في السنوات الأخيرة، لعبت الشركات الصينية دورا محوريا في تطوير الطاقة النظيفة في الإمارات، مما ساهم في تحسين مزيج الطاقة لديها وأصبح نموذجا للتعاون الأخضر بين الصين والإمارات، وفقا لوكالة شينخوا.
ومن مشاريع الطاقة الشمسية الضخمة المنتصبة وسط الصحراء إلى أولى مشاريع طاقة الرياح التجريبية، كانت التكنولوجيا والخبرات الصينية جزءا أساسيا من تحول الطاقة في الإمارات.
وأحد الإنجازات الرئيسية هو المشروع الهجين بين الطاقة الشمسية المركزة والخلايا الكهروضوئية الذي نفذته مجموعة شانغهاي إلكتريك في صحراء دبي.
وبدأ تشغيل المشروع بكامل طاقته منذ ديسمبر 2023، وأنتج بالفعل أكثر من 3.6 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء، مما يوفر طاقة خضراء مستقرة لـ320 ألف أسرة محلية ويقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 1.6 مليون طن سنويا.
ويعرض هذا المشروع نقاط قوة تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة. إذ على عكس المحطات الكهروضوئية التقليدية، التي لا يمكنها توليد الطاقة في الظروف ذات الإضاءة الشمسية المنخفضة، تستخدم الطاقة الشمسية المركزة أنظمة التخزين الحراري المتطورة، مما يتيح توليد الطاقة على مدار الساعة.
مشروع بارز آخر هو محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في أبو ظبي، الذي نفذته شركة الصين للهندسة الميكانيكية. وتغطي هذه المنشأة مساحة 21 كيلومترا مربعا، وتعد أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في موقع واحد في العالم، بقدرة تركيبية تبلغ 2.1 جيجاوات.
وبدأ العمل منذ يونيو 2023، وتنتج ما يكفي من الكهرباء لتلبية احتياجات 200 ألف أسرة سنويا، مع تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 2.4 مليون طن كل عام. خلال مرحلة البناء، وفرت المحطة أكثر من 5000 فرصة عمل محلية.
وسلط المدير العام للمشروع تشه مينغ آن الضوء على استخدام المحطة للتكنولوجيا الكهروضوئية المتطورة، حيث تم تصميم حوامل الألواح الشمسية لتتبع مسار الشمس لزيادة كفاءة تحويل الطاقة إلى أقصى حد. وتم استيراد معظم المعدات، من الوحدات الكهروضوئية والروبوتات المخصصة للتنظيف والمحطات الفرعية غير المأهولة، من الصين، ما يجسد التعاون الناجح في مجال الطاقة الخضراء في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وإلى جانب الطاقة الشمسية، دخلت الشركات الصينية أيضا مجال طاقة الرياح في الإمارات. ففي مايو 2023، أكملت شركة باور تشاينا أول مشروع تجريبي لطاقة الرياح في الإمارات.
ويغطي المشروع، الذي يمتد على تضاريس معقدة تشمل جزرا وصحارى وجبال، مسافة تزيد عن 700 كيلومتر. وينتج كهرباء تكلفي لتلبية احتياجات أكثر من 23 ألف أسرة سنويا، مع تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 120 ألف طن.
قال بنغ قانغ، المدير العام للمقر الإقليمي لشركة باور تشاينا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن مشروع طاقة الرياح التجريبي أثبت الجدوى الاقتصادية لطاقة الرياح في الإمارات، مما يسلط الضوء على مكانة الصين الرائدة في هذا المجال.
وتعكس مبادرات الطاقة النظيفة هذه تعميق التعاون بين الصين والإمارات في مجال تحول الطاقة والتنمية المستدامة. من خلال الاستفادة من خبراتها في التكنولوجيا والمعدات والإدارة، تلعب الشركات الصينية دورا محوريا في تحقيق طموحات الإمارات في مجال الطاقة، مع تقديم حلول صينية للتحديات المناخية العالمية.