تحرير سعر الصرف يعيد حسابات خطط شركات الاتصالات والتكنولوجيا.. ويدفعها نحو فتح أسواق جديدة

خلال الجلسة الثانية تحت عنوان «تصدير الخدمات الملاذ الآمن»

تحرير سعر الصرف يعيد حسابات خطط شركات الاتصالات والتكنولوجيا.. ويدفعها نحو فتح أسواق جديدة
المال - خاص

المال - خاص

6:41 ص, الثلاثاء, 6 ديسمبر 22

سيطرت نظرة تفاؤلية على المشاركين فى جلسة الاتصالات خلال فعاليات اليوم الثانى من المؤتمر السنوى الثامن للرؤساء التنفيذيين الذى نظمته شركة «المال جى تى إم» على مدار يومى 4 و5 ديسمبر الجارى تحت عنوان «2023 عام التحديات الكبرى».

وأجمع الحضور على أن قطاع الاتصالات والتكنولوجيا أمامه فرصة غير مسبوقة للاستفادة من تحرير سعر الصرف لتصدير الخدمات للأسواق العالمية وجلب عملة صعبة للبلاد فى ظل ظروف اقتصادية صعبة وأزمة عالمية نعانى منها حاليا، موضحين أن السوق المحلية تمتلك مقومات طبيعية وبشرية تؤهلها للتربع على الخريطة العالمية فى مواجهة دول أخرى قطعت شوطا كبيرا فى توطين الصناعة ومنها الهند والفلبين .

ورأوا أن مصر تأخرت كثيرا فى تصدير تطبيقات التكنولوجيا المالية لأسواق القارة السمراء خاصة وأن دولا أخرى منها كينيا ونيجيريا سبقتنا بنحو 10 سنوات فى هذا الصدد، مؤكدين أن الشركات الناشئة ستلعب دورا محوريا خلال المرحلة المقبلة فى تحقيق إستراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030  كما ستساعد كذلك على زيادة نسبة مساهمة قطاع الاتصالات فى الناتج المحلى الإجمالى للبلاد .

 أدار الجلسة محمد الحارثى المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة «ساندكس» للاستشارات والحلول المتكاملة، بحضور كل من أسامة سرور الرئيس التنفيذى لشركة «جيزة سيستمز»، وعمرو صبحى الرئيس التنفيذى لشركة «كونستريكس مصر» لخدمات التعهيد ، والدكتور خالد إسماعيل الشريك المؤسس لصندوق «هيم إنجلز» للاستثمار فى مشروعات رأسمال المخاطر، والدكتور محمد المفتى الرئيس التنفيذى لشركة” ict misr” لمراكز البيانات والحلول الرقمية .

الحارثى: الكيانات الناشئة داعم للاقتصاد المحلى لكنها تعرضت لتحديات

فى بداية الجلسة، سلط «الحارثى» الضوء على أهمية قطاع الاتصالات والتكنولوجيا ودوره فى تعزيز  النمو الاقتصادى، موضحا أن القطاع حقق معدل نمو خلال العام المالي 2021/2022 بنسبة بلغت %16 وبلغ حجم صادرات مصر الرقمية نحو 4.9  مليار دولار .

ووجه الرئيس التنفيذى لشركة «ساندكس» حديثه إلى الدكتور خالد إسماعيل متسائلا عن الإستراتيجيات التى تتبعها الشركات الناشئة فى مواجهة التحديات الدولية وعلى رأسها تبعات فيروس كورونا المستجد والحرب الروسية الأوكرانية فى ظل اضطراب حركة سعر صرف العملة الأجنبية عالميا.

