نجحت البعثة الأثرية الصينية الأولى في مصر منذ نوفمبر الماضى، فى التنقيب عن آثار معبد مونتو المخصص لعبادة إله الحرب “مونتو” الذي يقع في الجزء الشمالي من معبد الكرنك الشهير في محافظة الأقصر، واستطاعت تنفيذ أعمال النظافة وإزالة الحشائش والمخلفات من معبد “مونتو” وإجراء مسح أثري لمنطقة المعبد، وبذلت البعثة جهودا مستمرة وحققت نتائج مثمرة بعد نصف عام من العمل الشاق لتزداد أهمية التعاون الدولي في قطاع الآثار والسياحة. وأكد وزير الآثار خالد العناني في مارس الماضي تفاؤله بالتعاون المثمر للغاية بين مصر والصين في مجال الآثار.
وذكرت وكالة شينخوا أن العلاقات بين مصر والصين استثنائية وجيدة، ووقعت مصر مذكرة التفاهم مع الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
وقال جيا شياو بينج رئيس البعثة الأثرية الصينية الأولى بمصر إنه تم إجراء حفريات تجريبية حول الجدران الخارجية لمعبد “مونتو”.
وركزت المهمة الأولى للبعثة الأثرية على محاولة الحصول على المعلومات الأساسية مثل عمر المعبد.
أما المهمة التالية خلال الموسم القادم فتتمثل في إعادة ترميم وتركيب الكتل الأثرية المتناثرة على أرض المعبد، وأعمال التوثيق الأثرية.
وأشار جيا شياو إلى أن الفريق الصيني يتألف من أربعة علماء آثار دائمين، وثلاثة خبراء للتناوب على المدى القصير.
الكشف عن معبد مونتو
ويركز جيا شياو فى عمله على معبد “مونتو” شمال معابد الكرنك، وهو مخصص لعبادة إله الحرب “مونتو”.
وتم الكشف عن هذا المعبد خلال حفائر عالم الآثار الفرنسي فرناند بيسون دي لاروك منذ عام 1925.
ورأى العالم أن التعاون مع علماء الآثار المصريين مفيد لفهم الحضارتين القديمتين الفرعونية والصينية.
ويمثل هذا النوع من التعاون الترويج لبعضهما البعض، وأمر مهم للغاية للعلاقات الأكاديمية والدولية بين البلدين .
وساعد نجاح التعاون الذي تجريه البعثة الأثرية الصينية الأولى بمصر على تقديم نموذج جيد للدول الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط .
ترميم حسناء تدمر
وكان تمثال حسناء تدمر الحجري القديم، الذي يرجع تاريخه لحوالى 1800 عام تعرض لهجوم إرهابيى بمدينة تدمر منذ 4 سنوات.
ويمثل تمثال حسناء تدمر إمرأة ثرية تزينت بالحلي والجواهر ولكنه يحتاج إلى ترميم بعد الهجوم الإرهابي على مدينة تدمرعام 2015.
وجرى تدمير تماثيل ومنحوتات أخرى على يد الإرهابيين الذين سيطروا مرتين على المدينة القديمة في وسط سوريا خلال الحرب الأهلية.
ويعمل منتجب يوسف ضمن فريق من 12 عالم آثار في مهمة ترميم القطع الأثرية المنقولة لدمشق بسبب الحرب الأهلية.
وأوضح منتجب يوسف أن الوجه واليدان بالكامل مفقودة وقطع ضائعة من رداء حسناء تدمر مع وجود أجزاء شديدة الهشاشة.
وتواجه تماثيل عدة من حسناوات الزمن القديم صعوبات في إعادة ترميمهن بسبب نقص الدعم المالي والتقني في منطقة الشرق الأوسط.
وتعرضت منطقة الشرق الأوسط لاضطرابات وحروب واشتباكات متتالية خلال العقود الأخيرة ولاسيما خلال العشر سنوات الماضية.
تعاون صينى مع العراق فى مجال الآثار
وتمنى قيس حسين رشيد وكيل وزارة الثقافة لشئون السياحة والآثار العراقي أن يتحقق تعاون وتقدم مع الجانب الصيني.
ويملك الصينيون خبرات وإمكانات هائلة في التعاون فى مجال المتاحف وحماية المواقع الأثرية وصيانتها وترميمها بعد الأعمال الإرهابية في الموصل.
وبالإضافة إلى التعاون في ترميم وصيانة الآثار، عززت الصين التبادلات في مجال إقامة المعارض الأثرية مع الدول العربية.
و استضاف المتحف الوطني بالرياض معرض “كنوز الصين” في نهاية عام 2018.
وجاء هذا المعرض الذي ضم 200 قطعة أثرية صينية امتدادا للتعاون في مجال الآثار بين السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
ويقع هذا التعاون ضمن اتفاقية التعاون المشترك بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية، و إدارة الدولة للتراث الثقافي الصيني.
و تشمل الاتفاقية أنشطة التعاون في الأبحاث الأثرية ومعارض الآثار والأنشطة المتحفية.
وقدم معرض كنوز الصين نماذج لتراث الحضارة الصينية العريقة الممتدة لآلاف السنين، ومنها قطع نادرة تعرض للمرة الأولى خارج الصين.
واستضاف المتحف الوطني بالعاصمة الصينية معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية وروائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور.
ونظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في ديسمبر 2016، هذا المعرض واستمر لثلاثة أشهر ضمن جولته ببعض المتاحف العالمية.
هذه المادة نقلا عن وكالة الانباء الصينية “شينخوا” وفق اتفاق لمشاركة المحتوى مع جريدة “المال”