«تعليم» تتبنى خطة توسعية بجامعة النهضة وتدرس الاستحواذ على كيانات جديدة

محمد الرشيدى العضو المنتدب بشركة «تعليم لخدمات الإدارة» فى حوار مع برنامج «CEO Level»:

«تعليم» تتبنى خطة توسعية بجامعة النهضة وتدرس الاستحواذ على كيانات جديدة
أسماء السيد

أسماء السيد

7:51 ص, الأحد, 19 سبتمبر 21

تتبنى شركة «تعليم لخدمات الإدارة» خطة توسعية بالسوق المحلية خلال السنوات المقبلة، تتمثل فى استمرار عمليات التطوير بجامعة النهضة وإضافة مزيد من الكليات بتخصصات مختلفة وبحث مزيد من الفرص لإتمام استحواذات جديدة.

فيما تدرس الشركة أيضًا خلال الفترات الحالية فرص أخرى بقطاع التكنولوجيا المالية لأحد الكيانات الناشئة، وذلك تزامنًا مع الطفرة التى حققتها شركات التكنولوجيا بمختلف تخصصاتها مؤخرًا.

استضاف برنامج «CEO Level» الذى يقدمه حازم شريف رئيس تحرير جريدة «المال» محمد الرشيدى العضو المنتدب لشركة «تعليم» ، وتحدث الضيف عن رحلته من أنشطة الصناعات الغذائية وصولاً لقطاع التعليم والمراحل الأولية لتأسيس منصة «تعليم» ثم الاستحواذ على جامعة النهضة وشراكة «باديا» ثم الفرص الحالية.

● حازم شريف: شهدت حياتك العملية عدة تنقلات ما بين قطاع الصناعات الغذائية ثم الرعاية الصحية، إلى أن وصلت مؤخرًا للتعليم، حدثنا كيف تم ذلك؟

محمد الرشيدى: فى البداية أود أن أنوه أن عملى بقطاع الصناعات الغذائية كان تخصص عائلى منذ عام 1889، وعقب وفاة والدى قررت بصحبة أخى التوسع بالمجال من خلال عقد شراكات مع كيانات عالمية.

وتم عقد شراكة مع شركة «Best food» ثم شراكة أخرى مع شركة «القلعة القابضة للاستثمارات المالية»، وتم بموجب تلك الشراكة تأسيس شركة جذور القابضة، وتحت مظلتها تم تأسيس شركة مزارع دينا بما تضمهُ من أنشطة متنوعة فى الانتاج الحيوانى والزراعى وغيرها.

وفى عام 2010 أُتيحت لى فرصة بقطاع الرعاية الصحية، وحققنا الكثير من النجاحات بالمجال كان أخرها بشركة «التشخيص المتكاملة القابضة – IDH»، ثم كنت من الكوادر التى شاركت فى بناء سلسة ماركت «سبينيس – SPINNEYS» وتم تطوير الكيان ليصل عدد الفروع لأكثر من 21 فرعً مقارنة بـ3 فروع سابقًا، ثم مؤخرًا جاءت فرصة الانتقال للعمل بقطاع التعليم.

● حازم شريف: حدثتنا عن رحلتكم بالقطاع التعليمى و كيف كانت البداية ومتى تأسست شركة «تعليم»؟

محمد الرشيدى: فى عام 2015 تم اتحاذ قرار مع إثنين من كِبار المؤسسات الاستثمارية عالميًا هم مؤسسة أبراج و«بروباركو الفرنسية» ومجموعة من المستثمرين الأخرين الذين لديهم وجهات استثمارية بقطاع التعليم والصحة وكانوا قد ضخوا استثمارات بالفعل فى السوق المحلية بمستشفيات كليوباترا وغيرها بغرض تأسيس منصة للاستثمار بقطاع التعليم.

فى أواخر 2015 تم تأسيس نموذج لمنصة ضمت جميع الخدمات المالية والـ«HR» و«IT» والتسويق والاستشارات الأكاديمية وغيرها، وكان ضمن أهدافها تقديم تلك الخدمات للكيانات التعليمية التى تستثمر بها أو التى تتولى مهام الإشراف عليها.

