توقع عدد من مسئولى شركات هواتف المحمول أن تشهد الفترة المقبلة تباطؤاً فى حركة الشحن الخارجى وتراجع إجمالى الشحنات المستوردة من أجهزة الهواتف واكسسواراتها خلال الأشهر المقبلة؛ وذلك تزامنًا مع ارتداد الموجة الرابعة من جائحة «كورونا» وإعلان العديد من الدول الخارجية تنفيذ الإجراءات الاحترازية والتى من أبرزها تخفيض ساعات العمل داخل المصانع ووقف أنشطة بعض القطاعات، مؤكدين أن الشركات العالمية ما زالت متأثرة من أزمة نقص المواد الخام وارتفاع أسعارها عالميًا من خلال تراجع الطاقة الإنتاجية داخل مصانعها.
توقعوا أن يلجأ عدد كبير من مستوردى إكسسوارات أجهزة هواتف المحمول للتوقف عن النشاط لحين انتهاء الأزمات التى يواجهونها فى أعمال الاستيراد ومنها تباطؤ حركة الشحن من الخارج ونقص أعداد الحاويات من جانب الشركات الملاحية، بالإضافة إلى استمرار العراقيل التى تفرضها السلطات الجمركية على شحنات إكسسوارات المحمول واحتجازها بالموانئ لمدة قد تصل إلى 3 أشهر مما تسبب فى زيادة التكاليف الاستيرادية وتلف بعض المنتجات.
كريم غنيم: لابد أن تعد الشركات الخطط التسويقية وتتعامل مع الأزمات بشكل أفضل
قال كريم غنيم رئيس شعبة الاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا بالغرفة التجارية بالقاهرة وعضو مجلس إدارة الغرفة، إن السوق المحلية قد تتأثر بالسلب مع ارتداد الموجة الرابعة من جائحة «كورونا» من خلال تباطؤ حركة الاستيراد من الخارج عقب إعلان العديد من الدول الخارجية والمصانع العالمية بتعليق الإنتاج فى ضوء مواجهة انتشار الوباء، موضحا أن كافة الأسواق الخارجية لم تتعاف من تداعيات الموجات السابقة للجائحة خلال الفترة الماضية.
وأضاف غنيم أن مستوردى أجهزة المحمول و اكسسواراتها يواجهون ضغوطات كبيرة فى أعمال الاستيراد نتيجة نقص أعداد حاويات الشحن من جانب الشركات الملاحية وهو ما يؤدى إلى تأخر الشحنات المتعاقد عليها والموردة من المصانع الخارجية.
واقترح على شركات هواتف المحمول مضاعفة حجم الكميات المستوردة من أجهزة الهواتف وقطع الغيار فى الشحنة الواحدة وذلك بهدف زيادة حجم المخزون والقدرة على تلبية متطلبات السوق المحلية من مختلف المنتجات، قائلًا: «لابد على الشركات والمستوردين أن يعدوا خططا تسويقية جيدة للتعامل مع الأزمات بشكل أفضل».
تابع: «أن زيادة مصاريف الشحن أدت إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد وأسعار المنتجات المطروحة داخل السوق المحلية خلال الفترة الماضية».
أحمد قنديل: عدم انتظام الشحنات لنهاية العام
من جانبه، أكد أحمد قنديل المدير الإقليمى لشركة «بيكرون الاكسسوارات الدولية»، أن أغلب العاملين فى مجال هواتف المحمول وإكسسوارتها يعانون حاليًا من تباطؤ حركة الاستيراد من الخارج جراء نقص أعداد حاويات الشحن من جانب الشركات الملاحية، بالإضافة إلى تراجع إجمالى الشحنات المستوردة من جانب المصانع الأم جراء استمرار أزمة نقص المواد الخام وأجزاء الرقائق الإلكترونية المستخدمة فى عمليات التصنيع.
توقع أن تستمر حالة التخبط التى تشهدها سوق هواتف المحمول من خلال عدم انتظام توريد الشحنات المستوردة من الخارج خاصة مع ارتداد الموجة الرابعة من جائحة «كورونا» واتجاه أغلب الدول الخارجية فى تنفيذ الإجراءات الاحترازية والتى من بينها تقليص ساعات العمل داخل المصانع وهو ما سيؤدى إلى تراجع الطاقة الإنتاجية انخفاض الكميات المصدرة لمختلف الاسواق ومنها «مصر».
شدد على ضرورة اتجاه الشركات المحلية لزيادة أعداد الشحنات المستوردة من هواتف المحمول وإكسسوارتها من جانب المصانع العالمية خلال الفترة المقبلة فى ضوء رفع حجم المخزون لديها والعمل على تقديم منتجاتها بأسعار مناسبة، قائلًا: «الشركات التى ستمتلك مخزونًا كبيرًا قد تهيمن على آليات السوق المحلية خلال الفترة المقبلة».
محمد عرفة: توقف مستوردى الإكسسوارات عن النشاط لفترة
فى ذات السياق، توقع محمد عرفة، مدير القطاع التجارى بشركة «سبيد تك» الموزع المعتمد للعلامات التجارية «وان بلاس، وإيلا الصينية» فى مصر، أن يلجأ العديد من مستوردى إكسسوارات المحمول للتوقف عن النشاط لحين انتهاء كافة الأزمات التى يواجهونها فى أعمال الاستيراد، التى تتمثل فى نقص أعداد حاويات الشحن من جانب الشركات الملاحية، فضلا عن تأخر وصول الشحنات المستوردة من الخارج نتجية استمرار عدم انتظام الإنتاج بالمصانع العالمية.
وأضاف أن غالبية مستوردين إكسسوارات المحمول عانوا أيضًا من احتجاز الحاويات المستوردة بالموانئ الجمركية لما يزيد عن 4 أشهر؛ مما تسببت فى زيادة التكاليف وتلف بعض المنتجات.
وأضاف أن التحدى الأكبر أمام الشركات العاملة فى مجال هواتف المحمول خلال الفترة المقبلة؛ سيتمثل فى مدى إمكانية توافر منتجاتها داخل السوق المحلية خاصة فى ظل زيادة الأعباء المالية الناتجة عن زيادة تكاليف الشحن وتباطؤ حركة الاستيراد، متوقعًا إرجاء العديد من الشركات المحلية خططها التسويقية وتأخير موعج تقديم الموديلات والطرازات الجديدة فى ظل عدم انتظام التوريدات من جانب المصانع الأم وتباطؤ الاستيراد.
ورجح عرفة أن تتجه بعض الشركات المحلية للبحث عن بدائل جديدة لإمكانية تقديم منتجاتها بأسعار مناسبة من خلال الاتفاق مع المصانع الأم للعمل على إنتاج وتوريد منتجاتها بتكاليف منخفضة خلال الفترة المقبلة.
بحسب البيانات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، سجلت قيمة واردات هواتف المحمول نموًا بنسبة %17 لتصل إلى 678 مليون و518 ألف دولار خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالى، مقارنة بنحو 578 مليون و837 ألف دولار خلال الفترة المقابلة من العام السابق.
فى المقابل، ارتفعت مبيعات هواتف المحمول فى مصر بنسبة %18 لتصل إلى 7 ملايين و897 ألف جهاز خلال النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بنحو 6 ملايين و713 ألفًا فى الفترة المقابلة من العام السابق؛ وفقًا للتقارير الصادرة عن مؤسسة الأبحاث التسويقية «GFK».