تراجعت أسعار النفط العالمية بنسبة تقارب 2% خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد أن كشفت مصادر مطلعة عن نية تحالف “أوبك+” دراسة تسريع وتيرة الزيادة في إنتاج النفط خلال اجتماع يونيو المقبل. هذا الانخفاض جاء مدفوعًا بمخاوف من تراجع الالتزام بحصص الإنتاج، إلا أن الخسائر ظلت محدودة نتيجة تقارير عن احتمال قيام الولايات المتحدة بتخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على واردات السلع الصينية.
وبحلول الساعة 12:31 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، تراجعت عقود خام برنت القياسي بمقدار 1.13 دولار أو 1.68% لتسجل 66.31 دولار للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.21 دولار أو 1.9% ليبلغ 62.46 دولار للبرميل.
أوبك+ في مرمى الخلافات
وفقًا لوكالة رويترز، فإن عدة أعضاء في تحالف أوبك+ سيقترحون زيادة أسرع في الإنتاج للمرة الثانية على التوالي، وسط توترات داخلية بشأن مدى التزام الأعضاء بحصصهم الإنتاجية.
وقال فيل فلين، المحلل في مجموعة برايس فيوتشرز: “ليس من المفاجئ أن تسعى أوبك لزيادة الإنتاج، لكن ذلك قد يثير تساؤلات حول تماسك التحالف، وربما هناك شعور بالتعب من كبح الإمدادات”.
وكان خام برنت قد لامس مستوى 68.65 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة، وهو الأعلى منذ 4 أبريل، قبل أن يتراجع بأكثر من دولارين بعد تسريبات أوبك+.
كازاخستان تتبنى موقفًا وطنيًا
أثارت كازاخستان، العضو في التحالف، استياء عدد من الدول الأعضاء بعدما تجاوزت حصتها الإنتاجية المقررة.
وأكد وزير الطاقة الجديد في تصريحات لـ رويترز أن بلاده ستراعي مصالحها الوطنية في قراراتها بشأن مستويات إنتاج النفط، وهو ما يعكس توجهًا أكثر استقلالية عن قرارات أوبك+ الجماعية.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA) عن ارتفاع في مخزونات النفط الخام بواقع 244 ألف برميل لتصل إلى 443.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 أبريل، خلافًا للتوقعات التي رجّحت انخفاضًا بمقدار 770 ألف برميل. في المقابل، شهدت مخزونات البنزين والمشتقات النفطية تراجعًا فاق التقديرات، ما حدّ من تراجع الأسعار.
الرسوم الأمريكية على الصين
أدت الأنباء بشأن احتمالية خفض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى دعم أسعار النفط، حيث نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول في البيت الأبيض أن الإدارة قد تخفض الرسوم إلى مستويات تتراوح بين 50% و65%، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية.
وذكر مصدر مطلع أن أي خطوة من هذا النوع ستكون جزءًا من مفاوضات مع بكين، ولن تُتخذ بشكل أحادي.
في سياق منفصل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على أحد كبار رجال الشحن الإيرانيين، الذي يدير شبكة مسؤولة عن نقل غاز البترول المسال والنفط الخام الإيراني، تقدر قيمته بمئات الملايين من الدولارات ضمن جهود واشنطن للضغط على قطاع الطاقة الإيراني.