العائد على الاستثمار فى التعليم العالى مُتقارب بكافة أسواق المنطقة

● حازم شريف: ما دوافعكم للتركيز على التعليم العالى دون مرحلة التعليم ما قبل الجامعى، وهل يُعتبر العائد على الاستثمار به أعلى؟

محمد الرشيدى: قررنا ضمن خطتنا الاستراتيجية التركيز على مرحلة واحدة بالتعليم نظرًا لوجود قانون منظم لكل مرحلة تعليمية على حدا، وعادة التعليم العالى ينقسم إلى شقين الجامعات الخاصة والمعاهد.

وكان هناك دوافع جعلتنا نستهدف الاستثمار فى التعليم الجامعى، إذ أن مقوماتهُ من جانب الاستثمار والمساهمة فى التنمية كبيرة، إلى جانب الطلب المتنامى عليه تزامنًا مع استمرار الزيادات السكانية وقلة المُتاح.

أما فيما يتعلق بالعائد على الاستثمار بالتعليم العالى، فهو مقارب للعائد على الاستثمار فى التعليم ما قبل الجامعى، ولكن استثمارات العالى أضعاف ما قبل الجامعى، وبالتالى، فإن كان العائد على الأول أكثر فإنه يأتى متناسب مع حجم الاستثمار به.

ويمكننا القول أن بناء مدرسة كاملة بمرحلة التعليم ما قبل الجامعى توازى استثمار ما يُعادل بناء كلية أو كلية ونصف فقط بالجامعة الواحدة.

ضخ 80 مليون جنيه فى عمليات تطوير الحرم الجامعى

● حازم شريف: عقب تأسيس «تعليم».. ما المراحل التالية لذلك؟

محمد الرشيدى: بالعام ذاتهُ تم الاستحواذ على جامعة النهضة وظل الدكتور صديق عفيفى مساهم بحصة أقلية بها، عملنا كشركاء على عملية إعادة هيكلة كاملة للجامعة تضمنت 3 محاور خاصة بتطوير المناهج الدارسية وعقد شراكات دولية لدعم البرامج التعليمية التى يتم تقديمها، إلى جانب تطوير الحرم الجامعى بتكلفة قُدرت بنحو 80 مليون جنيه لتحسين التجربة الطلابية ورفع معدلات الالتحاق والقبول.

%45 من أساتذة الجامعة الحاليين مستقطبين من كُبرى الجامعات فى مصر

وتضمنت عملية إعادة الهيكلة أيضًا دعم المُعلم الاكاديمى الذى يُعد واحدًا من أُسس الجامعة، وحالياً حوالى %45 من الأساتذة العاملين بجامعة النهضة مستقطبين من جامعات القمة فى مصر بجامعة عين شمس والمنصورة والزقايق بمختلف تخصصات جامعة النهضة.

صفقة جامعة النهضة قُدرت بنحو 80 مليون دولار بأواخر عام 2015 بحصة ملكية %95

● حازم شريف: عقب تأسيس «تعليم» بعام 2015 ثم الاستحواذ على جامعة النهضة، كم بلغ حجم استثماراتكم بالصفقة والحصة التى تم الاستحواذ عليها ومن المالك حينها؟

محمد الرشيدى: مؤسس جامعة النهضة هو الدكتور صديق عفيفى وكانت بمثابة مشروع عائلى، وبلغت قيمة الصفقة حوالى 80 مليون دولار -مُقدرة بقيمة الدولار حينها بأواخر عام 2015-، وتم الاستحواذ على حوالى %95 من هيكل ملكيتها.

وكانت الجامعة عبارة عن 6 كليات وتضم 3700 طالب، فيما تضم حاليًا حوالى 8 كليات بعدد 6300 طالب إذ تم زيادة كليتين طبيتين، إلى جانب توسعة الـ6 كليات القائمة وتطوير مناهجها الدراسية والمُعلمين أيضًا وكذلك تزويدها ببرامج تعليمية جديدة.

