تراجع تسعير حجم المبيعات يضغط على ربحية «العربية للأسمنت»

هبطت %85 خلال الـ9 أشهر الأولى

تراجع تسعير حجم المبيعات يضغط على ربحية «العربية للأسمنت»
أسماء السيد

أسماء السيد

9:02 ص, الأربعاء, 20 نوفمبر 19

تواصل ربحية شركة “العربية للأسمنت” اندثارها بفترة الـ9 شهور الأولى من العام الجارى، التى هبطت خلالها بنحو %85 لتصل إلى 33 مليون جنيه، مقارنة بـ215 مليون جنيه خلال الفترة المماثلة من العام الماضى.

وأرجع مسئولو الشركة ومحللون ماليون تلك التراجعات إلى أوضاع صناعة الأسمنت المذرية، والخاصة بشكل أساسى بمشاكل زيادة المعروض وتراجع الطلب بشكل واضح، إلى جانب زيادة التكاليف وتراجع أسعار البيع.

كريم نجيب: مشاكل القطاع مستمرة.. وإحجام الطلب أكثر العوامل الضاغطة

وفى تعليق مقتضب، قال كريم نجيب مدير علاقات المستثمرين بـ”العربية للإسمنت”، إن مشاكل صناعة الأسمنت مستمرة بالسوق المحلية، ما يضغط على ربحية الشركات المدرجة بالقطاع، لافتا إلى أن أسعار البيع شهدت تراجعًا بالسوق، إلى جانب انخفاض الطلب الموجود فعليًا وزيادة تكاليف الإنتاج.

وأظهرت القوائم المالية تراجع المبيعات بفترة الـ9 شهور الأولى من العام الجارى بنسبة %4 فقط، إذ بلغت 2.344 مليار جنيه مقارنة بـ 2.449 مليار جنيه الفترة المناظرة من العام الماضى.

وارتفعت تكلفة المبيعات لتصل إلى 2.2 مليار جنيه مقارنة بـ2 مليار الفترة المماثلة، وصعدت المصروفات العمومية والإدارية لتصل إلى 67.5 مليون جنيه مقارنة بـ 80 مليون جنيه، وأيضا تكلفة التمويل لتصل إلى 97 مليون جنيه مقارنة بـ 76 مليون جنيه.

«العربى الإفريقى»: السعر هبط

وقالت ريهان حمزة، المحلل المالى لقطاع الأسمنت بشركة “العربى الإفريقي”، إن أداء الشركة يسير بنفس الوتيرة للربع الثالث على التوالى خلال العام الجارى، ورغم تراجعات الربحية التى تشهدها “العربية للأسمنت” إلا أنها تُعد من أكثر الشركات تماسكًا بالقطاع فى ظل تدهور أداء غالبية الشركات سواء المدرجة بالبورصة أو غير ذلك، لافتة إلى أن تراجعات الربحية أمر متعلق بوضع السوق أكثر من الأمور الداخلية للشركات.

وأضافت أن مشاكل القطاع مستمرة منذ فترة دون أى مستجدات تُذكر، وصولاً لحد التأزم، مشيرة إلى أن العوامل الداعمة أو الأمور التى تُعلق الشركات عليها آمالها هو تقديم حوافز ضريبية وافتتاح أسواق تصديرية جديدة بدول إفريقيا من جانب الحكومة، لتنشيط عملية البيع، متوقعة أن تستمر أزمة قطاع الأسمنت لفترة، خاصة أن المخرج يتمثل فى خروج لاعبين من السوق بشكل شبه إجبارى.

وأوضحت أنه فى ظل استمرار تدهور أوضاع القطاع الخاصة بتراجع أسعار البيع وارتفاع تكلفة الإنتاج وزيادة المعروض وضعف الطلب، ستستمر معاناة الشركات وتظل مقاومتها لحين وصولها لأوضاع يصعب تحملها، وبذلك ستقوم بتجميد أوضاعها والخروج من سوق الأسمنت، مما يعطى فرصة للشركات القادرة على الصمود، وتحسين وضع البيع مرة أخرى.

%6 الربع الثالث.. والآمال معلقة على دعم التصدير

وفيما يتعلق بالعربية للأسمنت، أوضحت ريهان أن الشركة تقوم بتصدير %10 من إجمالى إنتاجها للخارج وتحديدًا لدول أفريقية، وتؤول النسبة المتبقية من الإنتاج للسوق المحليةن لافتة إلى أن أسعار البيع هبطت %6 خلال الربع الثالث من العام الجارى فى الفترة من يوليو وحتى سبتمبر، مقارنة بأسعار بيع الربع الثانى من العام ذاته.

