تقترب الحكومة المصرية من تنفيذ مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، ونفذت خطة وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 40 مليار دولار في الفترة المقبلة، إدراكًا منها لأهمية إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا وتخزينهما وتجارتهما، في إطار إستراتيجيتها للتنمية الاقتصادية.
وتعتزم مصر إضافة الهيدروجين الأخضر لمنظومة الطاقة المتكاملة لعام 2035، والمخطط انطلاقها بقيمة 40 مليار دولار، وفي يوليو 2021، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ لكونه وقود المستقبل الصديق للبيئة.
بوابة “المال نيوز” تستعرض من خلال التقرير التالي كل ما تريد معرفته عن تفاصيل مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر..
تفاصيل مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.. شركات عالمية متخصصة
ارتفع عدد مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، المتوقع تنفيذها في نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى 14 مشروعًا، بعد التوقيع على 7 مذكرات جديدة يوم الخميس، 25 أغسطس 2022.
تستهدف المشروعات، التي ستنفّذها عدد من الشركات العالمية المتخصصة في الطاقة المتجددة، إنشاء مجمعات صناعية بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء، داخل المنطقة الصناعية في العين السخنة.
وتأتي مذكرات التفاهم في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى التوسع في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، بوصفه مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل، في ضوء الاهتمام العالمي المتنامي.
وتدعم المشروعات الجهود التي تقوم بها مصر لتصبح ممرًا لعبور الطاقة النظيفة، توامنا مع استضافة مصر لقمة المناخ كوب 27 خلال نوفمبر الجاري، في مدينة شرم الشيخ.
استثمارات الهيدروجين في مصر
تعتزم الحكومة المصرية إطلاق خطة وطنية للهيدروجين بقيمة 40 مليار دولار، إدراكًا منها لأهمية إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا وتخزينهما وتجارتهما، في إطار إستراتيجيتها للتنمية الاقتصادية.
وتوقّعت شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي أن تصل استثمارات مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، إلى نحو 20 مليار دولار.
وفي مايو الماضي، أعلنت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نجاحها في توقيع 6 مذكرات تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، باستثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار.
وفي يوليو الماضي، وُقّعت مذكرة تفاهم مع “رنيو باور”، وهي إحدى الشركات الرائدة في الطاقة المتجددة في الهند، لتنفيذ مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستثمارات تصل إلى 8 مليارات دولار، وبطاقة 220 ألف طن سنويًا.
وتلقّت مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، دفعة جديدة، الخميس الماضي، من خلال توقيع 7 مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات والتحالفات العالمية ضمن كل من شركة “جلوبال إك” البريطانية، وشركة الفنار السعودية، وشركة “الكازار للطاقة” الإماراتية، وشركة كيه آند الإماراتية، وشركة إم إي بي الأمريكية/المصرية للطاقة، ومجموعة إيه إس إم إي الهندية المتخصصة في مجال الهيدروجين الأخضر، وشركة “أكتس” البريطانية.
تصدير الهيدروجين الأخضر من مصر
تهدف مذكرات التفاهم التي وقّعتها مصر خلال المدة الماضية -والتي من المتوقع توقيع اتفاقيات تنفيذ المشروعات خلال قمة المناخ كوب 27، في نوفمبر إلى إقامة العديد من المنشآت الخاصة بإنتاج الوقود الأخضر (الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء) لأغراض التصدير للخارج وخدمات تموين السفن.
وكان تقرير جلوبال إنرجي مونيتور (منظمة بحثية غير ربحية معنية بمشروعات الطاقة في أنحاء العالم) قد كشف مؤخرًا تنافس مصر مع عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وفي المقدمة منها السعودية وسلطنة عمان والمغرب، لاحتلال مكانة مميزة في تصدير الهيدروجين الأخضر.
وأشار التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمتلك قدرات هائلة لإقامة مشروعات عملاقة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لما تتمتع به من مناخ مواتٍ وأجواء مشمسة معظم العام.