كما تم خلال العام الماضى ترخيص كليتين جديدتين وهما فنون جميلة والعمارة ليصل اجمال الكليات المرخصة حوالى 10 كليات، فيما يُجرى بوقتنا الحالى إنشاء المستشفى الجامعى.

● حازم شريف: كم بلغ إجمالى الاستثمارات بجامعة النهضة منذ الاستحواذ عليها بعام 2015؟

محمد الرشيدى: منذ الاستحواذ على الجامعة تم وضع خطة استراتيجية للنمو بهدف زيادة الطاقات الموجودة بالكليات سواء على سعة المدرجات والأساتذة والبرامج التى تُقدم لطلاب الجامعة لتحسين وتطوير العملية التعليمية من خلال عقد شراكات مع جهات دولية.

وتم بالفعل توسعة كلية علوم الحاسب الآلى وكلية الهندسة، إلى أن تم التوجه لدعم الجانب الطبى لخلق أول منظومة طبية تعليمية متكاملة بالصعيد وتم إضافة كلية الطب منذ 3 سنوات وإضافة كلية العلاج الطبيعى أيضًا.

وفى إطار ذلك التوجه لدعم الجانب الطبى تم شراء 27 فدان تُقام عليها مستشفى، ومن المخطط أن يتم افتتاح المرحلة الأولى منها خلال شهر إبريل المقبل، على أن تبدأ المستشفى عملها بالكامل خلال ديسمبر لعام 2022 تزامنًا مع دخول الدفعة الرابعة بكلية الطب.

ونستهدف خلال الفترات المقبلة إضافة 3 كليات أخريات وهما الحقوق والألسن والهندسة الزراعية، على أن تُركز الأخيرة على عمليات التصنيع الزراعى والصناعات الغذائية بخلاف الكليات المتواجدة بالسوق والتى تُركز فقط على المجالات الزراعية المتخصصة.

ومن رؤيتى لوضع السوق فإنه يوجد نُدرة على صعيد المهندسين المتخصصين بعمليات التصنيع الغذائى، وبالتالى رأينا أن التركيز على هذا الجانب سيكون مثمرًا.

● حازم شريف: هل يمكننا القول بأن جامعة النهضة ستُنشئ أول كلية لتدريس هندسة الانتاج الزراعية فى مصر ؟! ومتى سيتم افتتاح تلك الكلية؟

محمد الرشيدى: بالفعل سنكون أول جامعة تضم كلية متخصصة بذلك المجال، ونعمل حاليًا على تقديم ملف الكلية لاعتمادها خلال العام الجارى بالمجلس الأعلى للجامعات الخاصة، على أن يتم البدء فى عمليات تطوير الكلية خلال العام المقبل 2022.

وشرعنا حاليًا فى بناء كلية الفنون الجميلة وستكون أيضًا الأولى من نوعها فى منطقة الوجه القبلى، إلى جانب كلية العمارة بشكل متفرد.

بمعنى أعتقد أن العمارة بمفهومها الدارج فى مصر، تتمثل فى وجود مهندس معمارى لديه القدرة على تنفيذ تصميم ما لمنزل أو فيلا مع الاستعانة بمساعدين أخرين فى المراحل المُتممة، إلا أن الكلية الخاصة بنا ستقوم على تقديم مجموعة متكاملة من المناهج الدراسية بداية من التصميم للتنفيذ بكافة مراحلهُ والاشراف على التنفيذ وفنون الديكور وتنفيذ المساحات الخضراء بهدف جعل الخريج وحدة منتجة قائمة بذاتها.

