يصب تراجع الدولار جراء قرار رفع الفائدة الأمريكية في صالح الأسواق الناشئة، كونه يحد من هبوط عملاتها أو تثبيتها، ويعزز جهود السيطرة على التضخم.
انخفض الدولار يوم الخميس، واستأنف الاتجاه الهبوطي الذي بدأه منذ ستة أشهر، وسمح لـ “الوون” الكوري الجنوبي، على سبيل المثال، بالارتفاع أكثر من 2% إلى أعلى مستوى خلال شهر، من شأن هذه التحركات أن تجعل الواردات أرخص تكلفة مما يساعد على تخفيف ضغوط الأسعار.
فيما يتعلق بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي؛ كانت البنوك المركزية في جميع أنحاء آسيا الناشئة مستعدة بالفعل لإبطاء دورات التشديد.
تراجع الدولار
يبدو أنَّ تنفيذ هذه المهمة دون تقويض العملات المحلية أسهل بكثير مع قيام المستثمرين ببيع الدولار والمراهنة على أنَّ أزمة مصرفية أمريكية قد تجعل سعر الفائدة الأمريكية الحالي عند ذروتها.
قال خون جوه، رئيس أبحاث آسيا لدى مجموعة “أستراليا آند نيوزيلندا بانكينغ”: “أدت الزيادة الحذرة لمعدل الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي إلى ضعف الدولار، إذ تتوقَّع الأسواق أنَّ الخطوة قد تكون بمثابة نهاية دورة التشديد النقدي العملات الآسيوية أكثر قوة، إذ ترى الأسواق أنَّ الضغوط التي تواجه البنوك المحلية الأمريكية تخص الولايات المتحدة وحدها”.
يتوقَّع المتعاملون وفق عقود المبادلات أن تشهد تايلندا وجنوب أفريقيا، وهما من الاقتصادات الناشئة، ارتفاع معدلات الفائدة في غضون ستة أشهر، كل منهما بمقدار ربع نقطة، مقابل أربع نقاط متوقَّعة في بداية 2023.
البنك المركزي الفلبيني، الذي من المقرر أن يتخذ قراراً بشأن معدل الفائدة خلال وقت لاحق يوم الخميس في مانيلا، الفريد من نوعه في جميع أنحاء آسيا قد يواصل التشديد النقدي، في ضوء ضغوط الأسعار التي ما تزال عند مستويات مرتفعة لا تطاق.
البيزو الفلبيني هو الأقوى
أصبح البيزو الفلبيني هو الأقوى بين العملات الأكثر نشاطاً في جميع أنحاء المنطقة منذ بداية 2023.
بالنسبة لاقتصادات آسيا الناشئة الأخرى؛ فإنَّ ضعف الدولار خلال الآونة الأخيرة، يحدث فرقاً أكبر. أبقت كوريا الجنوبية على أسعار الفائدة دون تغيير الشهر الماضي، لكنَّها أشارت إلى أنَّ مزيداً من رفعها أمر مطروح على الطاولة بسبب مخاوف تفيد أنَّ الاقتصاد بدأ يضعف.
في إندونيسيا، التي توقفت الأسبوع الماضي عن رفع الفائدة خلال الاجتماع الثاني على التوالي، يبدو أنَّ الرهان على استقرار العملة في البيئة الخارجية الهشة سيؤتي ثماره.
يعد تراجع ضغوط العملة بمثابة مكافأة للمنطقة، التي أصبحت بالفعل الرابح الأكبر خلال فبراير وفق بيانات تدفقات رأس المال. لقد جذبت نحو 12 مليار دولار لتكون أفضل منطقة مقارنة بغيرها، وفقاً للأرقام التي جمعها معهد التمويل الدولي، ومقره واشنطن.
احتواء الاضطرابات
سعى المسؤولون عن السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تقديم تطمينات بأنَّه يمكن احتواء الاضطرابات التي ضربت قطاع البنوك خلال الأسبوعين الماضيين.
أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنَّ الأدوات موجودة للتعامل مع أي أحداث أخرى تواجه القطاع المصرفي، وكررت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد أمس الأربعاء أنَّ المسؤولين يمكنهم مواجهة التقلبات المالية دون التأثير على جهودهم لخفض التضخم.
من ناحية أخرى، ارتفعت سندات الخزانة الأمريكية، وهبطت الأسهم في أعقاب تصريحات باول- بما في ذلك التأكيد على أنَّ خفض أسعار الفائدة خارج السيناريو الأساسي لدى الاحتياطي الفيدرالي خلال 2023- في حين تراجع الدولار لليوم السادس، وعاد إلى مساره الهابط على نطاق واسع من مستوى الذروة التي حققها في سبتمبر 2022.