ألقى تقرير لوكالة بلومبرج الضوء على بعض التغيرات الجذرية التي سيشهدها العالم خلال السنوات المقبلة في عالم ما بعد كورونا، عندما يتم تخفيف تدابير العزل للوقاية من الفيروس.
ومن المتوقع أن تترسخ عادات لم تكن تخطر على بال الكثيرين، قبل أن يضرب وباء كورونا العالم.
وحسب التقرير، اجتاحت العالم، خلال أسابيع قليلة، حمى تطبيق تدابير صحية طارئة ألقت بظلال وخيمة على الاقتصاد العالمي.
واعتاد الناس، مثلًا، في المناطق الموبوءة ارتداء الكمامات وتخزين الاحتياجات الأساسية وإلغاء التجمعات الاجتماعية وإلغاء خطط السفر والعمل من المنزل.
العمل من المنزل
وتتوقع كارين هارين، العضو المنتدب لدى شركة ماكرو تريندز جروب بنيويورك، أن تترسخ سياسات العمل من المنزل وستصبح نهجًا يوميًّا معتادًا.
ومن المرجح أن تُقبل الجامعات على تعظيم اعتمادها على خيار التعليم عن بُعد.
أما المدارس فسوف تعمل على تجهيز نفسها بشكل أفضل؛ حتى تكون مستعدّة للتدريس عن بُعد، وذلك عندما تجبرها الأوبئة المتفشية على إغلاق أبوابها أمام الطلاب.
لكن أكبر الأضرار ستلحق بقطاع السياحة جراء إلغاء رحلات الطيران والرحلات البحرية وإغلاق الفنادق؛ فالسياح لن يصبحوا راغبين في استكشاف العالم والاسترخاء على الشواطئ. والسياحة التي توظف فردًا واحدًا من كل 10 أشخاص في العالم، لن تعود لسابق عهدها إلا بعد مضيّ بعض الوقت.
وقال كاتزو موما، المسئول السابق في البنك المركزي الياباني، إن مستوى انعدام اليقين والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية الناشئة عن عدوى فيروس كورونا الحالية، غير مسبوق.
وتابع: “تغيرات اقتصادية مثل إغلاق حدود الدول، والتوسع في التغطية الائتمانية، والعمل عن بُعد ستستمر طويلًا بعد التغلب على تهديد الفيروس”.
عالم ما بعد كورونا بلا حيوانات برية
وفي الصين تمّ فرض حظر على التجارة واستهلاك الحيوانات البرية وسط تحذيرات بانتقال فيروس كورونا من الحيوانات للبشر.
ومن المتوقع فرض قواعد إضافية صارمة للحفاظ على الصحة العامة مما يحفز المستهلكين على الشراء عبر الإنترنت.
وكان فيروس سارس الذي ضرب العالم عام 2003 قد تسبّب في تغيير عادات الناس الشرائية ودفَعهم إلى تجنب الذهاب للمولات التجارية وتكثيف الشراء عن بُعد.
وحسب دراسة جديدة لمؤسسة بروكلينز، ستلجأ الحكومات إلى زيادة إنفاقها على الرعاية الصحية؛ لتجنب التكاليف الباهظة الناجمة عن الأوبئة.
ضخ استثمارات في البلدان الفقيرة
وقال وورويك ميكبين، الأستاذ بجامعة استراليا الوطنية، المشارك في الدراسة، إن المجتمع العالمي ينبغي أن يضخ المزيد في مجال الوقاية من الأمراض بالبلدان الفقيرة.
ويوضح الجراف التالي ترتيب دول العالم من حيث حصة الإنفاق على الرعاية الصحية لعام 2016:
وكانت دراسة سابقة قد كشفت تكبد الاقتصاد العالمي خسائر بقيمة 40 مليار دولار جراء عدوى فيروس سارس عام 2003.
وحرص فابريتسو باجاني، المستشار السابق لرئيس وزراء إيطاليا، على رسم صورة للأوضاع العالمية استنادًا إلى الصدمات العالمية السابقة.
وقال باجاني: “أدت صدمة نقص المعروض النفطي في سبعينات القرن الماضي إلى تزايد الاتجاه صوب تقليص ترشيد وتعظيم كفاءة استهلاك الطاقة”.
وأدّت صدمة تراجع الطلب، خلال الأزمة المالية العالمية أواخر العقد الماضي، إلى وضع ضوابط جديدة جذرية في القطاعات المالية والبنوك”.