فى يوليو الماضى عدلت الحكومة المصرية ، شملت رفع قيمة كل المنتجات البترولية ضمن برنامجها لترشيد دعم الوقود والاصلاح الاقتصادى الذى بدأ تنفيذه قبل 3 سنوات ، وأكدت الحكومة اتباع آلية جديدة لتسعير المنتجات البترولية تشمل مراجعة تسعير البنزين فى مصر مرة كل 3 أشهر ، ضمن الية للتسعير التلقائى المرتبط بالسعر العالمى للنفط ، وهو ما يعنى ان سعر الوقود المحلى قد يتأثر بتقلبات أسعار النفط ان وجدت .
فى نفس الوقت وضعت الحكومة الية للتحوط ضد تقلبات أسعار النفط عالميا ومضت قدما فى تطبيقها تزامنا مع تطبيق الية التسعير الجديدة ، لاسيما وان المتغيرات الدولية أضافت بعدا دراماتيكيا للتسعير العالمى دفع الاسعار اليوم الى اعلى مستوى يومى فى التاريخ ، عقب هجمات الحوثيين على عدد من معامل شركة ارامكو السعودية .
أسعار النفط عالميا
حققت أسعار النفط العالمية قفزة كبيرة، في أول رد فعل للأسواق في أعقاب هجمات «أرامكو» وذلك خلال تعاملات، الإثنين، مستهل تداولات الأسبوع، لتصل فوق مستوى 72 دولارا للبرميل، ليتجه سعر برميل النفط إلى تحقيق أكبر مكاسبه السنوية في 3 أعوام.
ونقلت وكالة «بلومبرج» عن سول كافونيك، محلل مختص في شؤون النفط بمجموعة «كريدي سويس» قوله:«لم نعهد مثل هذا رد الفعل من قبل أسواق النفط على أي تعطل مفاجىء في إمدادات النفط حدث في السابق»
وارتفع سعر العقود «الآجلة» لمزيج برنت القياسي، تسليم شهر نوفمبر بنسبة 8% ليصل إلى 65.43 دولار، بعد أن سجل ارتفاعا بنسبة 19% في مستهل التداولات ليصل إلى سعر 72 دولارا للبرميل، وهو أعلى مكسب له منذ طرح عقود برنت للتداول عام 1988، فيما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 89ر7 % ليصل إلى سعر 18ر59 دولار للبرميل.
تسعير البترول فى موازنة العام
حددت الحكومة أسعار خام برنت فى الموازنة الحالية 2019/2020 بقيمة 68 دولار للبرميل ، وهو زيادة عن المستهدف فى موازنة العام الماضى بنحو دولار واحد كما توقعت الحكومة استقرار اسعاره خلال العام المالى المقبل عند نفس المستوى 68 دولارا للبرميل وزيادته الى 70 دولارا فى العام المالى 2021/2022 .
وأشار البيان المالى لموازنة العام المالى الجارى ايضا الى ان أحدث التقديرات العالمية تشير الى استقرار اسعار النفط العالمية فى 2019 عند مستويات تتراوح بين 65 ،70 دولارا للبرميل طبقا للاسعار المستقبلية لعقود شراء النفط وتوقعات صندوق النقد الدولى والعديد من المؤسسات المالية الدولية .
وقد ارتفع سعر خام برنت خلال الربع الاول من عام 2019 بحوالى 30% ليصل الى حوالى 68 دولارا للبرميل وذلك بسبب قيام دول منظمة الاوبك و روسيا بالالتزام بخفض الانتاج بالاضافة الى العقوبات المفورضة على ايران وانخفاض مستوى الانتاج فى فنزويلا نظرا لعدم الاستقرار السيساى والاقتصادى بها .
وكانت وزارة المالية أشارت في البيان التمهيدي لموازنة الدولة للعام المالي الحالي، إلى ان كل دولار زيادة في سعر برميل النفط عن ما هو متوقع بالموازنة، يكلف الموازنة العامة للدولة نحو2.3 مليارات جنيه.
أسعار البنزين في مصر
مع اخر تحريك لاسعار البنزين فى مصر فى يوليو الماضى حددت الحكومة قيمة البوتجاز المنزلى بنحو 65 جنيها للاسطوانة ، و130 للتجارى ، و9 جنيهات للتر بنزين 95 ، و8 جنيهات للتر بنزين 92 ، و6.75 جنيها للتر بنزين 80 ، ووالكيروسن والسولار .