وأوضحت أن الشركة تمتلك حصة سوقية من قطاع الأسمنت بنسبة %8، وهو ما يُعد أمرًا جيدًا مقارنة بأوضاع الشركات الأخرى، متوقعة أن يستمر وضع الشركة خلال الربع الأخير من العام الجارى، بنفس وتيره الفترة الماضية من العام ذاته، خاصة فى ظل التوقعات الخاصة باستخدام الفحم البترولى، ومما سيؤثر بشكل إيجابى على التكلفة.

وتجدر الإشارة إلى أن شركات الأسمنت بدأت لأول مرة الحصول على احتياجاتها من الفحم من السوق المحلية، عوضا عن الاستيراد من الخارج بغرض تقليل تكلفة الطاقة التى تمثل %35 من إجمالى مصروفاتها التشغيلية.

وأعلنت شركتا السويس والعربية للأسمنت بمستهل شهر أغسطس الماضى، عن عقد اتفاقيات مع الشركة المصرية للتكرير لتوريد كميات من الفحم البترولى المحلى سنويا بواقع 300 ألف طن للعربية و200 ألف طن للسويس، على أن تجدد التعاقدات بشكل سنوى.

وقالت “العربية للأسمنت” حينها، إن الاتفاق سيؤمن للشركة بديلا محليا أرخص للفحم مما يخفض تكاليف الطاقة، نتيجة عدم وجود مصاريف شحن، واستيراد، ونقل، مضيفة أنها تتبع تحركات لزيادة نسبة الوقود البديل فى مزيج الطاقة إلى %22 مقارنة مع %20 حاليا، مما يعنى مزيدا من خفض التكلفة فى ظل عجز الشركات عن تمرير ارتفاع مصروفات الإنتاج للمستهلكين».

وكانت العربية للأسمنت بدأت عام 2003 استخدام الوقود البديل بنسبة %3 فقط من إجمالى الطاقة المستخدمة للصناعة، واتجهت لزيادتها بشكل تدريجى إلى أن بلغت %20 حاليًا.

وفيما يتعلق بوضع التصدير، توقع هشام الشبينى، رئيس قسم البحوث بشركة “مباشر لتداول الأوراق المالية”، استفادة “العربية للأسمنت” من إطلاق الخط البحرى بين مينائى العين السخنة ومومباسا فى كينيا المنتظر قريبا، والذى سيوفر خدمة الشحن البرى والخدمات اللوجيستية للصادرات المصرية إلى الدول الأفريقية بأسعار شحن بحرى تمثل حوالى %20 على الأسعار السائدة .

وأعلنت الشركة المصرية لأعمال النقل البحرى “مارترانس” إحدى شركات القابضة للنقل البحرى والبرى، أسعار خاصة للشحن عبر الخط الملاحى الجديد الممتد بين مينائى العين السخنة على البحر الأحمر فى مصر ومومباسا بدولة كينيا، ضمن مشروع جسور الذى أطلقته وزارة قطاع الأعمال العام لدعم التجارة بين مصر ومختلف دول القارة الإفريقية.

وشهد قطاع الأسمنت خلال العامين الأخيرين تصفية القومية للأسمنت، وتجميد نشاط أسمنت طره فى ظل مديونيات 800 مليون جنيه، وخسائر متراكمة 684 مليون جنيه، كما أعلنت مؤخرا شركة النهضة للأسمنت تجميد نشاطها نتيجة ارتفاع التكاليف.

ويعانى قطاع الأسمنت من فجوة ضخمة بين الطاقة الإنتاجية والطلب مع دخول مصانع جديدة للإنتاج، وارتفاع كبير فى التكلفة مما ضغط بقوة على هوامش ربحيتها.

وكانت “العربية للأسمنت” توقعت فى تصريحات لـ”المال” يوليو الماضى، عزوفها عن ضخ أى استثمارات جديدة بالسوق المحلية، خلال العام الجارى، نظرًا للتحديات المُتردية للصناعة، التى أجبرت عددًا من الشركات على إغلاق مصانعها رغم التنمية العمرانية التى تنتهجها الشركات العقارية.

وتُعد “العربية للأسمنت” إحدى الشركات القطاع المدرجة بالبورصة المصرية، ويبلغ رأسمالها المصدر والمدفوع حوالى 757 مليون جنيه.