ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ونظيره العراقي، محمد شياع السوداني، جلسة مباحثات موسعة، اليوم، حيث تم استعراض عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وحضر المباحثات من الجانب المصري سامح شكري، وزير الخارجيــة، والدكتورة رانيا المشّاط، وزيرة التعاون الدولي، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة.
وشارك من الجانب العراقي الدكتور فؤاد محمد حسين، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وأثير داود سلمان، وزير التجارة، والسفير أحمد نايف رشيد، سفير العراق لدى مصر.
استهل رئيس الوزراء المباحثات بالترحيب برئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق، والتأكيد على أهمية هذه الزيارة، وأعرب عن تطلع مصر إلى توسيع أطر التعاون المشترك في كل ما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في إطار ما يربطهما من علاقات تاريخية، وأُخوة ووحدة مصير، وأهداف مشتركة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن مصر والعراق عازمتان على توسيع أطر التعاون المشترك، والعمل من أجل زيادة معدلات التبادل التجاري التي لا ترقى حالياً لإمكانات البلدين، مؤكدا أن البلدين يتمتعان بإمكانات هائلة قادرة على مضاعفة هذه المستويات عدة مرات.
وأكد على مساندة مصر الكاملة للعراق الشقيق في حربه ضد الإرهاب، مُشيدًا بجهوده في الحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره، وكذا بدور مؤسسات الدولة العراقية.
وأثنى رئيس الوزراء على العلاقات المتميزة بين البلدين وما شهدته من تطور ملموس خلال السنوات الأخيرة سواء على المستوى الثنائي أو على صعيد العلاقات المصرية – العراقية – الأردنية، قائلا: ننظر لذلك التعاون الثلاثي من منظور استراتيجي شامل لربط مصالحنا وتعظيم الفوائد المشتركة التي ستعود بالنفع على الجميع.
وأشار إلى توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتطوير العلاقات مع العراق الشقيق، والتنسيق الجاري بين جهات الاختصاص في البلدين للتحضير الجيد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة في شهر مايو أو يونيو ۲۰۲۳ في القاهرة.
وسلط الدكتور مصطفى مدبولي الضوء على ضرورة تنفيذ مخرجات الدورات السابقة للجنة العليا المشتركة بين البلدين، وما أثمرت عنه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف المجالات، وضرورة تفعيل ما تم التوافق عليه بين البلدين من تنفيذ شركات مصرية لمشروعات إعادة الإعمار بالعراق.
وفيما يتعلق بآلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لدخول المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها حيز التنفيذ في أقرب وقت.
ومن جانبه، أبدى رئيس الوزراء العراقي سعادته بزيارة مصر والالتقاء بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، موضحًا أن الحديث عن العلاقات المشتركة بين البلدين يستند لأواصر ممتدة وجذور تاريخية.
وأعرب السوداني عن تطلعه للإعداد الجيد للدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة؛ والبناء على ما سبق التوصل إليه من تفاهمات واتفاقيات، مشيرا إلى أنه توجد إمكانات كبيرة لمشاركة الشركات المصرية في مشروعات استثمارية مُدرجة ضمن موازنة الحكومة العراقية، والشهرين المقبلين يجب أن يشهدا جهدًا مُضاعفًا للتوافق على مذكرات تفاهم واتفاقيات يتم توقيعها خلال اجتماعات اللجنة المشتركة.
وتطرق رئيس الوزراء العراقي إلى التعاون الثلاثي مع الأردن، ومخرجات القمة الثلاثية، لاسيما فيما يخص الربط الكهربائي، حيث سيتم إنجاز المرحلة الأولى مع الأردن يونيو المقبل.
وعقّب الدكتور مصطفى مدبولي بأن لدينا بالفعل ربطا كهربائيا مع الأردن بطاقة حوالي 550 ميجاوات، ويتم العمل حاليًا على تقوية الخط لاستيعاب قدرات أكبر بهدف الوصول للعراق أيضا، حيث توجد إمكانية لزيادة قدرة خط الربط مع الأردن إلى 2 أو 3 جيجاوات.
وأوضح محمد شياع السوداني أن هناك مباحثات لإنشاء منطقة لوجستية على الحدود بين العراق والأردن، للمساهمة في توفير السلع والمنتجات، ويمكن لمصر الاستفادة بها بتوفير المنتجات المصرية للسوق العراقية.
وفى ختام المباحثات، اتفق رئيسا الوزراء بالبلدين على أن يتولى الوزراء المعنيون من الحكومتين العمل خلال الشهرين القادمين على تفعيل مذكرات التفاهم القائمة ، بالتوازي مع الإعداد الجيد لاجتماعات الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة، حتى تخرج بنتائج تلبى طموحات الشعبين المصري والعراقي في التنمية والازدهار.