قال نحالون لبنانيون لوكالة شينخوا أن موسم عسل العام الجاري جيد ووافر مسجلا للمرة الأولى منذ 15 عاما ارتفاعا في الانتاجية بنسبة تتخطى 10 في المئة.
اشتكى النحالون من ناحية أخرى من مزاحمة لمنتجاتهم المحلية واستخدام المبيدات في القضاء على الحشرات، مؤكديين على أن استخدامها يؤدي إلى نفوق النحل.
وسط الهضاب الغربية لمرتفعات جبل الشيخ حيث تكثر أشجار السنديان والشنديب أطلق النحال جمال سويدان عملية جني العسل في موسمه الصيفي والذي يبدأ عادة في النصف الثاني من سبتمبر.
موسم عسل جديد
وأمضى سويدان أياما عدة ، كما قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، في نفخ الدخان الكثيف، عبر آلة يدوية ليبعد النحل عن أقراص العسل خلال سحبها من صندوق “القفير” الخشبي ، ووضع أخرى فارغة تمهيدا لموسم عسل جديد يطلق عليه الموسم الربيعي.
وأضاف “موسم عسل هذا العام جيد ووافر،وللمرة الأولى منذ أكثر من 15عاما يسجل ارتفاعا في انتاج العسل بنسبة تتجاوز 10 في المئة”.
كثافة الأمطار
وأعاد السبب في ذلك إلى كثافة الأمطار هذا العام وانعكاساتها الايجابية على الاشجار المثمرة والمزروعات والنباتات البرية.
وأضاف “في هذه المنطقة الجبلية نفخر بإنتاجنا من العسل العالي الجودة والذي يجنيه النحل من أعالي مرتفعات جبل الشيخ التي تعلو عن سطح البحر ما بين 1500 و 2000 متر.
تصدير الفائض للدول العربية
وأشار سويدان إلى أنه يعمل في تربية النحل منذ 40 عاما وأن لديه 250 “قفيرا” تنتج كل منها ما بين 10 و 12 كيلوجراما من العسل يصدر الفائض منه إلى.
وأوضح أن ثمن كيلوجرام العسل الصيفي يتراوح ما بين 25 و30 دولارا أمريكيا والربيعي بحدود 18 دولارا.
وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) فايز أبو منصور ولديه منحل يضم 140 “قفيرا” أن جني العسل يكون عادة في موسمين ربيعي في شهر مارس وصيفي في شهر سبتمبر .
العسل الصيفي أعلى جودة
وأكد أن العسل الصيفي أفضل جودة وإنتاجا من العسل الربيعي لأن النحل يتغذى من أشجار الصيف الجبلية في حين أن مرعى النحل شتاء يقتصر على زهر الليمون في الساحل، إضافة إلى مادة السكر الذي نضطر لوضعها بين القفران لزيادة تغذية النحل.
من جهته أشار رئيس “تعاونية التربية والعناية بالنحل” علاء فاعور بان آخر احصاء لأنتاج قطاع النحل السنوي في لبنان يشير الى أنه يتراوح بين 1000 و 1250 طنا تنتجها حوالي 200 و 250 ألف خلية موزعة على حوالي 6 آلاف نحال أما ما يصدر من الانتاج فلا يتجاوز 50 طنا سنويا” .
جائزة الفئة الذهبية
بدوره أشار مدير “شركة جبال لبنان للانتاج البلدي لعسل جبل الشيخ” حسين القضماني إلى جودة العسل اللبناني الذي كان قد فاز عام 2017 بجائزة الفئة الذهبية التي تصدرها “المجموعة الأوروبية لأبحاث الجودة”.
مكافحة الحشرات
وحول الصعوبات التي يواجهها القطاع اشتكى النحال فارس الحلبي من أعمال رش المبيدات الزراعية لمكافحة الحشرات من قبل المزارعين الذي يؤدي إلى نفوق النحل بإعداد كبيرة .
وقال “تضاف هذه الكارثة التي تلحق بالنحل إلى أمراض عدة تضرب الخلايا وأخطرها حشرة طفيلي “الفاروا” التي تدخل المناحل، بحيث نعجز في الكثير من الحالات عن التصدي لها مسببة خسائر كبيرة في هذا القطاع” .
مزاحمة العسل الأجنبي
كما اشتكى النحال جورج واكد من “مزاحمة العسل الأجنبي المستورد والذي يباع بأسعار تقل عن العسل اللبناني بنسبة 20 في المئة”.
وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) ” نطالب بحماية عسلنا حرصا على هذا القطاع الزراعي الهام الذي يعيش منه فئة كبيرة من اللبنانيين”.
وأضاف الخبير في تربية النحل ماجد ابو فاعور إن قطاع تربية النحل يكتسب أهمية بالغة لعلاقته بالقطاعين البيئي والزراعي ،مشيرا إلى أن للنحل دورا هاما بتخصيب 80 في المئة من أنواع النباتات والأشجار، ما يرفع مستوى إنتاجيتها الغذائية بنسبة تراوح بين 35 و45 بالمئة سنويا”.
النحل يحسن التنمية الاقتصادية
من جهته أكد تاجر العسل إبراهيم صعب أن “قطاع النحل في لبنان يسير بوتيرة تصاعدية ومن شأنه رفع التنمية الاقتصادية، وتثبيت الأهالي في قراهم وخلق فرص جدية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبالتالي الحفاظ على التنوع البيولوجي” معتبرا أن النحالين يدفعون بهذا القطاع لمواكبة التطور الحاصل عالميا رغم ضآلة الامكانات.
ولفت النحال جميل زرقطة أن عسل النحل منفردا أو ممزوجا مع أعشاب أخرى، يستعمل لعلاج عشرات الأمراض ومنها الإسهال، والأرق، والجروح والتقيحات، والسعال ، وألم والتهاب الحلق، وعلاج جروح الولادة ومقاومة أعراض الشيخوخة.
يشار إلى أن هذه المادة منقولة عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.