شهدت مؤشرات البورصة المصرية جلسة متذبذبة مائلة للهبوط خلال تعاملات الاثنين، وسط اتجاه بيعي للمستثمرين الأجانب في الأسهم وتفضيلهم للشراء بقوة في أداوت الدين الحكومية، وذلك في ظل حالة القلق التي تشهدها المنطقة بسبب تفجيرات شركة أرامكو الأخيرة.
قال محللون فنيون ومتعاملون إن السوق تأثرت بشكل طفيف بالتفجيرات التي طالت شركة “أرامكو” عملاق البترول السعودية عبر طائرات بدون طيار، يوم السبت، بالإضافة إلى ترقب السوق ما سيسفر عنه اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الأسبوع المقبل.
وكان وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، قد أكد أن هذه الانفجارات قد أدت إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، أو نحو 50% من إنتاج الشركة.
واختتمت البورصة تعاملات جلسة أمس على هبوط متأرجح لمؤشراتها، وتمكنت من تقليص خسائرها القوية المسجلة مطلع الجلسة وسط اتجاه بيعي للأجانب وقيم تداولات قوية تخطّت 1.5 مليار جنيه.
«EGX30» قلص من خسائره القوية في منتصف الجلسة
وأظهرت شاشات التداول هبوطًا في مؤشر EGX30 الرئيسي بنسبة 0.35% عند مستوى 14970 نقطة، ومؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة 0.63% عند 550 نقطة، ومؤشر «EGX100» الأوسع نطاقًا بنسبة 0.47% ليغلق عند مستوى 1467 نقطة.
وبلغت قيم التداولات على الأسهم فقط 1.5 مليار جنيه تقريبًا، وسيطر اللون الأحمر على معظم الأسهم المتداولة، إذ صعد 34 سهمًا من إجمالى 170 سهمًا متداولًا، بينما هبط 99 سهمًا وبقي 37 دون تغير.
واتجهت تعاملات المؤسسات الأجنبية والأفراد المصريين والأجانب للبيع بصافى قيم تداولات 109.6 و879 ألف جنيه و1.4 مليون على التوالى، بينما اتجهت تعاملات الأفراد العرب والمؤسسات المصرية والعربية للشراء بصافى 28.9 و32.5 و50.5 مليون جنيه بالترتيب.
«التجاري» يقتنص نصف التنفيذات.. وتداولات قوية على «كليوباترا»
واقتنص سهم البنك التجاري الدولي ما يعادل نصف تداولات البورصة بقيمة 709 ملايين جنيه، منفذة على 8.6 مليون سهم، بينما تراجع السهم مع إغلاق السهم بشكل طفيف بلغ 0.21% عند 81.7 جنيه.
وشهدت شاشات تداول البورصة تنفيذات قوية على سهم مستشفى كليوباترا بقيمة 121,1 مليون جنيه بعد ارتفاع السهم 2.19 جنيه، والسويدي إليكتريك 42 مليون جنيه، بينما صعد السهم 2.4%.
قال هشام حسن، رئيس قطاع الاستثمار بشركة “رويال” لتداول الأوراق المالية، إن البورصة تأثرت بالهجوم الإرهابي الذي تعرضت له منشأتا نفط تابعتان لشركة آرامكو السعودية السبت الماضي.
الأجانب اتجهوا للبيع.. والسوق تسعى لإعادة التجربة على مستوى 15000 نقطة
وأشار حسن إلى أن المستثمرين الأجانب فضلوا البيع في الأسهم المصرية بصافي 100 مليون جنيه، بينما قفزت مشترياتهم في أذون الخزانة بقيمة 960 مليونا، ما يؤكد اتجاههم للشراء في الأوعية الادخارية مضمونة العائد في ظل حالة الترقب التي تشهدها السوق ترقبا لبحث أسعار الفائدة.
وأوضح رئيس قطاع الاستثمار بشركة رويال أن السوق تتحرك بشكل إيجابي بخلاف الأحداث السلبية الخارجية، في محاولات مستمرة للاستقرار أعلى مستوى 15000 نقطة.
ولفت إلى أن السوق تفتقد المحفزات أو زخم الأخبار الذي شهدته خلال شهر أغسطس الماضي الذي نفذت فيه عددا من الصفقات منها جلوبال تيلكوم وطرح شركة فوري للمدفوعات وصفقات على إيديتا.
ورجح حسن محاولة المؤشر الرئيسي إعادة التجربة على مستوى 15000 نقطة لحين اقتراب البت في أسعار الفائدة، بينما يظل مستوى 570 و600 نقطة أقرب منطقة مقاومة للمؤشر السبعيني.
وقال سعيد الفقي، مدير فرع شركة “أصول” لتداول الأوراق المالية، إن السوق تمر بمرحلة تجميع بين مستويات 14800 و15200 نقطة، والتي من المرجح تجاوزها بعد محاولات الفترة السابقة.
وأكد الفقي أن الثبات أعلى مستوى 15200 نقطة يدفع السوق إلى مستويات أعلى بأحجام تداول مرتفعة، خاصة بعد فترة التجميع التي مرة بها، وأعطت قوة دفع لاختراق المستويات السابق ذكرها.
وأشار إلى أن آلية الشورت سيلينج المقرر تطبيقها قريبا ستمثل إضافة قوية لتنشط أداء السوق بشكل عام وتخلق قوي شرائية في فترات التصحيح ولكن لابد من توافر جميع الإمكانيات والاستعدادات قبل تطبيقها.