ترامب يبحث عن حلفاء في معركته التجارية ضد الصين بعد «عزلة دبلوماسية» متزايدة

هل فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها لدرجة أن حلفاءها لم يعودوا يردون على مكالماتها؟

ترامب يبحث عن حلفاء في معركته التجارية ضد الصين بعد «عزلة دبلوماسية» متزايدة
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

10:25 ص, الأحد, 13 أبريل 25

في تحول لافت بعد أشهر من التصعيد، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى جاهدًا الآن لبناء تحالفات دولية لمواجهة الصين في حرب تجارية تتفاقم يوماً بعد يوم، وسط تساؤلات جدية عما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال تملك أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم.

فبعد سلسلة من السياسات العدائية التي شملت فرض رسوم جمركية على الحلفاء، والإهانات العلنية، وحتى التهديد بضم دول مجاورة، تجد إدارة ترامب نفسها في موقف حرج وهي تبحث عن دعم دولي لمواجهة التصعيد مع بكين. التصعيد الذي قادته واشنطن بدأ يأخذ طابع المواجهة الشاملة، دون أن تتضح معالم استراتيجية فعالة للنصر، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى محاولة استمالة حلفاء قدامى لزيادة الضغط على الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي لا يبدو مستعدًا لتقديم تنازلات، وفقا لما ورد في تقرير وكالة سي ان ان.

وفي هذا السياق، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت خلال مقابلة مع قناة فوكس بيزنس هذا الأسبوع: إن دولاً مثل اليابان، كوريا الجنوبية، الهند، وحتى فيتنام، بدأت الدخول في مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة، مضيفًا: “الجميع يأتي إلى الطاولة، وفي الواقع، أصبحت الصين محاصرة”. وأوضح أن الهدف المشترك في هذه المحادثات يجب أن يكون “كيفية دفع الصين لإعادة التوازن”، معتبرًا ذلك “الانتصار الحقيقي”.

من جانبها، واجهت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت سؤالًا مباشرًا حول سبب استعداد الحلفاء لمساعدة واشنطن رغم المعاملة القاسية من ترامب. وكان ردها: “عليكم أن تسألوا الحلفاء أنفسهم، فالهواتف لا تتوقف عن الرنين. لقد أوضحوا بشكل قاطع أنهم بحاجة إلى الولايات المتحدة، إلى أسواقها وقاعدتها الاستهلاكية”.

غير أن تصرفات ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض رسمت صورة مغايرة، إذ واصل الهجوم على التكتلات الغربية، لا سيما الاتحاد الأوروبي، الذي وصفه أكثر من مرة بأنه “تشكّل خصيصًا للإضرار بالمصالح التجارية الأمريكية”. ولم يكن وحده في هذا الموقف؛ إذ أبدى نائبه جيه دي فانس احتقارًا للقارة الأوروبية في مؤتمر ميونيخ للأمن، وفي محادثات داخلية حول الضربات الجوية في اليمن.

أما على صعيد القارة الأمريكية، فالعلاقة مع الجيران في الشمال والجنوب لا تقل توترًا. فعلى الرغم من أهمية بناء تكتل اقتصادي موحد في أمريكا الشمالية لمواجهة النفوذ الصيني، لم يتردد ترامب في تهديد كندا بـ”الضم”، وفرض رسوم صارمة على المكسيك. وقد أعلن رئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني، أن العلاقة التقليدية بين بلاده وواشنطن “قد انتهت”.

ولعل المفارقة الكبرى هي أن فكرة تشكيل تحالف تجاري لمواجهة الصين ليست جديدة – بل كانت قائمة بالفعل وتم تفكيكها من قبل ترامب نفسه. ففي أول يوم له في ولايته الأولى عام 2017، انسحب ترامب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، التي كانت تضم 12 دولة من بينها المكسيك، كندا، اليابان، وأستراليا – وكلها حلفاء رئيسيون. كما أوقف مفاوضات الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي، التي كانت ستربط أكبر سوقين في العالم.

وفي سؤال طرحته “سي ان ان”، هل فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها لدرجة أن حلفاءها لم يعودوا يردون على مكالماتها؟

يجيب على ذلك جيسون فورمان، الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة أوباما، قائلاً: “الولايات المتحدة الآن شريك غير موثوق به بشكل كبير لأي طرف في العالم، ولا أعرف كيف سنستعيد الثقة مرة أخرى”.