عقد قادة الدول الأفريقية، اليوم الأحد، اجتماعًا، لوضع ترتيبات إطلاق منطقة تجارة حرة على مستوى القارة السمراء، حيث تخلق منطقة اقتصادية حجمها 3.4 تريليون دولار وتفتح الباب أمام عهد جديد من التنمية، وتعمل على توحيد 1.3 مليار نسمة، في حال نجاحها، وذلك بعد محادثات على مدار 4 سنوات، تم التوصل على إثرها إلى اتفاقية لتشكيل تكتل تجاري يضم 55 دولة في مارس، ومن المقرر الكشف عن الدولة التي ستستضيف مقر منطقة التجارة الحرة، وموعد بدء النشاط التجاري، كما سيناقش الحضور آلية عمل المنطقة.
السيسي: أنظار العالم مسلطة على إفريقيا
وقال الرئيس عبدالفتاح ، خلال قمة الاتحاد الإفريقي في النيجر -الذي يترأس الدورة الحالية للاتحاد- بمناسبة افتتاح القمة إن أنظار العالم مسلطة على أفريقيا، حسبما نقلت وكالة أنباء “رويترز”.
الرئيس: اتفاقية التجارة الحرة للقارة السمراء ستعزز موقفنا على الساحة الدولية
وأضاف أن اتفاقية التجارة الحرة للقارة الأفريقية ستعزز موقفنا التفاوضي على الساحة الدولية، وستمثل خطوة مهمة.
وشكلت التجارة البينية في إفريقيا 17 % فقط من الصادرات في 2017، مقابل 59% في آسيا و69% في أوروبا، حيث تخلفت أفريقيا عن طفرات اقتصادية حققتها تكتلات تجارية أخرى في العقود الأخيرة.
خبراء: تحديات كبيرة تواجهنا بينها شبكات الطرق المتهالكة
وأكد خبراء اقتصاديون أن تحديات كبيرة لا تزال قائمة وتواجه إنشاء منطقة تجارة حرة من بينها شبكات الطرق والسكك الحديدية المتهالكة، والاضطرابات في مناطق شاسعة، ومعوقات إدارية مفرطة على الحدود، والفساد الذي يعرقل النمو والتكامل.
وتعهد الأعضاء بإلغاء الرسوم على معظم المنتجات، مما يزيد حجم التجارة في المنطقة بـ 15-25% على الأمد المتوسط، لكن ذلك سيتضاعف إذا جرت معالجة تلك التحديات الأخرى، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
وذكر الصندوق في تقرير له في مايو، أن منطقة التجارة الحرة يحتمل أن تغير قواعد اللعبة على المستوى الاقتصادي على نحو مماثل للتغيير الذي عزز النمو في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكنه حذر من أن خفض الرسوم وحده ليس كافياً.
ويوجد في أفريقيا بالفعل خليط من المناطق التجارية المتنافسة والمتداخلة، وهي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالغرب، ومجموعة شرق أفريقيا (إيك) في الشرق، ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) في الجنوب، والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) في الشرق والجنوب.
وأحرزت إيك، التي تحركها كينيا بشكل رئيسي، تقدمًا كبيرًا صوب سوق مشتركة للسلع والخدمات.
وستواصل تلك التكتلات الاقتصادية الإقليمية المعاملات التجارية فيما بينها كما هو الحال الآن.
وأوضحت ترودي هارتزينبرج، المديرة بمركز ترالاك للقانون التجاري بجنوب أفريقيا، أن دور منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية يتمثل في تحرير التجارة بين الدول الأعضاء بها والتي لا تنتمي لنفس الكتلة الاقتصادية.
نيجيريا توافق على التوقيع على الاتفاقية
ووافقت نيجيريا، أكبر اقتصاد في أفريقيا، يوم الثلاثاء، على التوقيع على الاتفاقية خلال القمة المنعقدة ما يعزز المكانة المرتقبة للمنطقة الجديدة.
ووافقت بنين على الانضمام ووقعت 54 من دول القارة و55 على الاتفاقية، بينما لم يصدق عليها سوى 25 دولة.
وتساهم منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية، وهي الأكبر من نوعها منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية في 1994، في إطلاق إمكانات أفريقيا الاقتصادية بعد تعثر طال أمده من خلال دعم التجارة البينية، وتقوية سلاسل الإمدادات، ونشر الخبرات.