انخفضت أسعار النفط اليوم الأربعاء في ظل ارتفاع المخزونات الأمريكية وتزايد القلق بشأن تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تحجيم تأثير محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشديد الضغط على إيران بهدف القضاء على صادراتها النفطية.
تراجعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 21 سنتًا، أو بنسبة 0.28%، لتصل إلى 75.99 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش، فيما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الأمريكي بمقدار 11 سنتًا، أو بنسبة 0.15%، لتبلغ 72.59 دولارًا للبرميل، وفقا لتقرير رويترز.
شهدت الأسواق يوم الثلاثاء تذبذبًا واسعًا في أسعار النفط، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة وصلت إلى 3% في إحدى اللحظات، مسجلًا أدنى مستوياته منذ 31 ديسمبر، بعد أن أعلنت الصين فرض تعريفات جمركية على واردات الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم، ردًا على رسوم جمركية أمريكية على الصادرات الصينية. ومع ذلك، تعافت الأسعار لاحقًا مع إعلان ترامب إعادة تفعيل سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، وهي الاستراتيجية التي استخدمها في فترته الرئاسية الأولى لتقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.
رغم ذلك، كانت السوق تحت ضغط إضافي يوم الأربعاء بسبب بيانات المخزونات الأمريكية التي جاءت أعلى من التوقعات. ووفقًا لمصادر في السوق استندت إلى بيانات معهد البترول الأمريكي، ارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 5.03 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 31 يناير.
وعلى الرغم من تأثير التعريفات الجمركية الصينية، قال محللون في “جولدمان ساكس” في مذكرة يوم الثلاثاء إن تأثيرها على تجارة الطاقة بين البلدين سيكون محدودًا، نظرًا لأن العرض والطلب العالميين لهذه السلع لن يتغيرا بفعل الرسوم الجمركية، حيث يمكن لكل من الصين والولايات المتحدة إيجاد أسواق بديلة.
أما فيما يخص إيران، فقد وقع ترامب مذكرة رئاسية لإعادة فرض سياسة الضغط الأقصى التي تهدف إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر كجزء من مساعيه لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية. وأوضح محللون في بنك “ANZ” يوم الأربعاء، استنادًا إلى بيانات تتبع السفن، أن هذا القرار قد يؤثر على حوالي 1.5 مليون برميل يوميًا من صادرات النفط الإيرانية.
وأشار “جون رونغ ييب”، الاستراتيجي في شركة IG، إلى أن تشديد الخناق على إيران قد يساعد في استقرار الاتجاهات الهبوطية لأسعار النفط في الوقت الحالي، مما يفتح المجال أمام إمكانية التعافي على المدى القريب. ومع ذلك، يظل السوق تحت وطأة المخاوف من ارتفاع المخزونات الأمريكية والتوترات التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين.