء اللبناني ميقاتي في أكتوبر عام 2019 بالإثراء غير المشروع لاستفادته من أموال مخصصة لبرنامج قروض سكنية مدعومة للأسر الفقيرة، وهي اتهامات ينفيها.

وقال مكتبه إن الاتهامات لها دوافع سياسية وتهدف لتشويه سمعته، ولفت إلى أن قاضيا آخر أسقط القضية في وقت سابق هذا العام.

في انعكاس لفقدان التواصل بين الناس والسياسيين في طرابلس والاعتقاد بأن شيئا لن يتغير، صوت ثلاثة فقط بين كل عشرة من سكان المدينة في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في مايو.

وشمال البلاد أحد أكثر مناطق لبنان اضطرابا منذ نهاية الحرب الأهلية إذ أن طرابلس والمناطق المحيطة بها بيئة خصبة لتجنيد المتشددين من الشباب السُنة.

وصارت طرابلس في الآونة الأخيرة مثالا للوضع الأمني المتدهور المرتبط بالانهيار المالي.

وأدت الأزمة الاقتصادية إلى ارتفاع هائل في معدلات الفقر. ووفقا لبيانات الأمم المتحدة فإن 80 % من سكان لبنان البالغ عددهم زهاء 6.5 مليون نسمة فقراء.

ولم تفعل الحكومة شيئا يُذكر لمعالجة الأزمة التي وصفها البنك الدولي بأنها ركود متعمد “دبرته” النخبة من خلال إحكام قبضتها الاستغلالية على الموارد.