يتوقع خبراء ووكلاء شحن الحاويات حدوث تغيير مرتقب فى خريطة الصادر والوارد المحلى خلال الموجه الثانية من جائحة كورونا والتى تسببت فى حدوث نقص حاد فى حاويات 20 قدما المخصصة لشحن البضائع الثقيله والمواد الخام، فضلا عن ارتفاع نولون الشحن البحرى للصين بسبب تزايد طلبات الاستيراد.
وأشار خبراء ملاحه إلى أن الأزمة ستتسبب فى تراجع حجم المنقول من الصادرات المصرية بالحاويات 20 قدما من المواد الخام والرخام والسيراميك لصالح موانى مجاورة فى حوض المتوسط.
قال أشرف عطا رئيس شعبة مستخلصى جمارك بورسعيد بالغرفة التجارية، إن إرتفاع معدلات الإستيراد من الصين جاء نتيجة تأثر الموانى الأوروبية بالموجه الثانيه من جائحة كورونا، وإتجاه ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وبلجيكا للإغلاق مما أثر على حجم صادرات تلك الدول وكذلك حجم الواردات القادمه إليها لصالح شرق أسيا.
ولفت عطا الى أن تلك الزيادة أثرت على معدل دوران الحاوية 20 قدما وعدم توافرها فضلا عن توقعات بعودة التكدس بالموانى الصينية بالتزامن مع نقص أعداد السفن التى تتجه حاليا لتغيير نوع وقودها تنفيذا لتعليمات المنظمة البحرية الدولية باستخدام الوقود النظيف بداية العام الجارى.
وقال إبراهيم شلبى رئيس مجلس إدارة شركة كارجو لوجستيك إن أسعار نوالين الشحن إرتفعت بصوره مخيفة ووصلت سعر شحن الحاوية 40 قدما الوارده من الصين إلى 7000دولار، كما تسبب انخفاض الواردات لمصر فى نقص أعداد الحاويات 20 قدما والتى كان يعاد شحنها بالصادرات المصرية مما يهدد بأزمه للصادرات المصرية وينذر بإستمرار إرتفاع نولون الشحن.
ولفت شلبى إلى أن الجائحه أحدثت عدة تغييرات فى خارطة الملاحه البحرية وسجل الشحن لموانئ اليمن على البحر الأحمر أعلى نولون شحن وخاصه ميناء الحديده، وقامت الخطوط الملاحية بإضافة مصروفات تكدس على الشحن لميناء عدن وهو مارفع سعر نولون الشحن لتلك المنطقه ليقفز من 400 دولار الى 1800 دولار للحاوية .لافتا أن اليمن سوق جيد للصادرات المصرية من السيراميك.مما يهدد بتراجعه.
وأكد شلبى أن عودة شركة الجسر العربى لتسيير خدماتها بعد فترة توقف ساهم فى خفض نوالين شحن صادرات مصر من الخضروات والفاكهه «بضائع الريفير» بالمنطقة بنسبة %50، حيث تقدم الشركة بنقل تلك البضائع للأردن ومنها للعراق وسورية ولبنان فيما يتم نقل «الريفير» للسعودية عبر خط سفاجا ضبا عن طريق شاحنات البرادات.
ولفت شلبى إلى أن زيادة النوالين البحريه وقفت عائقا أمام وكلاء الشحن لتصدير طلبيات من البصل المصرى لبنجلاديش، حيث وصل سعر نولون شحن الحاويه 40 قدما لبنجلاديش إلى3000 دولار مما يؤدى إلى زيادة تكلفة البضاعه الى شبه القاره الهندية بعد توقف الهند عن تصدير البصل اليها بسبب كورونا.
وأضاف إلى أن التوقعات تشير الى استمرار ارتفاع نوالين الشحن خاصه من الصين لمصر بسبب حجم البضاعه المطلوبه من الاسواق الصينية بعد اغلاق العديد من البلدان الأوروبية.
