Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

تعاون واشنطن وموسكو.. ضرورة سياسية

يترقب العالم ما سوف تكون عليه أحواله بعد ساعات من تقلد الرئيس الأميركى الجديد مهام منصبه فى 1/20، من بعد عاصفة من التكهنات السياسية غير التقليدية خلال العام المنصرم.. تواكبت مع مزاجية القادم الجديد للبيت الأبيض من خارج كل من الماكينة الحزبية والمؤسسية.. قد توحى بمتغيرات على جانب كبير من الأهمية بالن

تعاون واشنطن وموسكو.. ضرورة سياسية
جريدة المال

المال - خاص

1:04 م, الخميس, 19 يناير 17

يترقب العالم ما سوف تكون عليه أحواله بعد ساعات من تقلد الرئيس الأميركى الجديد مهام منصبه فى 1/20، من بعد عاصفة من التكهنات السياسية غير التقليدية خلال العام المنصرم.. تواكبت مع مزاجية القادم الجديد للبيت الأبيض من خارج كل من الماكينة الحزبية والمؤسسية.. قد توحى بمتغيرات على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لمجمل الأوضاع الداخلية الأميركية.. وتحركاتها الخارجية بوجه عام، فى صدارتها العلاقة المستقبلية بين كل من الولايات المتحدة وروسيا بوصفهما قطبى النظام الدولى منذ تحالفهما العظيم الذى غير وجه العالم فى غضون الحرب العالمية الثانية، ولأسبابها، إلى تنافسهما بعدها على كافة الصعد الأيديولوجية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، ابتداء من «مرحلة التصادم» فى الخمسينيات بين «القناعات الستالينية».. و«دبلوماسية حافة الحرب» الأميركية، إلى أن اتسمت حقبة الستينيات بما سميت «مرحلة الانتقال إلى التعايش السلمي»، وفى السبعينيات كان «الانفراج المحدود» بينهما بهدف السيطرة النسبية على النزعات العدوانية فى إطار جديد من السياسات الدولية، ذلك قبل مقاربتهما لمرحلة «الوفاق» مطلع الثمانينيات.. قبل الارتداد عنها.. حين حشدت الولايات المتحدة وحلفاؤها كلاً من «حرب النجوم» و«قلق الأيديولوجيا».. إلخ، لمحاولة إنجاز التوصية الخاصة بـ«اللجنة الثلاثية» (أميركا الشمالية- غرب أوروبا- اليابان).. «لمحاصرة الاتحاد السوفيتى خلال الثمانينيات كحد أدنى أو القضاء عليه كحد أقصى»، وهكذا بدأت مباريات الحسم النهائى بينهما.. لتكون «استطلاعية» بادئ الأمر (81 – 1984) يعجم فيها كل طرف عود الآخر.. قبل أن يتلوها مرحلة المبادرات الحسنة» (-85 1987) معظمها من جانب السوفيت.. استجابة لدفع اتهامهم من الغرب بعكس ذلك، ثم تأتى الجولة النهائية من المباراة الأيديولوجية الطابع (-88 1990) بين «البيروسترويكا» من ناحية وما يسمى من ناحية أخرى بالثورة الأميركية الثالثة «التكنوترونية».. انكشف خلالها الاتحاد السوفتيى إلى أن لقى «ميتته الوقورة» وفق تعبير المستشار د. بريجنسكى أحد أهم منظرى «اللجنة الثلاثية»، ولتنفتح منذ ذلك التاريخ آفاق «عالم جديد» لم يكن من المتيقن وقتها مدى استطاعة الولايات المتحدة تدبير احتياجاته، سواء بمفردها أو عبر عالم متعدد الأقطاب.. حيث عادت روسيا «المنفتحة» فى أقل من عقدين للمشاركة فى تصدره، وكأنها كانت فى «لعبة سياسية» منذ تفكك منظومتها السوفيتية، ذلك فيما أصبح العالم الثالث فى ظل «عولمة احتكارية»، وبسببها، ضحيتها، حيث طيف طموحات شعوبه من الصعب إشباعها، ما أدى إلى انكفاء سلبى عبّر عن نفسه من خلال انفجارات نشطة.. وغضب غير موجه.. تلوح مظاهره على النحو المشهود هذه الأيام.

فى سياق متصل، ومع بدء الاستعداد لتنصيب الرئيس الأميركى بعد ساعات، تناولت تصريحاته الصحفية كل من حلف «الناتو» باعتباره من وجهة نظره «بائداً.. عفا عليه الزمن»، الأمر الذى يتقابل مع قناعة الرئيس الروسى- منذ سنوات- باستئناف التعاون مع الحلف (الذى انقطع خلال أزمة كوسوفو) إذا كان سيتوسع «كحلف سياسي» بدلاً من «اتحاد عسكري»، فإن روسيا عندئذ لن تعارض توسعه الجديد»، كما توقع الرئيس الأميركى من ناحية أخرى «تفكك الاتحاد الأوروبي»، ذلك فيما عرض «غصن زيتون» على روسيا حين اقترح صيغة جديدة للتعاون بينهما- رفع العقوبات عن روسيا مقابل التفاوض على معاهدة جديدة لخفض التسلح النووى – من المرجح عدم ممانعة موسكو لتلك المعادلة، مما يدخل بالبلدين إلى مرحلة جديدة من «الانفراج غير المحدود».. ما يتطلب عندئذ إحياء أعمال «اللجنة الرئاسية» المجمدة أعمالها منذ العام 2013، باستثناء القناة المفتوحة بشأن الأزمة السورية، ذلك فيما يعمل «الكرملين» من جانبه على وضع «خريطة طريق» لتطبيع العلاقات مجدداً مع واشنطن، إلخ، وهى أمور تبدو مريحة للطرفين بحسب التصريحات المتبادلة بين رئيسيهما، ذلك فيما يحبس العالم أنفاسه مترقباً اللحظة التى سوف تبدأ فيها مرحلة جديدة، سوف تختلف عن سابقاتها من «التصادم» إلى «التعايش السلمي» إلى «الانفراج المحدود» إلى «الوفاق» المراوغ.. وصولاً على ما يبدو من قراءة الأحداث إلى أقرب ما يكون إلى تحالفهما العظيم إبان الحرب العالمية الثانية.. إذ لولاهما آنئذ لكانت النازية ومشتقاتها قد غزت العالم، وبحيث قد يكون من المأمول اليوم من خلال تقابلهما المحتمل فى منتصف الطريق- بلورة جادة لنظام دولى يعمل وفق مفهوم عالمى عام متفق عليه من أقطابه.. لمواجهة الأزمة العالمية التى تهدد بطرق مختلفة (..) كلاً من العالم الثالث والعالم المتقدم على السواء، إذ إن الظن بعكس ذلك.. يمثل عدواناً جديداً.. ينافى الفهم، لما حصل فى العالم خلال ربع القرن الأخير من تطورات مأساوية (..) تجعل التعاون بين كل من واشنطن وموسكو… «يقظة عالمية» باتت ضرورة إنسانية وسياسية فى آن واحد.

جريدة المال

المال - خاص

1:04 م, الخميس, 19 يناير 17