تعمل الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي على تطوير تقنية عصبية غير جراحية يمكنها التقاط إشارات وذبذبات أفكار العقل غير المنطوقة وفك شفرتها لتحويلها إلى نصوص مقروءة، وعلى الرغم من أن هذه التقنيات ما زالت تحت الاختبار والتطوير ولم تطرح بعد، إلا أن الكثير من الأجهزة من أمازون تسجل بيانات الدماغي مثل عصابة الرأس Muse، التي تستخدم أجهزة استشعار تخطيط كهربية الدماغ لقراءة أنماط النشاط في الدماغ، ثم تنبه المستخدم إلى كيفية تحسين جلسات التأم، وبما أن هذه الأجهزة لا يتم تسويقها كأجهزة طبية، فهي لا تخضع للوائح الفيدرالية؛ ويمكن للشركات جمع بيانات العملاء وبيعها.
لحسن الحظ، تعاون علماء الأعصاب ومجموعة من المحامين مع المشرعين، لتمرير قانون من شأنه أن يحمي خصوصية العقل من الاختراق عن طريق تسجيل الشفرات وذبذبات الأفكار التي يصدرها.
في سابقة هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، أقرت ولاية كولورادو تشريعًا جديدًا هذا الأسبوع يعدل قانون الخصوصية في الولاية ليشمل خصوصية البيانات العصبية لتعامل تماما مثل بصمات الأصابع وصور الوجه بالحماية بموجب قانون خصوصية كولورادو، وقد وقع على مشروع القانون حاكم ولاية كولورادو جاريد بوليس، وحظي بدعم ثنائي الحزبية مثير للإعجاب، حيث مر بأغلبية 34 صوتًا مقابل 0 في مجلس شيوخ الولاية و61 صوتًا مقابل صوت واحد في مجلس النواب.
وتتخذ كاليفورنيا نهجًا مماثلاً. فقد أقرت لجنة القضاء بمجلس الشيوخ في الولاية مشروع قانون هذا الأسبوع يضع بيانات الدماغ ضمن فئة “المعلومات الشخصية الحساسة”. وبعد ذلك، يتجه مشروع القانون إلى لجنة التخصيصات للنظر فيه.
قد تكون ولاية مينيسوتا هي التالية. ليس لدى الولاية قانون شامل للخصوصية لتعديله، لكن هيئتها التشريعية تدرس مشروع قانون مستقل من شأنه حماية خصوصية البيانات العصبية وفرض عقوبات على الشركات التي تنتهك هذه المحظورات.
هذا النوع من التشريعات القادمة يأتي تزامنا مع استعداد شركات مثل Meta وSnapchat لاستكشاف التكنولوجيا العصبية، وأيضا براءة اختراع Apple لإصدار مستقبلي من AirPods من شأنه مسح النشاط الدماغي من خلال الأذن.
ومن المتوقع خلال سنوات قليلة مقبلة أن تتمكن شركات التكنولوجيا، من بناء قواعد بيانات تحتوي على عشرات الملايين من عمليات مسح الدماغ، والتي يمكن استخدامها لمعرفة ما إذا كان شخص ما يعاني من مرض مثل الصرع كما يمكن استخدامها لتحديد معلومات دقيقة عن الأفراد دون إرادتهم.
بالفعل، تقوم العديد من شركات التكنولوجيا الاستهلاكية بجمع بيانات الدماغ – وربما بيعها، وفقًا لتقرير رئيسي صدر هذا الأسبوع عن مؤسسة Neurorights Foundation غير الربحية. وبتحليل سياسات الخصوصية واتفاقيات المستخدمين لـ 30 شركة، وجد التقرير أن أغلبها قد تشارك البيانات العصبية مع أطراف ثالثة.