مشهد مكرر في السنوات القليلة الماضية أصبح أمر معتاد على الكرة المصرية، تسريب عقود لاعبي الزمالك في وقت مصيري، يُربك الكثير من الحسابات ويكون بمثابة كرة نار تؤجج اضطرابات الفريق قبل أهم فترة في الموسم.
الزمالك دخل موسم الانتقالات الصيفية بكل قوة نجح من خلال مدير التعاقدات أمير مرتضى في التفاوض والتعاقد مع 7 لاعبين دفعة واحدة وهم: مصطفى شلبي، المغربي زكريا الوردي، البنيني سامسون أكينيولا، السنغالي إبراهيما نداي، يوسف حسن، عمر جابر، نبيل عماد دونجا ومصطفى الزناري.
ولم يكتفي الزمالك بهذه التعاقدات، بل أضاف عليها وعزز قائمته في موسم الانتقالات الشتوية بالتعاقد مع كل من: المغربي أحمد بلحاج، ناصر منسي واستعادة محمود شبانة والذي كان معارًا إلى سموحة.
سوء النتائج يزيد الأمر تعصبًا واستفزازًا
ويمر الزمالك بقيادة البرتغالي جوسيفالدو فيريرا بموسم سئ على كافة الأصعدة، فمن ناحية هو بالفعل خسر السوبر المصري أمام غريمه التقليدي الأهلي في المباراة التي فاز فيها الأحمر بثنائية، قبل أن يودّع بطولة جديدة وهي كأس مصر على يد بيراميدز في نصف النهائي بركلات الترجيح.
الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل أن الزمالك فقد الصراع على لقب بطولة الدوري – صاحب البطولة أخر موسمين – بل وأن الأمر وصل لأنه خرج من المربع الذهبي، إذ يحتل المركز الخامس بعد مرور 20 جولة من بطولة الدوري.
وعلى الصعيد الإفريقي، فإن الزمالك معرض بشكل كبير للإقصاء من البطولة من مرحلة دور المجموعات، إذ يحتل المركز الثالث خلف الترجي وشباب بلوزداد، والذي سيواجهه في الجزائر والخسارة تعني توديعه رسميًا.
ومع كل هذه النتائج المخيبة للآمال بالنسبة للجماهير، تجد أن تسريب العقود يُبرز تفاوت الرواتب بين لاعبي الزمالك القدامى بالفريق والصفقات الجديدة، في ظل الأزمة المالية التي لطالما خرج علينا رئيس النادي يشكو منها، الأمر الذي يزيد من تعصب الجماهير.
وبحسب العقود المسربة تخطت الرواتب السنوية لبعض اللاعبين في الزمالك نصف مليون دولار، على غرار زكريا الوردي الذي كان سيتقاضى أكثر من 690 ألف دولار في موسمه الأول، قبل أن يقرر الرحيل دون استكمال العقد.
ووصلت قيمة عقد سامسون رغم ضعف مردوده الفني إلى 2.423 مليون دولار خلال 4 مواسم بما يتخطى نصف مليون دولار في الموسم الواحد، ليصل في آخر موسم إلى 692 ألف دولار.
الأمر نفسه امتد إلى إبراهيما نداي القادم من لوزيرن السويسري الذي يتقاضى بحسب العقود المسربة 1.1 مليون دولار في الموسم الواحد، ولم يظهر اللاعب كثيرا مع الفريق الأبيض في ظل تعرضه للإصابة.
الأزمة طالت أيضا اللاعبين المحليين مع ارتفاع رواتب بعضهم مثل نبيل عماد دونجا الذي وصلت قيمة عقده إلى 70 مليون جنيه في 4 مواسم وكذلك مصطفى شلبي الذي وصل عقده إلى 48 مليون جنيه.
من صاحب كرة النار؟ اتهامات متبادلة
تسريب العقود تحول إلى ملف شائك لتبادل الاتهامات بين مسؤولين سابقين وحاليين بنادي الزمالك، إذ خرج علينا رئيس الزمالك بتصريحات تليفزيونية سابقة متهما سلفه ممدوح عباس وهاني العتال نائب رئيس النادي السابق بأنهم وراء تسريب هذه العقود.
ويرى أمير مرتضى، المشرف على الكرة، أن المتسبب في تسريب مثل هذه العقود على وجه التحديد يهدف إلى هدم استقرار الفريق، مؤكدًا أن تلك العقود المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي هي مزورة ولا أساس لها من الصحة.
بدوره، قال جمال عبدالحميد، خلال تصريحات تليفزيونية سابقة: “لأن عقود لاعبي الفريق الأبيض فقط التي يتم تسريبها باستمرار، خاصة قبل المواجهات المهمة”.
بينما أوضح أحمد حسام ميدو، أن تسريب العقود يأتي من أشخاص ينتمون للنادي لكن هدفهم الانتقام من الإدارة الحالية.
والسؤال هُنا.. من هو بالفعل المسؤول عن أزمة تسريب العقود في هذا التوقيت المصيري الذي قد يصل بالزمالك للهواية حيث موسم صفري قريب من رجال فيريرا؟ وإلى أين ستصل؟ ومن هو اللاعب التالي؟