تخطط وزارة السياحة إلى تعافى حركة السياحة مع التركيز على المناطق الثقافية خلال الموسم الشتوى، الذى يبدأ اعتباراً من نوفمبر 2014.
وتعتزم الوزارة طرح مجموعة من البرامج الترويجية منها برنامج «مصر قريبة» الذى يستهدف السياحة العربية إعتباراً من نهاية أكتوبر، إلى جانب إبرام تعاقدات عملاقة مع منظمى الرحلات من المانيا وايطاليا وفرنسا مع بداية الموسم الشتوى بعد الجولة التى قام بها الوزير نهاية الأسبوع الماضى.
تعاقدات أوروبية جديدة
فى البداية قال وزير السياحة هشام زعزوع فى حوار مع «المال»، فور عودته من جولته الأوروبية التى قام بها الأسبوع الماضى، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى كلف الحكومة بشكل عام والوزارة على وجه التحديد باستعادة الحركة السياحية مرة أخرى، وبالفعل تمكنت الوزارة من استعادة الطلب للمناطق الشاطئية فى البحر الأحمر وجنوب سيناء الصيف الماضى.
وأضاف أن الوزارة تعمل حالياً على استعادة الشق الثانى للقطاع السياحى والمتمثل فى السياحة الثقافية، وكان أبرز الإجراءات التى تمت هى القيام بجولة موسعة لدول ألمانيا وفرنسا وإيطاليا خلال الأسبوع الماضى حتى مطلع الأسبوع الحالى.
وأضاف هشام زعزوع أن الوزارة نجحت بالفعل فى إبرام تعاقدات واسعة مع كبار منظمى رحلات العاملين بالدول الثلاث، تبدأ بتسيير رحلات لمنطقة الأقصر اعتباراً من مطلع نوفمبر المقبل، مؤكداً أن تلك التعاقدات ستستفيد منها مناطق كوم أمبو وإسنا وأسوان.
وتهتم الوفود السياحية الوافدة للأقصر بالقيام برحلات نيلية من الأقصر لأسوان باعتبارها أفضل البرامج السياحية فى مصر.
ولفت هشام زعزوع إلى أنه روج لبرنامج تحفيز الطيران بمخلتف أنواعه عارض، ومنتظم، ومنخفض التكاليف، وترتكز فلسفته الرئيسية حول دعم المقعد الممتلئ وليس الفارغ للطائرة بما يساهم فى تشجيع منظمى الرحلات على تكثيف جهودهم.
وأشار وزير السياحة إلى أن بعض منظمى الرحلات أكدوا أنهم سيبدأون تسيير رحلات للمقاصد المصرية، بالتزامن مع أعياد رأس السنة كمرحلة أولى ثم فبراير 2015 كمرحلة ثانية، والتى من شأنها إحداث طفرة فى الموسم الشتوى المقبل.
ورفض زعزوع الإعلان عن تفاصيل التعاقدات التى تمت خلال زيارته الدول الثلاث قائلاً: لا يمكننى التحدث بشكل تفصيلى عن التعاقدات لاعتبارات سياسية وأمنية ولكن حققنا نجاحاً، رغم قصر الجولة التى قامت بها الوزارة.
برامج تحفيز غير تقليدية
وأعلن الوزير عن قيام الوزارة بزيادة الدعم المقدم لمنظمى الرحلات عند إجراء أى حملات تسويقية لمنطقة الأقصر بنسبة 25%، بحيث يصبح إجمالى ما تتحمله الوزارة 75% من تكاليف الحملة مقارنة بـ 50% فى السابق.
ولفت هشام زعزوع إلى أن هذا البرنامج من المقرر أن يستمر حتى نهاية الموسم الشتوى المقبل، وسيتم قصره على منطقة الأقصر فقط، التى عانت فقدانًا كاملاً للحركة السياحية طوال السنوات الثلاث الماضية.
وأوضح أن الوزارة بدأت خلال الفترة الماضية الاعتماد على سياسات غير تقليدية للتنشيط ومن بينها تغيير مفهوم الحملات الترويجية، حيث قررت الوزارة أن يتم عمل مجموعة متنوعة من الأفلام التسويقية تختلف من منطقة سياحية لأخرى.
وقال إن الوزارة كانت تعتمد فى وقت سابق على حملة دعائية واحدة تستمر لمدة 3 سنوات، ونعتمد حالياً على حملات متغيرة لجذب انتباه الجميع، فعلى سبيل المثال لدينا «شعار» أو حملة للسياحة العربية، ومن المقرر الاعلان عن فيلم دعائى لهذه السوق خلال الفترة المقبلة بخلاف «شعار» جديد للسياحة الثقافية وآخر عن السياحة الشاطئية.
وتابع: الوزارة تعتمد أيضا على حلقات التواصل الاجتماعى للترويج لمصر، بالاضافة إلى زيادة الفاعليات والأجندات السياحية وجذب مؤتمرات للمناطق المتعثرة مثل الأقصر وأسوان.
برامج جديدة للدول العربية والهند
وكشف هشام زعزوع عن سعى الوزارة لإطلاق برنامج جديد لتنشيط السياحة العربية بعنوان «مصر قريبة» اعتباراً من نهاية أكتوبر أو مطلع نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن البرنامج سيتضمن حوافز غير مسبوقة.
وذكر وزير السياحة أن مطلع نوفمبر المقبل سيشهد إبرام اتفاق جديد مع كبرى الشركات العالمية لتسيير رحلات للمقاصد الثقافية (القاهرة – الأقصر – أسوان)، باعتبارها سوقًا سياحية واعدة، رافضاً تحديدها لحين التوصل لاتفاق رسمى.