● حازم شريف: أودُ العودة لما ذكرتهُ بمستهل الحديث عن عملية تطوير الأستاذ الجامعى، هل الأمر متعلق باستقطابكم كوادر مؤهلة من كُبرى الجامعات بمصر، أم هناك منح ودورات تدريبية يتم تقديمها للمعلم بالجامعة لدعمهُ وخاصة فيما يتعلق بالمجالات الجديدة التى تنوى الجامعة تقديمها؟

محمد الرشيدى: مبدئيًا أود أن أشرح ان الهيكل الاكاديمى بأى جامعة مكون من أستاذ ثم أستاذ مساعد ثم مدرس ومدرس مساعد ثم معيد، فهى تتم بهذا التسلسل.

عادة الجامعة عند بناء المكون الاكاديمى الخاص بها، تهتم أولاً بتطوير أوائل الخريجين لديها، من خلال دورات تدريبية وبرامج وغيره، على أن يتم تعيينهم كمعيدين لديها، وكُنا قد بدأنا مؤخرًا بجامعة النهضة تعيين أوائل الخريجين لدينا.

وعلى الرغم من ذلك فإننا حريصين أيضًا على استقطاب أفضل الكوادر من كُبرى الجامعات بالسوق المحلية بمختلف التخصصات للعمل كرؤساء دورهم نقل خبرة المعيدين الجُدد بالجامعة.

● حازم شريف: كم تستغرق الدورة ليُصبح كامل الطاقم التعليمى بالجامعة من ابنائها؟

محمد الرشيدى: لا يمكن النظر للأمر بهذا الشكل ولكن يمكننا استقطاب مدرسين كانوا من خريجى جامعة النهضة بهدف تقصير تلك الدورة، وعلى كلاً فهى خطة مستديمة.

● حازم شريف: بخلاف الحديث عن تأسيس المنصة ثم الاستحواذ على جامعة النهضة حدثنا عن الرحلة عقب الاستحواذ بعام 2015 وحتى الطرح فى البورصة المصرية، فما الخطوات التالية للاستثمارات ، ومتى قررتم الطرح فى البورصة المصرية، وما الاستراتيجية التى يتم تبنيها بخلاف المنصة الجامعية للخدمات التعليمية والتكنولوجية وغيرها؟

محمد الرشيدى: على صعيد استراتيجية النمو لجامعة النهضة أو شركة «تعليم» عمومًا، فكما ذكرنا فى بداية حديثنا أن المنصة إما أن تقوم بالأشراف على مؤسسات تعليم عالى سواء قائمة بالفعل أو أنهُ يتم البدء بإنشائها والاستثمار بها وكان هذا هو المخطط العام لشركة “تعليم”.

أما على صعيد التنفيذ وتحديدًا بجامعة النهضة، فإنهُ كما ذكرنا فى البداية تم وضع نموذج للنمو فبجانب اللجوء لهيئة ضمان الجودة والشراكات مع الجامعات الخارجية للحصول على الصبغة الدولية ، مثل الشراكة مع جامعة «Kentucky University» فى كليات إدارة الأعمال وعلوم الحاسب الآلى والهندسة لمنح شهادة دراسية مشتركة، فإن الشركة أجرت عملية إعادة هيكلة لـ6 كليات الموجودة بالجامعة.

كما تم بناء كلية الأسنان وهى أكبر مستشفى متخصص فى الصعيد تضم حوالى 340 مقعد أسنان تعليمى، وتم من خلال المستشفى علاج ما يقارب 420 ألف حالة خلال أخر 3 سنوات، بأسعار رمزية تصل إلى 5 جنيهات فقط للكشف لتلبية احتياجات المنطقة.

وقمنا بتطوير الحرم الجامعى كاملاً بتكلفة بلغت 80 مليون جنيه بكافة ما يشملهُ من بنية تحتية وخدمات وأنشطة للطلبة بالجامعة، ثم تم بناء كلية الطب وكلية العلاج الطبيعى، وشراء 27 فدان لبناء المستشفى، ويتم إضافة كليتين بالوقت الحالى، إلى جانب 3 أخرون لاحقًا.

ثم عقب ذلك رأينا الخروج إلى مشروع أخر جديد، فتم عقد شراكة مع «بالم هيلز» لتأسيس جامعة باديا بمنطقة غرب القاهرة لتحقيق أقصى استفادة وتحقيق هدف المنصة بالتوسع والنمو.