وأوضح التقرير أن الدول العربية التي يُنظر إليها بصفتها مصدرًا رئيسًا للنفط، تمتلك خططًا طموحة للوصول إلى 80 غيغاواط من مشروعات الطاقة المتجددة بحلول 2030، وهو ما يدعم التحركات لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
تفاصيل مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.. 20 مليار دولار
واحتلت الأمونيا الخضراء والهيدروجين المرتبة الأولى بإجمالي 23 مشروعًا، فيما تقوم 9 مشروعات على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق ومشتقاته مثل الأمونيا الزرقاء، ويوجد مشروعان لاستخدام الهيدروجين كوقود في المركبات العاملة بخلايا الوقود، بحسب الدراسة.
وفي يوليو 2021، وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي بإعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ لكونه وقود المستقبل الصديق للبيئة.
تعتزم مصر إضافة طاقة الهيدروجين الأخضر لمنظومة الطاقة المتكاملة لعام 2035، والمخطط انطلاقها خلال أشهر بقيمة 40 مليار دولار.
مصر تأمل إنتاج الهيدروجين الأخضر مع مؤتمر المناخ COP27
وتبلغ تكلفة مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر – دون بنية تحتية إضافية- 20 مليار دولار، وفقا لما يقوله أحمد سلطان، المهندس المتخصص في شؤون النفط والطاقة، في تصريحات صحفية سابقة.
ويوضح سلطان أن “المشروعات الضخمة في مصر جذبت أنظار مستثمري العالم؛ لنجاح قطاع الطاقة المصري، وتوافر العوامل الإيجابية، على رأسها موقع مصر الاستراتيجي وقربها من أسواق الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط، والتي قد تشهد طلبًا كبيرًا على الهيدروجين، بالإضافة إلى البنية التحتية للغاز الطبيعي ومحطات الإسالة العملاقة والموانئ البحرية وغيرها”.
أبرز المشروعات مع تحديث استراتيجية الطاقة 2035
وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة تحديث “استراتيجية الطاقة 2035” لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر لها.
كما وقعت مذكرة تفاهم مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتمويل الأعمال الاستشارية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، واتفاقية التطوير المشترك لمشروع إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميغاوات في المنطقة الصناعية بالعين السخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
مصر توقع اتفاقا مع سيمنز لبدء إنتاج الهيدروجين الأخضر
وضمن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في هذا المجال كذلك، مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة مصدر الإماراتية، وحسن علام للمرافق.
وتشكل شركتا مصدر وحسن علام ائتلافا استراتيجيا لتطوير محطات إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط، بمراحل تمتد حتى عام 2030، لإنتاج 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 جيجاوات.
الإمارات وفرنسا.. شراكة استراتيجية شاملة في مجال الطاقة
ووقعت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وشركة ميرسك العالمية، مذكرة تفاهم لإقامة مشروع لإنتاج الوقود الأخضر لإمدادات تموين السفن والوصول للحياد الكربوني.
ووفقا لسلطان، فقد بلغت سعة مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر 11.62 غيغاوات، أي تتجاوز 1.5 مليون طن؛ ما سيضع مصر في المراتب الأولى عالميًا بعد أستراليا وبالتوازي مع موريتانيا.
500 مشروع عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر
وعالميا، تجاوز عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر 500 مشروع عالمي بإجمالي استثمارات تجاوزت 530 مليار دولار، وصل عدد الدول المهتمة بإعداد استراتيجيات وطنية وخطط تنموية لإنتاجه 40 دولة.
وطبقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لعام 2021، تجاوز معدل الإنتاج السنوي من الهيدروجين (عن طريق الغاز الطبيعي والفحم الأحفوري) 120 مليون طن.
وتمثل هذه الطريقة أكثر من 95% من إنتاج الهيدروجين عالميًا، ومرجح أن يصل الإنتاج التقديري من الهيدروجين النظيف إلى 700 مليون طن بحلول عام 2050.
تسهم 9 دول عربية بقوة عالميا في إنتاج الهيدروجين الأخضر وحماية البيئة؛ لدوره في خفض انبعاثات الكربون المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض وتوحش المناخ.
وهذه الدول تشكل مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط، وهي: مصر، والإمارات، والسعودية، والمغرب، وعمان، والعراق، والجزائر، وقطر، وموريتانيا، وفق دراسة أصدرها المركز المصري للدراسات الاستراتيجية.
دول كثيرة تستثمر في طاقة الهيدروجين النظيفة
ووقعت البلدان التسع مذكرات تفاهم عالمية لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر؛ ما رفع عدد مشروعات هذا المجال في المنطقة إلى 34 مشروعًا.