تعتزم شركة تشاومى الصينية عملاق الموبايلات السمارت بناء مصنع مركبات كهربائية فى العاصمة بكين بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 ألف سيارة كهربائية سنويا ضمن خطة الحكومة لتعزيز الطاقة الخضراء، وتقليص العوادم الكربونية،والقضاء على تلوث الهواء والحفاظ على البيئة نقية.
وذكرت وكالة رويترز أن شركة تشاومى أكدت فى مارس الماضى أنها ملتزمة باستثمار 10 مليارات دولار فى وحدة جديدة تابعة لها متخصصة فى إنتاج السيارات الكهربائية، وأنها تستخدم آلاف المتاجر المخصصة لبيع الموبايلات السمارت المنتشرة فى أنحاء الصين كمنافذ جاهزة لبيع إنتاجها الجديد من المركبات الكهربائية.
وأعلنت سلطات بكين أن وحدة إنتاج السيارات الكهربائية التابعة لشركة تشاومى تبنى المصنع على مرحلتين،وأن مقرها الرئيسى لهذه الوحدة ومكاتب المبيعات ومراكز الأبحاث سيكون فى منطقىة التنمية الاقتصادية والتطوير التكنولوجى التى تدعمها الحكومة بالعاصمة الصينية.
بداية الإنتاج فى 2024
قالت وكالة التنمية الاقتصادية والتطوير التكنولوجى التابعة لحكومة بكين على حسابها على موقع ويشات الرسمى للسلطات الصينية أن مصنع السيارات الكهربائية التى تشيده شركة تشاومى يتوقع أن يبدأ إنتاجه فى عام 2024 وفقا للموعد المستهدف الذى أعلنه مؤخرا لى جون الرئيس التنفيذى لشركة الموبايلات السمارت.
وتتصدر الصين العالم فى إنتاج وتسويق سيارات الطاقة الجديدة طوال الأعوام الستة الماضية،مع ارتفاع عدد السيارات التى تعمل بأنواع الوقود المتجدد إلى ما يزيد عن 6.78 مليون وحدة، منها 5.52 مليون سيارة كهربائية وخصوصا فى مقاطعة جيانغسو فى شرقى الصين والتى تهدف إلى زيادة إنتاجها السنوى لسيارات الطاقة الجديدة إلى 500 ألف وحدة بحلول عام 2025 .
وأشارت وكالة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية أن مقاطعة جيانغسو تخطط لتتجاوز مبيعات سيارات الطاقة المتجددة سنويا فيها 20 % من إجمالى مبيعات السيارات الجديدة لها بحلول عام 2025،وتتوقع أن يحتل إنتاج سيارات الطاقة الجديدة ولاسيما الكهربائية أكثر من نصف إجمالى إنتاجها للسيارات بعد ذلك العام بعشر سنوات.
وكانت مقاطعة جيانغسو أنتجت فى عام الوباء أكثر من 96 ألف سيارة تعمل بالطاقة المتجددة لتستحوذ على 7 % من إجمالى إنتاج السيارات فى الصين، وأنتجت 274 ألف سيارة تعمل بهذه الطاقة الطرق فى المقاطعة بنهاية العام الماضى من بينها ما يزيد عن 90 % حافلات لاستخدامها فى قطاع النقل العام فى شوارعها وطرقها السريعة.
مبيعات «الطاقة» ترتفع %141
وإذا كان إنتاج سيارات الركاب فى الصين تراجع بحوالى 4.1 % فى أكتوبر الماضى بالمقارنة بنفس الشهر من عام الوباء وهبطت مبيعاتها بنسبة 13.9 % بنفس الشهر، إلا أن مبيعات سيارات الركاب العاملة بالطاقة الجديدة قفزت بأكثر من 141 % لتتجاوز 321 ألف وحدة فى أكتوبر لتصل خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجارى إلى 2.14 مليون وحدة بنسبة ارتفاع مايقرب من 192 %، مقارنة مع الفترة من بداية يناير إلى نهاية أكتوبر من عام الوباء بفضل برنامج حكومة بكين لتعزيز السيارات التى تعمل بالكهرباء وأنواع الطاقة المتجددة الأخرى مثل الألواح الشمسية والخلايا الهيدروجينية.
وتصدرت شركة BYD الصينية الرائدة فى تصنيع سيارات الطاقة الجديدة فى الصين والعلامة التجارية الأكثر شعبية بين المشترين المبيعات التى بلغت أكثر من 80 ألف وحدة فى الشهر الماضى، وبعدها شركة تيسلا تشاينا التابعة لتيسلا الأمريكية أكبر شركة فى العالم للمركبات الكهربائية والتى باعت فى الصين خلال أكتوبر الماضى مايزيد عن 54 ألف وحدة واقتربت صادراتها من 40.7 ألف سيارة.
وتخطط شركة تيسلا للاستثمار فى مصنعها بمدينة شنغهاى الصينية حوالى 1.2 مليار يوان أى ما يعادل 188 مليون دولار تقريبا لتعزيز طاقتها الإنتاجية فيها، مما يؤدى إلى توظيف 4000 شخص إضافى لترفع إجمالى عدد العاملين فى المصنع إلى 19 ألف موظف.
لغز تيسلا
ومن الغريب أن مصنع شنغهاى مملوك بالكامل لشركة تيسلا الأمريكية ليصبح المصنع الأول والوحيد لشركة تصنيع سيارات أجنبية فى الصين دون سيطرة حكومية، وتم تصميمه لإنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنويا، ويمتلك القدرة حاليا على إنتاج سيارات طراز 3 Model وy Model بمعدل طاقة إجمالية تتجاوز 450 ألف وحدة سنويا.
وتهدف الصين إلى زيادة نسبة سيارات الطاقة المتجددة فى إجمالى مبيعاتها من المركبات الجديدة إلى 20 % بحلول عام 2025، وفقا لخطة تطوير صناعة سيارات الطاقة النظيفة التى تم إصدارها فى الصين فى عام 2020 ليصل معدل اختراق السوق من هذه السيارات الخضراء الجديدة فى الصين إلى أكثر من 12 % فى الأشهر العشرة الأولى من العام الجارى، غير أن إجمالى مبيعات السيارات انخفض بنسبة 9.4 % فى أكتوبر الماضى على أساس سنوى لتصل إلى 2.33 مليون وحدة.