ورؤيتنا عن ذلك المشروع أنهُ واعد للغاية ومن المخطط أن يضم 300 ألف نسمة، وتم تدشين أول مرحلة منه وتقديم أوراقها للمجلس الأعلى للجامعات الخاصة.

من المخطط أن تضم الجامعة 8 كليات منها 4 طبية و4 أخرين فى علوم الحاسب الآلى والهندسة والفنون وإدارة الأعمال، ونخطط أن تكون الدراسة بهذه الجامعة متميزة عن غيرها، إذ أنهُ سيتم التعاقد وتوقيع مذكرة تفاهم مع أحد الجامعات الخارجية لمنح الخريجين شهادة مشتركة، ونود التحفظ على اسم الجامعة الخارجية ولكنها تُعد من أكبر 120 جامعة على مستوى العالم.

ومن المخطط أن نتعاقد بشكل فعلى بمنتصف شهر أكتوبر المقبل، وحصلنا فى الوقت الحالى على موافقة مجلس الأمناء بالجامعة والمجلس الاكاديمى ورئيس الجامعة، وعقب شهر سيتم التعاقد لتلك الشراكة على أول مرحلة بالجامعة.

وأتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى لجامعة باديا خلال سبتمبر لعام 2022 وتشمل كلية الطب والعلاج الطبيعى والمستشفى وفى حالة حدوث أى تأخيرات سيتم بدء الدراسة خلال شهر يناير لعام 2023.

● حازم شريف: هل يعنى ذلك أنه لا يمكن استقبال الطلبة إلا خلال عام دراسى جديد؟

محمد الرشيدى: لا، ولكن سنبدأ بالترم الثانى من العام الدراسى أى خلال شهر يناير، إلى جانب استقبال الطلبة الوافدين وطلاب التحويلات أيضًا.

فروع الجامعات الأجنبية استقطبت جزء من الطلاب راغبى التوجه لاستكمال الدراسة الجامعية بالخارج

● حازم شريف: لدى سؤال فيما يتعلق بالتعليم العالى بما أنهُ القطاع الأساسى بالشركة، إلى أى مدى تتمكن الجامعات التى يكون لديها شراكات مع جامعات خارجية من استقطاب شريحة الطلاب المصريين الذين يفضلون التوجه لاستكمال دراستهم الجامعية بالخارج؟!

محمد الرشيدى: يمكن القول أن فروع الجامعات الأجنبية تمكنت من اثبات نجاحها كونها مطابقة لأسعار المنح الخارجية، كما أنها تمنح الطالب شهادة مشتركة من الجامعة الأم دون أى تغيير ويتم اعتمادها فى مصر أيضًا.

وبالتالى فإن فروع الجامعات الأجنبية فى مصر، استقطبت بالفعل شريحة من الطلاب الذين كانوا يستكملون دراستهم بالخارج، وخاصة أن المصاريف الدراسية تُمثل ثلث كامل مصاريف الطالب بمعنى أن هناك مصاريف للسكن والمعيشة وغيرها.

فعلى صعيد جامعة باديا فإننا نمنح الخريج الشهادة المشتركة معتمدة بالكامل بنفس تكلفة الدراسة فى الجامعة المصرية، ويُعد ذلك أهم ما يُميز الجامعة الجديدة.

● حازم شريف: سأعود معك للحديث عن الشركاء بتأسيس “تعليم” خلال عام 2015، ما هى أوجه التخارج التى كانت مطروحة عليهم؟

محمد الرشيدى: منذ البداية كان لدينا هدف أساسى بتوسيع قاعدة ملكية الشركة من خلال الطرح فى السوق المفتوح، وعلى الرغم من ذلك كان لدى المستثمرين الأساسيين رغبة باستمرار استثمارهم فى «تعليم».