وذكر هشام زعزوع أنه من المقرر أن يعقد لقاء خلال الأيام القليلة المقبلة مع سفير الهند بالقاهرة، لبحث الترتيب لإطلاق حملة الترويج للسياحة الهندية بالقاهرة، لافتاً إلى أن الجانب الهندى طلب تأجيل تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة ونيودلهى لفبراير المقبل بدلاً من نوفمبر حرصاً على التسويق الجديد للسوق المصرية، لتحقيق الأهداف المطلوبة.
وقال أن مجلس الوزراء اتفق الأسبوع الماضى مع شركة العلاقات العامة الدولية «هيل آند نولتون» على إجراءات تنظيمية لحملة تحسين الصورة الذهنية لمصر دولياً، التى تبدأ اعتباراً من الشهر الحالى ولمدة 4 أشهر كمرحلة تجريبية.
ورغم جهود الوزارة فى تنشيط حركة السياحة لكن زعزوع لا يتوقع أن يحقق القطاع السياحى طفرة كبيرة فى أعداد الوفود السياحية خلال العام الحالى بعد أن تراجعت بنسبة بلغت 13% فى جميع الأسواق خلال النصف الأول من العام الحالى، بينما انخفضت بنسبة 26.3% من بعض الأسواق الرئيسية مثل المانيا خلال الفترة نفسها.
وأضاف: مازلت أتمنى تحقيق نمو يتراوح بين 5 و10% بنهاية العام مقارنة بالعام الماضى.
تطوير القاهرة التاريخية والأهرامات
وأشار هشام زعزوع إلى أنه اجتمع أمس مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب، لبحث تطوير القاهرة التاريخية تمهيداً للترويج لها بالتزامن مع تطوير منطقة الأهرامات بشكل شامل.
ولفت إلى أن الوزارة اتخذت مجموعة من الإجراءات خلال الفترة الماضية لتطوير منطقة أهرامات الجيزة، تمثلت فى رفع كفاءة الطرق وتحسن الخدمات بالمنطقة، إلى جانب التعاقد مع شركة للنظافة والاعتماد على الجميعات الأهلية لتأمين الوفود، فضلاً عن تخصيص مناطق تجارية للباعة وتأمين البوابات عند مدخل منطقة «مينا هاوس».
ملفات على وشك الانتهاء
وكشف هشام زعزوع عن عقد اجتماع اليوم بين الدكتور عماد حسن، مستشار الوزير للطاقة وممثلين عن وزارة المالية للاتفاق على ملامح الدعم المالى لتحويل القطاع الفندقى للعمل بالطاقة الشمسية، من خلال استغلال دعم مالى مقدم بقيمة مليار جنيه.
وأشار وزير السياحة إلى أن المفاوضات توقفت مع وزارة الطيران حول إعادة تأهيل شركة «إيركايرو» واستغلالها فى التنشيط السياحى من خلال فتح أسواق جديدة لا تعمل عليها مصر للطيران.
وأكد أن الوزارة تراهن على قمة مصر الاقتصادية المقرر عقدها فبراير 2015، للترويج للمشروعات السياحية التى سيتم تنفيذها بمنطقة الساحل الشمالى.
وزارة جذب الوفود الأجنبية
تتولى وزارة السياحة مهام التخطيط والترويج للسياحة المصرية التى تمثل موردًا رئيسيًا لاحتياطى النقد الأجنبى، إلى جانب منح التراخيص اللازمة لإنشاء الفنادق أو الشركات السياحية.
كما أن الوزارة هى الجهة الرقابية المشرفة على أداء القطاع السياحى، وتتبع الوزارة هيئة التنمية السياحية التى تدير استثمارات بقيمة 67 مليار جنيه، وهيئة التنشيط السياحى المكلفة أيضًا بمشاركة الوزارة فى أعمال الترويج.
وتتولى الوزارة مهام تنظيم الحج والعمرة السياحى بالتنسيق مع وزارتى الداخلية والتضامن.
«زعزوع» بدأت رحلته السياحية من أمريكا (PROFILE)
هشام زعزوع بدأ عمله بالقطاع السياحى منذ أكثر من 24 عامًا، حيث بدأ رحلته المهنية من الولايات المتحدة الأمريكية عندما شارك فى تأسيس شركة سياحية أمريكية متخصصة فى السوق المصرية، وحققت نجاحًا باهرًا، ثم عاد لمصر لتولى أعمال الشركة بالقاهرة وانتقل بعدها لإدارة إحدى الشركات السياحية العملاقة.
وتولى زعزوع منصب مدير الاتحاد المصرى للغرف السياحية حتى 2007، ثم التحق بوظيفة مساعد أول وزير السياحة، ثم تم تكليفه كوزير للسياحة فى حكومة هشام قنديل، خلفًا لمنير فخرى عبدالنور، الذى رفض المشاركة فى حكومة الإخوان.
وقبيل عزل الرئيس محمد مرسى، تقدم زعزوع باستقالته اعتراضًا على تعيين محافظ للأقصر كان ينتمى للجماعة الإسلامية، إلى أن عدل مرسى عن القرار، وعاد وزيرًا للسياحة مرة أخرى، ثم تقدم باستقالته مرة أخرى اعتراضًا على تعامل الرئيس السابق مع المتظاهرين وشارك فى ثورة 30 يونيو وساندها.
وتمت إعادة تكليف زعزوع مرة أخرى بحقيبة السياحة فى حكومتى حازم الببلاوى، وإبراهيم محلب الأولى، ورغم إعلان استبعاده من تشكيل الحكومة الثانية لحكومة محلب، وإعلان اختيار أمانى الترجمان، مدير شركة ترافكو بدلاً منه، تراجع رئيس الوزراء وأعاد تكليف هشام زعزوع بحقيبة السياحة مرة أخرى.