الصاوي أحمد
أكد حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين، أن سبب الارتفاع الجنوني لأسعار الفول هو احتكار المستوردين له وقلة المساحة المزروعة داخل مصر، ولحل تلك الأزمة على الحكومة محاربة المحكترين والتدخل لإحداث توازن بالسوق عن طريق الاستيراد وتوفير الفول على بطاقات التموين بعد قلة المعروض الآن وارتفاع أسعار الفول بصورة جنونية.
ولفت نقيب الفلاحين إلى أن سعر طن الفول البلدي 30 ألف جنيه، أي أن الفدان ينتح فولًا بـ300 ألف جنيه في المتوسط، غير التبن الذي يباع بـ250 جنيهًا تقريبًا للحمل الواحد وزن (150 كيلو)، في سابقة لم تحدث من قبل.
وأوضح أن كل ذلك نتيجة طبيعية للاعتماد الكلي على الاستيراد الذي يرتبط بالتغيرات السياسية والمناخية وترك المجال لمافيا الاستيراد، أضف إلى ذلك قلة المعروض عالميًّا نتيجة جفاف أوروبا وقد حذرنا من ذلك قبل الدخول في الأزمة بفترة كافية.
ونوه بأن عودة مصر للاكتفاء الذاتي من الفول سهلة وممكنة بوضع خطة زمنية محددة وتوفير البذور الكافية ذات المواصفات المقاوِمة للأمراض والحشرات والحشائش الضارة، وخاصة الهالوك وتكون عالية الإنتاجية مبكرة النضج وإرشاد وتوعية المزارعين بالأصناف المناسبة لأراضيهم، سواء من حيث نوع التربه أو المناخ والميعاد المناسب للزراعة.
وأكد أنه يجب الاتجاه لزراعة الفول محملا على المحاصيل البستانية والطماطم والقصب حتى نوفر الأرض الكافية، علاوة على تخصيص مساحة لزراعتها بالفول بجانب القمح والبرسيم، ولا سيما أن البرسيم يستهلك مياهًا كثيرة، وأن الفول علاوة على ثماره المفيدة والأساسية لغذاء المصريين فإنه يحسن التربة وينتج لنا التبن الأسمر الذي يستخدم كأحد أفضل الأعلاف لتربية الماشية ولا يلزم لذلك إلا توفير مساحة 400 ألف فدان، مع التعاقد مع المزارعين بنظام الزراعة التعاقدية قبل الزراعة بسعر محفز وعقود ملزمة للتاجر والفلاح مع إنشاء صندوق تكافل زراعي يضمن تعويض المزارعين في حالة هلاك المحصول لأي سبب طبيعي ليس الفلاح يد فيه.
وطبقًا لنقيب الفلاحين كانت مصر تزرع 400 ألف فدان من الفول البلدي عام 1991 وكانت مصر تكتفي ذاتيًّا من الفول البلدي وتعرضت زراعة الفول للانهيار بالتدريج نتيجة إصابة محصول الفول بالأمرا ض والحشرات التي قضت على إنتاجيته مما أدى لعزوف الفلاحين عن زراعته.
وذكر أنه من التسعينيات تراوحت زراعة الفول بين إلارتفاع والانخفاض حتى وصلت لأدنى مستوياتها هذه الأيام حيث لا تزيد المساحة المزروعة على 80 ألف فدان تقريبًا، مما أدى لاعتماد مصر على الاستيراد فمصر تستهلك 500 ألف طن فول سنويا وينتج الفدان في المتوسط 10 أرادب (الإردب 150 كيلوجرامًا) أي ما يعادل طنا ونصف الطن من الفول الناضج، أي أننا نحتاج من 350 إلى 400 ألف فدان زراعة لكي نكتفي ذاتيًّا.
يوضح ذلك أن المحكترين يسيطرون على سوق الفول في مصر لأننا نستورد 80% تقريبًا من احتياجتنا من الفول في ظل غياب كامل للجهات المعنية، سواء وزارة التموين أو الزراعة لإحداث توازن، إما بالاستيراد أو بالزراعة، لذا نطالب الجهات المعنية بالتدخل السريع لإنقاذ وجبة الغلابة من أنياب المستوردين المحكترين.
وأضاف أن الفول يستخدم كمدمس أو كبديل البطاطس والفاصوليا في الطبيخ وتصنع منه الفلافل المحببة للمصريين وتستخدم قرونه الخضراء قبل اكتمال النضج في الطبخ وتؤكل طازجة ويستخدم اوارقه وسيقانه كعلف للمواشي (التبن الأسمر) ومحصول الفول محصول شتوي يزرع في شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام بمعظم محافظات مصر ويمكث بالأرض لمدة خمسة أشهر ويزهر بعد شهرين من زراعته، وهو يزرع مع المحاصيل الشتوية كالقمح والبرسيم ويمكن تحميله على القصب الخريفي والطماطم والمحاصيل البستانية ويزرع الفدان بتقاو من 30 إلى 50 كيلو فول حسب طريقة الزراعة سواء بالجورة أو البدير ومن الأصناف المعروفة حاليًّا ذات جودة عالية ونضج مبكر سخا 1 و2 و 3 وجيزة 30 محسن وجيزة 716 و843 و405 و429 ومصر1 ووادي 1 ونوبارية 1.