● حازم شريف: والى متى سيمتد اجل استثمارهم فى «تعليم»؟

محمد الرشيدى: اسهم المساهمين الرئيسيين مجمدة لمدة عامين عقب الطرح بموجب ما تم الاتفاق عليه.

● حازم شريف: ماذا عن هيكل تمويل استثمارات الشركة القادمة، سواء على صعيد مشروع باديا أو عمليات التوسع بجامعة النهضة؟!

محمد الرشيدى: أود توضيح أمرًا ما، خلال الـ4 سنوات الماضية فإن كافة العمليات التى أجرتها شركة «تعليم» عقب تأسيسها بأواخر عام 2015 كانت تمويل ذاتى باستثمارات من الكاش المُتاح بالشركة بما فى ذلك سداد مديونيات قديمة على جامعة النهضة قُدرت بنحو 75 مليون جنيه.

وتلك الاستثمارات المُقدرة بنحو 600 مليون جنيه شملت كافة عمليات التطوير بجامعة النهضة وبناء كلية الطب والعلاج الطبيعى والمستشفى، وخلال عامين ونصف من المفترض أن يتم ضخ استثمارات بقيمة 430 مليون جنيه لاستكمال أعمال المستشفى وسداد %25 من قيمة الأرض الخاصة بها وبناء الـ3 كُليات الجُدد .

أما على صعيد جامعة «باديا» فهى شراكة بواقع %60 لصالح شركتنا و%40 لشركة «بالم هيلز»، ويتم تمويل المشروع بواقع %60 سيولة ذاتية و%40 قروض بنكية.

وتبلغ استثمارات المرحلة الأولى حوالى 1.2 مليار جنيه لصالح الـ4 كليات الطبية والمستشفى، وتقدر حصة «تعليم» بواقع 420 مليون جنيه سيتم تمويلها من السيولة المالية المتاحة لدى الشركة.

وبذلك تقترب استثماراتنا بجامعة النهضة وباديا من 900 مليون جنيه تقريبًا سيتم تمويلها ذاتيًا من خلال التدفقات النقدية لـ «تعليم».

● حازم شريف: دعنى اسألك عن تفاصيل الاجتماع الذى عُقد معك من جانب مجموعة من المستثمرين الأجانب خلال لقاءين نظمتهما شركة «سى اى كابيتال» و«المجموعة المالية هيرمس» على التوالى، ما أصعب سؤال وجه لك؟

محمد الرشيدى: حقيقة الأمر أننى استقبلت العديد من الأسئلة، فجزء كبير من المستثمرين الأجانب كان لديهم رغبة كبيرة لمعرفة المزيد عن الاستثمار فى قطاع التعليم، وما أهم معطياته وخاصة أنهُ واحدًا من أكثر القطاعات الواعدة على مستوى العالم.

وأيضًا معرفة مدى سهولة الاجراءات الخاصة به، وما نظام الاستمرار به والعوائد، والاجراءات الرقابية فهى كانت مجموعة من الاسئلة وليس سؤال واحد.

● حازم شريف: سأكرر سؤالى مرة ثانية ما أصعب سؤال وجه لك وما اجابتك عليه؟

محمد الرشيدى: كان سؤال متعلق بالتشريعات لمعرفة إذ ما كان هناك تحسين للتشريعات الاستثمارية بالقطاع أم العكس والإشراف من جانب الجهات الرقابية، فى الحقيقة أود أن أؤكد أن الإشراف والمتابعة بقطاع التعليم تُعتبر عملية معقدة مقارنة بغيرها.

وأعتقد أن التدقيق من جانب الجهات الرقابية نابع من أن قطاع التعليم يمس الإنسان بشكل مباشر بتخريج أطباء على سبيل المثال، وعادة ما تسمح الوزارة للجامعات الخاصة بتدريس مناهج الجامعات الأجنبية من خلال شراء حقوق الملكية ، وذلك ما نسعى جاهدين للحصول عليه لدعم فكرة التطوير.

