والفيلم الجديد «المسىء » ليس هو الأخير، ذلك أنه جزء من كراهية بعض أقباط المهجر للإسلام فى مصر رغم كل التسامح والمحبة التى تسود علاقات المسلمين والمسيحيين باعتبارهم جميعاً مصريين حيث الجنسية تسبق دائماً الديانة التى هى العلاقة بين العبد وربه فيما لا دخل للناس فيه .
وقد أعلن «قبطى مهاجر هايف » اسمه «عصمت زقلمة » ومعه «زقالمة » آخرون مثله قيام ما سماه «الهيئة العليا للدولة القبطية » مطالباً بدولة قبطية عاصمتها الإسكندرية – عشان يضمن الطراوة – لتشمل محافظات بنى سويف، والفيوم، والمنيا، وأسيوط، مع امتداد تلك المحافظات إلى وادى النطرون، ومطروح لتشمل كل مناطق الأديرة القبطية، وأى مكان آخر زاره السيد المسيح خلال رحلته – طفلاً – فوق الأرض المصرية !
ولعل ما سبب قلق مصريى لمهجر الأقباط هو الامتداد الإخوانى لجماعة مازالت محظورة لمواقع مصرية كثيرة، أكثرها خطورة «منصب الرئيس » ، إلا أن المتابع للشأن المصرى لا يجد قبولاً شعبياً، من أى نوع لذلك «السرطان الإخوانى » الذى تصور خطأ أن «عصر الإخوان » قد حل، بينما يرى الشعب المصرى أن الذى حل هو «زمان عودة مصر » قوية ورائدة كما كانت، وهو ما نعمل جميعاً عليه بعيداً عن «محاولات الأخونة » للصالح الخاص، وهو ما يقاومه الجميع، وأعتقد أنهم – بالزخم المصرى وعودة سطوع الشمس المصرية – سوف ينجحون ليعود الإخوان من جديد أعضاء فى جماعة محظورة، أتقن مبارك – من أسف – فن التعامل معها !
ويتصور بعض المتطرفين من أقباط المهجر – خطأ – أنهم يمثلون «تياراً مصرى » ، بينما حقيقة الأمر أنهم أنفار من الكارهين لكل ما هو مسلم فوق الأرض المصرية، مستعينين على وطنهم الأم بمخططات غربية لا تبغى سوى تفكيك كل المفاصل المصرية طريقاً لتقسيم مصر – فى خيالهم طبعاً – لمقاطعات قبطية، ومقاطعات إسلامية، وهو ما لن يحدث أبداً ذلك أن مصر المذكورة أكثر من مرة فى آيات القرآن – محفوظة إلى يوم البعث، ذلك أنها – رغم ظروف الانفلات الحالى المصنوعة – أرض الأمان، مصداقاً لقوله تعالى : «ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ » (يوسف : 99)!
ويؤكد ذلك القول القرآنى الشريف معتقد مصرى آخر بأن «مصر كنانة الله فى أرضه، من أرادها بسوء قصمه الله » ، وهو ما يعزز التسمية القديمة لمصر بأنها «المحروسة »!
ويكفى لإثبات العمالة لبعض أقباط المهجر أن الذى يقودهم فى حرب الكراهية تلك هو القس الأمريكى المتطرف «تيرى جونز » الشهير بحرق صفحات المصحف بولاية فلوريدا بعد أن ادعى أن نبى الله محمد هو الذى كان وراء إحراق أبراج نيويورك الأمريكية يوم 11 سبتمبر الذى لا ننساه، والذى لا ينساه الأمريكيون كذلك، ذلك أن مصريين كُثراً من المهاجرين قد قتلوا فى ذلك اليوم الذى لم يقترب فيه «يهودى واحد » من تلك الأبراج يوم الواقعة !
إن كل المطلوب الآن هو ألا يخلط مصرى واحد بين قيادة الكارهين من أقباط المهجر، والأقباط المصريين، ذلك أننا جميعاً مصريون، يجمعنا وطن واحد، ولا تفرق بيننا الديانات .