وأشار إلى أن بعض الخطوط الملاحية فرضت 75 دولاراً إضافية على مصاريف شحن الحاوية العشرين قدماً مقابل توفيرها للمصدرين حيث يلجأ الخط الملاحى لجلبها فارغه من دول مجاوره ليتم ملؤها بالصادرات بعد تراجع أعداد الحاويات 20 قدماً الوارده من الصين.
الصادرات المصرية من المواد الخام لأوروبا وشرق أسيا مهددة
ويتوقع خالد سلامه مدير شركة نقله ببورسعيد عدم تأثر حجم الصادرات المصرية من الخضروات والفاكهه لأوروبا بسبب وجود خطوط ملاحية كثيرة تمتلك خدمات منتظمه لغرب وشمال أوروبا.
وأكد مصدر مطلع بالخط الملاحى الصينى كوسكو شيبينج إرتفاع سعر نولون الشحن عبر سفن الخط بسبب تضاعف الطلب على الواردات الصينية بعد تسبب الموجه الثانية من جائحة كورونا فى غلق المصانع بأوروبا لصالح مصانع شرق أسيا، وبالتزامن مع أجازات رأس السنه الصينيه التى تمتد حتى منتصف فبراير القادم وهى فرصه للخطوط الصينية لرفع نولون الشحن البحرى.
ولفت المصدر إلى تلقى تعليمات من المكاتب الرئيسية للخطوط الصينية للمكاتب الاقليمية برد الحاويات فارغه بعد تفريغها من الواردات فى موانى الوصول النهائى دون إعادة تدويرها لإستخدامها فى التصدير وهو ماسيؤدى إلى تراجع حجم أعمال الوكيل الملاحى للخطوط الصينية بالنسبة لأرقام الصادر المصرى من البضائع والمواد الخام، فيما تتجه اغلب الموانى الاوروبيه لإرسال الحاويات الفارغه للصين لتلبية الطلب على طلبات الإستيراد منها.
وقال المصدر إن الخطوط الملاحية بدأت فى إعادة حساب الجدوى الإقتصادية للصادر والوارد فى بلدان العالم فى ضوء مستجدات أزمة كورونا واتجهت بعض الخطوط إلى تفضيل تحميل الصادرات التركية بديلا عن الصادرات المصرية حيث إن نولون شحن الصادر من مصر لا يتجاوز 150 دولاراً للحاوية 20 قدماً مقارنة بنولون شحن الحاويه من تركيا الذى يصل إلى 1000 دولار.
ولفت إلى ان الصادرات المصرية معظمها مواد خام ثقيله كالاسمنت والرخام والسيراميك الذى يهلك الحاوية 20 ويزيد من تكاليف تشغيل السفينة وسعر الوقود.
وكشف عن معاناة وكلاء الخطوط الملاحية فى مصر فى ظل تلك الظروف والمتغيرات التى فرضتها جائحة كورونا وتفضيل الخطوط الملاحية للدول التى يتزايد فيها سعر نولون الشحن وهو فى غيرصالح الصادرات المصرية.
لكن المصدر نفى أن يمتد هذا التأثير إلى سوق الصادرات المصرية من بضائع الثلاجات (الخضروات والفاكهة) رغم أن نولون الشحن من أمريكا الشمالية وصل إلى 5000 دولار فيما يصل سعر شحن نفس الحاوية من مصر 1500 دولار وهو مايجعل الميزان لصالح الصادرات المصرية من بضائع الريفير.
وتوقع سيد حلمى رئيس مجلس إدارة شركة نيكست شوت للملاحه إرتفاعاً جديداً فى نولون شحن الحاويات من منتصف يناير وحتى موعد الأجازة الصينية 12 فبراير المقبل بسبب ارتفاع أسعار النقل بالشاحنات من المقاطعات الصينية إلى الموانى وتوقع إستمرار الإرتفاع حتى مايو 2021.
وقال إن سعر نولون شحن الحاوية من الصين لمصر قفز إلى 3 ألاف دولار وتصل مدة الرحلة إلى حوالى 30 يوما.