● حازم شريف: ما معدل العائد على الاستثمار بالتعليم فى مصر مقارنة بأسواق المنطقة؟

محمد الرشيدى: متقارب جدًا حتى على صعيد المؤسسات الأوروبية والأمريكية، ولكن قد يكون الفيصل هو حجم الاستثمارات التى يتم ضخها.

خطوات أولية للاستحواذ على كيانين قائمين

●حازم شريف: دعنى أتقمص شخصية مستثمر بشركة «تعليم»، وأوجه سؤالى: لماذا لم تلجأ الشركة للاقتراض وتوفير سيولتها المالية المتاحة لتحسين العائد على الاستثمار الخاص بى كمستثمر؟

محمد الرشيدى: نحن نحافظ على ميزانية تعلم خالية من القروض بغرض استخدامها ككارت لإتمام عمليات استحواذ على كيانات قائمة خلال الفترة المقبلة.

وندرس خلال الفترة الحالية الاستحواذ على كيانين قائمين بالفعل، تؤول لمجموعة من المستثمرين كانوا قد بدأوا بتأسيس جامعات ولكن لأسباب معينة توقفوا عن استكمالها، ما يجعلها تحتاج لمزيد من التطوير.

ونعتقد إن اتمام الاستحواذ على أحد الكيانين أو كلاهما سيُزيد من قوة شركة «تعليم» بتنويع أصولها المتاحة ومن الممكن أن نلجأ للاقتراض البنكى إن استدعى الأمر ذلك ولكنه غير مطروح حاليًا .

● حازم شريف: هل لديكم أى نية للاستثمار بمرحلة التعليم ما قبل الجامعى أم لا؟

محمد الرشيدى: لا، هو أمر غير مطروح حاليًا.

● حازم شريف: سعر السهم فى السوق مقارنة بسعر الطرح لم يتحرك بشكل مؤثر، دعنى اسألك عن أسباب ضعف حركة السهم، أو عدم تحقيق معدلات نمو مرتفعة بسوق الأسهم؟

محمد الرشيدى: نحن لم يمر على قيد شركتنا سوى 4 شهور فقط، كما أن حركة السوق لم تكن فى أفضل حالاتها خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من ذلك فإننا نتوقع أن تتحسن خلال الفترة المقبلة.

على جانب أخر فإن حوالى %95 من الطرح الخاص بنا كان من جانب مؤسسات وعادة ما تكون مدة استثمارهم بالأسهم طويلة الأجل ما يمكن أن نعتبرهُ سبب أخر لضعف حركة السهم فى السوق.

● حازم شريف: هل هناك حديث لزيادة نسبة التداول الحر فى البورصة المصرية لدعم حركة السهم؟

محمد الرشيدى: قد يتم ذلك حال تقرر من جانب مستثمر استراتيجى بيع جزء من أسهمه فى السوق للأفراد.

● حازم شريف: هل نسبة التداول الحر والسيولة المتاحة هى التى تُصعب دخول مؤسسة مالية كبيرة للاستثمار فى السهم؟

محمد الرشيدى: بالفعل هذا عامل، وهناك عامل أخر متعلق بوضع البورصة المصرية الحالى المتذبذب.

● حازم شريف: لدى سؤال أخر، شهدنا خلال الفترة الماضية هجمة كبيرة للاستحواذ على الشركات العاملة بالمجال التكنولوجى بمختلف أنواعها، هل من الممكن أن يكون لدى «تعليم» مخطط للاستحواذ على أى من تلك الكيانات مثل التى تعمل بمجال التعليم عن بعد على سبيل المثال؟

محمد الرشيدى: بالفعل لدينا فرص متاحة بشركة ناشئة تعمل بذلك المجال، وهذه ضمن فرص الاستحواذ التى ندرسها، ولكن الأهم أن تكون فى نفس مجال شركة “تعليم” بغرض تحقيق أقصى استفادة، ولدينا هدف ندرسه بعناية شديدة، وخاصة أن هناك العديد من الكيانات المتخصصة بتلك الجزئية ولكنها جميعًا لديها توجه نحو التعليم الثانوى، لزيادة قاعدته التى تضم نحو 23 مليون طالب، ولكن التعليم العالى يضم 3 مليون فقط بالجامعات الخاصة والحكومية، ونحن بالفعل لدينا شراكات مع شركات عالمية، ولدينا «learning resource center» لتنمية مهارات الطلبة بجامعة النهضة وتقديم خدمة للطلاب بخارج الجامعة أيضًا.

