توقف نمو الثروة العالمية في العام 2018 في الوقت الذي خفضت فيه “التصحيحات” في سوق الأسهم الرئيسية قيمة الكثير من أصول المستثمرين، وفقا لما خلص إليه تقرير صادر عن مؤسسة “بوسطن كونسالتينج جروب”.
وأظهر التقرير أن الثروت العالمية سجلت صعودا بنسبة 1.6% في العام الماضي، بتراجع حاد من 7.5% في العام السابق، كما تقل تلك النسبة بصورة دراماتيكية عن متوسط معدل النمو المركب المسجل في الأعوام الخمسة الماضية.
وأوضح التقرير أنه عندما قامت الشركة بتعديل تلك الأرقام وفقا للدولار الذي يشعد صعودا مجددا، تراجعت الثروة في العام 2018 بنسبة 1.6%، بدلا من أن تنمو.
وقالت آنا زكرزيوسكي من قسم ممارسات إدارة الثروة في “بوسطن كونسالتينج جروب”، وأحد مؤلفي التقرير، في مقابلة أجرتها معها شبكة “بلومبرج” الإخبارية الأمريكية: ” للمرة الأولى منذ العام 2008، نرى أن النمو في الثروة جاء سلبيا حينما تأخذ في الاعتبار كافة العوامل”.
وتسلط الدراسة الضوء على حقيقة مفادها أن الثروة الشخصية العالمية مرتبطة باتجاه أسواق الأسهم العالمية، والتي تسجل الكثير منها صعودا كبيرا منذ الأزمة المالية العالمية.
ولفت التقرير إلى أن الأزمة المالية العالمية التي اندلعت شرارتها في خريف 2008 قد دفعت الكثير من المستثمرين إلى مراقبة المدى التي سيستغرقها سوق “الثور” – يمثل سوق ” الثور” اتجاها صعوديا للأسعار- ذات الآجل 10 أعوام، والفترة المطولة التي سيتغرقها النمو الاقتصادي.
وشهدت الثروة العالمية مسارا صعوديا قويا حتى العام الماضي، وقفزت بمعدل سنوي مركب نسبته 6.2% خلال الفترة ما بين 2013 و 2017، كما نمت بوتيرة أسرع في العام 2017 وحده.
معدل النمو السنوي الرسمي المتحقق في العام 2018 في الثروة العالمية الذي لامس 1.6% نسبة إلى حجم الثروة العالمي الإجمالي والبالغ قيمته 205.9 تريليون دولار، كان الأسوأ من نوعه في نصف عقد الماضي.
وفي العام الماضي تأثر النمو الهزيل في الثروة العالمية، ويعزى هذا في جزء منه إلى مستويات تقييم الأصول والمخاطر الجيوسياسية، وأيضا بدء أسعار الأسهم في العودة إلى مستويات طبيعية بدرجة أكبر.
وفي هذا الصدد أوضح التقرير: ” مع تراجع مؤشرات الأسواق الرئيسية بنسبة وصلت إلى 20%، كان 2018 العام الأسوأ للأسهم في عقد كامل”.
وأضاف التقرير:” الهبوط الحادي في أداء أسواق الأسهم، وعلى الأخص في الربع الرابع، كان له تأثير كبير على الثروة”.
وأشار التقرير إلى أنه وبرغم الأداء الضعيف في العام الماضي، فإن القفز المسجلة في أسواق الأسهم في الجزء الأول من 2019، قد تسهم في حصول صعود كبير في نمو الثروة بالنسبة لكل أوقات العام إذا ما نجحت الأسهم في تفادي تراجع كبير.وتتوقع “بوسطن كونسالتينج جروب” أن يصعد معدل النمو في الثروة العالمية مجددا بنسبة 5.7% في المتوسط سنويا، بين 2018 و 2023، وبرغم أن تلك النسبة ليست في قوة نظيرتها المسجلة في الأعوام الخمسة الماضي، فإنها تمثل تحسنا كبيرا من العام الماضي.