تصاعد التوتر فى تركيا واستنفار أمنى مدفوعا باعتقال إمام أوغلو

إمام أوغلو: مرشح رئاسي خلف القضبان

تصاعد التوتر فى تركيا واستنفار أمنى مدفوعا باعتقال إمام أوغلو
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

5:25 م, الثلاثاء, 25 مارس 25

تستمر الاحتجاجات في تركيا لليلة السادسة على التوالي، وسط تصاعد حدة التوتر السياسي بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بتهم تتعلق بالفساد. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم المعارضة بإثارة “حركة عنف” تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد، بينما يصر أنصار إمام أوغلو على أن القضية ذات دوافع سياسية، معتبرين أنها محاولة لعرقلة مسيرته السياسية، وفقا لوكالة “بي بي سي”.

وبدأت الاضطرابات في إسطنبول عندما تم اعتقال إمام أوغلو، المنافس الرئيسي لأردوغان، مما أثار موجة من الاحتجاجات الواسعة، وأعلن حزب الشعب الجمهوري (CHP)، أكبر أحزاب المعارضة أن الاحتجاجات ستتوقف اليوم، لكنه لم يوضح الخطوات التالية. وفي المقابل، وصف أردوغان المظاهرات بأنها “شريرة”، متهمًا المعارضة بـ”إزعاج المواطنين عبر التحريض”، داعيًا إلى إنهاء الاحتجاجات فورًا.

تصعيد أمني وسط احتجاجات سلمية
رغم انتشار عربات مكافحة الشغب بالقرب من مبنى بلدية إسطنبول، ظلت المظاهرات سلمية إلى حد كبير، مع غياب المشاهد العنيفة التي شهدتها الليلة السابقة. بعض المتظاهرين أشاروا إلى الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة، حيث قالت إحدى المشاركات: “يرشون علينا الغاز المسيل للدموع وكأننا حشرات”.

وبرز الشباب كقوة رئيسية في هذه الاحتجاجات، حيث لم يعرف كثير منهم سوى حكم أردوغان المستمر منذ أكثر من عقدين. ورغم عدم انتمائهم لأي حزب سياسي معين، فإنهم يعبرون عن غضبهم من الحكومة والمعارضة على حد سواء.

عند سؤال إحدى المتظاهرات إن كانت تخشى العواقب المحتملة، أجابت: “لم يعد لدينا ما نخسره”. وقالت أخرى، تبلغ من العمر 25 عامًا، إنها كانت تشعر بالخوف من قبل، لكنها الآن تشعر فقط بـ”الغضب”.

اعتقالات جماعية وردود فعل دولية
بحسب أرقام حكومية، تم اعتقال 1,133 شخصًا منذ بداية الاحتجاجات. وبينما أعلن حزب الشعب الجمهوري انتهاء تجمعاته، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الاحتجاجات العفوية ستستمر.

وفي خطاب أمام المتظاهرين، وصف زعيم الحزب، أوزغور أوزل، الاحتجاجات بأنها “تحدٍ للفاشية”، معلنًا عزمه زيارة إمام أوغلو في السجن ومطالبًا ببث محاكمته مباشرة على التليفزيون الحكومي.

إمام أوغلو: مرشح رئاسي خلف القضبان
على الرغم من اعتقاله، تم تأكيد إمام أوغلو كمرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2028. ويواجه اتهامات تشمل إدارة منظمة إجرامية، تلقي رشاوى، تسجيل بيانات شخصية بشكل غير قانوني، والتلاعب في المناقصات. كما تم تعليق مهامه كرئيس لبلدية إسطنبول، في خطوة أثارت استياء واسعًا.

في تغريدة على منصة “إكس”، تعهد إمام أوغلو بعدم الاستسلام، واصفًا اعتقاله بأنه “وصمة سوداء في تاريخ الديمقراطية التركية”.

إمام أوغلو، الذي يعتبر أحد أقوى منافسي أردوغان، قد يكون في طريقه لخوض معركة قانونية معقدة يمكن أن تعيق ترشحه للرئاسة. وبينما من المقرر أن تنتهي ولاية أردوغان في 2028، فإن هناك تكهنات بأنه قد يدعو إلى انتخابات مبكرة أو يسعى إلى تعديل الدستور للبقاء في السلطة لفترة أطول.