ولدينا «Cisco academy» وهى عبارة عن برنامج تعليمى عالمى، ونقدم «active programs» يتم من خلالها منح برنامج باللغة الإنجليزية لكافة الطلاب بالجامعة لمدة 3 سنوات تتضمن سنة الأساس، وأخرى متقدمة ثم التخصصى سواء فى المجال الطبى أو الهندسة أو علوم الحاسب.

وأيضًا نستعين ببعض البرامج التى تُقدمها «Cisco academy» ليتم تدريسها للطلبة بسنوات الدراسة العادية، بما يؤهل الطالب بشكل كبير لسوق العمل.

● حازم شريف: فيما يتعلق بتصنيف الجامعات، ماهى الإجراءات التى قد تدفع جامعة النهضة للدخول ضمن قائمة التصنيفات العالمية، وهل لديها أى ترتيب؟

محمد الرشيدى: عادة ما يعتمد التصنيف للجامعة على عدة مقاييس، فنحن أقمنا بالفعل مشروع كبير مع هيئة ضمان الجودة فى مصر، لاعتماد ضمان الجودة بجامعة النهضة.

وتمكنا بالفعل خلال العام الجارى، من اعتماد كلية الصيدلة وكلية طب الأسنان، كما حصلنا على ترخيص إضافة الدراسات العليا بكلية طب الأسنان، وكافة تلك الخطوات تؤثر بشكل كبير على تصنيف الجامعة.

أما على صعيد التصنيف العالمى، فإن الجامعة بدأت خطواتها الأولى للانضمام ضمن قائمة التصنيف العالمى للجامعة الخاصة.

وقررنا بالفعل الاستعانة بوكالة محلية، وتم دراسة وضع الجامعة منذ 6 شهور ماضية، وعقب انتهاء تلك العملية نستهدف الحصول على تصنيف 4 نجوم ضمن المرحلة الأولى لنبدأ أولى خطوات حصول على ترتيب عالمى.

تمويل التوسعات من خلال السيولة الذاتية ولا نية للاقتراض حالياً

● حازم شريف: بالرجوع للحديث عن الاستحواذات، هل من الممكن أن تلجأ “تعليم” لزيادة رأسها مالها بغرض تمويل التوسعات المرتقبة؟

محمد الرشيدى: من المبكر الحكم على هذا الأمر، إذ أنهُ يتوقف على حجم الفرص وأيضًا وضع السيولة المالية المتاحة لدى الشركة حينها.

● حازم شريف: هل لدى الشركة أى مخطط لنسب نمو الإيرادات فى إطار خطتها الثلاثية على مدار الـ3 سنوات المقبلة؟

محمد الرشيدى: بشكل عام نحن لدينا استراتيجية بزيادة أعمالنا مما يصب فى النهاية بنمو إيرادات الشركة، وهو ما كشفتهُ القوائم المالية للشركة خلال الـ4 سنوات الماضية.

● حازم شريف: سؤال أخير، إلى أي مدي ساهمت الفكرة التى تبنتها الشركة بان جمعت كافة الخدمات التى تقدمها تحت مظلة كيان واحد قابض، فى زيادة هوامش الربحية؟

محمد الرشيدى: حتى لا اتخطى حدود الافصاح للبورصة المصرية، سأتحدث تاريخيًا على صعيد هوامش الربحية التى كانت تُمثل %47 سابقًا، ثم ارتفعت مؤخرًا بواقع %6 نصفها أي حوالى %3 راجع إلى تجميع الخدمات الإدارية والمالية والتكنولوجية تحت مظلة المنصة الأساسية «الأم».