الية التسعير الجديدة
بعد ساعات من قرار الحكومة المصرية زيادة أسعار الوقود، نشرت الجريدة الرسمية قرارا لرئيس الوزراء المصري بشأن لجنة متابعة آلية التسعير التلقائي لـ أسعار البنزين فى مصر.
ونص القرار على “متابعة المعادلة السعرية بصورة ربع سنوية بحيث يتم ربط سعر بيع المنتجات البترولية بالسوق المحلي (باستثناء البوتجاز والمنتجات البترولية المستخدمة من قبل قطاعي الكهرباء والمخابز)، بنسبة زيادة ونقص متوسط السعر العالمي لخام برنت وسعر الصرف..
ونص القرار كذلك على متابعة تنفيذ الآلية وتقديم التوصيات والمقترحات اللازمة لضمان التنفيذ الجيد لها، ومعالجة أي مشكلات أو قصور أو ثغرات تظهر عند التطبيق الفعلى.
مصر تتحوط ضد ارتفاع أسعار النفط
بعد موجة من التصريحات الخاصة بتأجيل تطبيق الية التحوط ضد تقلبات أسعار النفط عالميا ، وعدم تطبيقها الا خلال العام المالى المقبل 2020/2021 ، وليس العام المالى الحالى 2019/2020 ،حسم وزير المالية الدكتور محمد معيط الأمر في تصريحات لوكالة بلومبرج قبل بداية العام المالى الجارى ان الحكومة تعتزم التحوط ضد ارتفاع أسعار النفط في السنة المالية 2019-2020 .
وأوضح معيط “لقد تحوطنا ضد زيادة أسعار النفط خلال السنة المالية الحالية” ، مؤكداً أن مصر أنهت برنامجاً على نطاق واسع في سوق النفط في وقت سابق من هذا الشهر.
وأضاف “سنتحوط في السنة المالية الجديدة”.
توابع الهجمات الارهابية على معامل ارامكو
ذكر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن تعطل عمليات الإنتاج بسبب هجمات إرهابية على معامل شركة «أرامكو» السعودية في «خريص وبقيق» مؤقت، مشيرا- في الوقت ذاته- إلى أنه لم ينتج عن هذا الهجوم أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين في هذه المواقع .
وأضاف أن الشركة لاتزال في طور تقييم الآثار المترتبة على الهجمات، لافتا إلى أن هذه الهجمات لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب، وإنما تستهدف إمدادات البترول العالمية وتهديد أمنها، ويمثل تهديداً للاقتصاد العالمي، ويؤكد مجددا أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره في الحفاظ على إمدادات الطاقة وحمايتها من كافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية الجبانة وتدعمها وتمولها.
ومن جانبها نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مسؤول سعودي «رفيع المستوى» لم تسمه، قوله، إن صادرات السعودية من الخام ستستمر كالمعتاد هذا الأسبوع، مع استعانة ( الرياض) بالمخزونات المودعة في منشآت التخزين الكبيرة لديها.
وأشار إلى أن السعودية تهدف لاستعادة ثلث إنتاج النفط المفقود، الإثنين، مؤكدا الحرص على ألا تشهد السوق أي نقص حتى يمكن استعادة الإنتاج بالكامل.
ترامب يعد بالرد
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأحد أنّ الولايات المتحدة “على أهبة الاستعداد” للردّ على الهجوم الذي استهدف البنية التحتيّة النفطيّة السعوديّة وكانت واشنطن قد حمّلت إيران مسؤوليّته.
وغرد ترامب عبر صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي “تعرّضت امدادات النفط في المملكة العربية السعودية للاعتداء. هناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف الجاني”.
وتابع ترامب في تغريدته أن الولايات المتحدة مستعدة للرد: “نحن على أهبة الاستعداد اعتمادا على التحقق، لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة العربية السعودية بشأن من يعتقدون أنه سبب هذا الهجوم، وبأي شروط سوف نتحرك!”
وذكر ترامب عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أنّه أجاز استخدام نفط الاحتياطي الأميركي الاستراتيجي بعد أن تسبّبت الهجمات على منشآت أرامكو بخفض إنتاج النفط الخام في السعودية إلى النصف.
وغرد ترامب “نظراً إلى الهجوم على السعوديّة والذي قد يكون له انعكاس على أسعار النفط، أجزتُ استخدام النفط من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، إذا دعت الحاجة، بكمّية يتمّ تحديدها لاحقاً”.