قبل خمسين عاما من اليوم، اعتمدت الدورة الـ26 للجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2758 بأغلبية ساحقة وقررت استعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في المنظمة العالمية.
وفي قاعة المؤتمرات في مقر الأمم المتحدة الواقع في مدينة نيويورك، تردد صدى التصفيق والهتافات المدوية من جميع جوانب القاعة.
وهنأ الممثل الدائم السابق لتنزانيا لدى الولايات المتحدة سالم أحمد سالم، بوصفه ممثلا للحملة من أجل هذه القضية، الصين بالهتافات والتصفيق على الفور، مما ترك ذكرى لا تُنسى.
وحصل سالم على ميدالية الصداقة الصينية عندما احتفلت جمهورية الصين الشعبية بالذكرى السبعين لتأسيسها في عام 2019. وفي مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قال إن العالم شهد تغييرات هائلة على مدار العقود الماضية، لكنه لا يزال يتذكر اليوم الذي جرت فيه استعادة المقعد الشرعي للبلاد في الأمم المتحدة.
وصرح سالم لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأنها “لحظة تاريخية عظيمة” ليس فقط بالنسبة له، ولكن أيضا لتنزانيا وجميع الدول الأفريقية التي بذلت جهودا كبيرة لدعم هذا الحدث الهام.
وعانق فيرنون جونسون موانغا، وزير الخارجية الزامبي السابق والمبعوث الزامبي السابق لدى الأمم المتحدة، زملاءه الأفارقة على الفور، وتبادلوا الفرح.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل الذكرى الـ50 لهذا الحدث الهام، استذكر موانغا كيف دعمت أفريقيا عودة الصين إلى الأمم المتحدة.
وقال الدبلوماسي السابق إن الضغط من أجل تبني قرار بشأن هذه المسألة لم يكن سهلا، حيث كانت بعض الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، مصممة على الحفاظ على الوضع الراهن.
وذكر موانغا أن الممثلين الأفارقة شعروا بضرورة تغيير الوضع لأنهم كانوا يعرفون بأنه من المستحيل أن تقوم تايوان، وهي جزء من الصين، بتمثيل الصين.
وقال موانغا “لكم أن تتخيلوا كم كان الأمر محبطا بالنسبة لنا، لأننا رعينا القرار لأول مرة في أعوام 1966 و1967 و1968 و1969 و1970، ونجحنا في النهاية في عام 1971”.
وأشار موانغا إلى أنه لمواجهة تحرك الولايات المتحدة، سعت المجموعة الأفريقية للحصول على دعم دول أخرى وطلبت منها أن تشارك في رعاية القرار، الذي يحتاج إلى أغلبية الثلثين لتمريره.
ويتذكر قائلا إنه “بحلول الوقت الذي كنا ننتهي فيه من التصويت، كان الوقت متأخرا جدا في الليل، وعندما تم الإعلان عن ذلك كنا جميعا سعداء للغاية”.
وأفاد موانغا أن الصين لعبت بلا شك دورا رئيسيا في منظومة الأمم المتحدة خلال الـ50 عاما الماضية في جوانب مثل حماية السلام والأمن العالميين.
وقال إن العلاقات بين الصين وأفريقيا كانت قوية في الـ50 عاما الماضية، حيث ساعدت الصين خلالها الدول الأفريقية على مكافحة الفقر وتحسين الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية.
ويعتقد أن العلاقات الصينية الأفريقية لها مستقبل مشرق لأن آفاق نمو العلاقات تعززت بشكل أكبر من خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي ومبادرة الحزام والطريق اللذين تبنتهما الدول الأفريقية.
ولدى إشارته إلى وباء كوفيد-19 المستمر، شكر موانغا الصين على تزويد الدول الأفريقية باللقاحات والإمدادات الطبية الأخرى، وأثنى كذلك على الصين لاستجابتها للوباء، قائلا إن بقية العالم يجب أن يتعلم من تعامل الصين مع أزمة الصحة العامة.