وقال «إسماعيل» إن الشركات الناشئة لديها مرونة أعلى فى التعامل مع التحديات والفرص التى تواجهها مقارنة بالكيانات المؤسسية التقليدية سواء عبر تغيير المنتجات أو تطوير الخطط، لافتا إلى أن صندوق «هيم إنجلز» لديها استثمارات فى 23 شركة ناشئة ومع بداية الوباء اجتمعت مع ممثلى هذه الشركات لمناقشة أنسب السبل للخروج من هذه الأزمة واتخاذ تدابير سواء هجومية أو دفاعية – على حد وصفه .

ولفت إلى أن حجم أعمال إحدى الشركات المتخصصة فى مجال الرياضة الإلكترونية والتى يقوم الصندوق على تمويلها تضاعف خلال عام واحد فقط على سبيل المثال بنحو 5 مرات، مبينا أن نجاح الشركات الناشئة من عدمها يتوقف على مدى قدرتها على الاستجابة لتطورات الأسواق إذ تشير الإحصائيات إلى اختفاء بريق  نحو %90 من شركات التكنولوجيا التى كانت رائدة فترة التسعينيات لعدم قدرتها على التحديث والتطوير مع الإصرار على نموذج واحد للأعمال.

وأضاف أنه مع تغير أسعار الصرف ظهرت أمام المستثمرين فرصة للتوسع فى التصدير بجانب الشركات المعتمدة على الاستيراد.

وأكد أن قطاع الاتصالات يمكن أن يلعب دورا فى جلب العملة الأمريكية للبلاد من خلال محورين أولهما : عبر تصدير خدمات التعهيد وهو الأمر الذى شهد نموا بشكل كبير خلال الفترة الماضية ، بينما يتمثل ثانيهما فى تطوير منتجات إبداعية مع ضمان حقوق الملكية الفكرية لها.

وأشار إلى أن نجاح الكيانات الناشئة أمر مرهون باختيار التوقيت المناسب إلا أن بعض الشباب فى مصر ما زال يتجاهل ذلك على حد وصفه ، معتبرا أن إصرار بعضها على ارتكاب نفس الأخطاء يؤدى إلى فشلها .

فى سياق متصل، اعتبر أن مصر أمامها فرصة واعدة لتصدير تطبيقات الصحة الرقمية لأسواق أفريقيا وجنى عملة صعبة، لافتا إلى أن كينيا ونيجيريا تغردان بمفردها على مستوى القارة السمراء فى نشاط المدفوعات الإلكترونية .

ورأى أن تحريك سعر الدولار مقابل الجنيه قد يكون فى صالح الشركات الناشئة التى تعمل على تطوير حلول رقمية قابلة للتصدير ، معتبرا أن التصدير هو الملاذ الآمن للشركات الناشئة للخروج من عنق الزجاجة ومواجهة المتغيرات الاقتصادية الصعبة.

سرور: 150 مليون دولار قيمة صفقة استحواذ «STC سيلوشنز» على «جيزة سيستمز».. وننفذ مشروع «داتا سنتر» فى أوغندا بالتعاون مع «سفارى كوم»

من جانبه، قال أسامة سرور الرئيس التنفيذى لمجموعة «جيزة سيستمز»  أن شركته أدركت أهمية التوسع فى الأسواق العالمية ومن بينها السعودية منذ عام 2006  منوها بأن المملكة تستحوذ على نصيب الأسد من عائدات الشركة .

ولفت إلى أن استحواذ الذراع الاستثمارية لشركة اتصالات السعودية «STC» وهى «إس تى إس سيلوشنز» على «جيزة سيستمز» دليل قوى على توافق الرؤى بين الطرفين وتعظيم المنافع المشتركة ، موضحا أن هذه الصفقة نجحت فى جلب عملة أجنبية للاقتصاد المصرى تقدر قيمتها بـ  150 مليون دولار.

 وذكر أن صفقة الاستحواذ ستمكن «جيزة سيستمز» من اقتناص مشروعات عملاقة فى مجال التحول الرقمى بالسعودية ، مضيفا أن الشركة تعتمد على الطاقات البشرية البالغ عددها 1500 مهندس فى تصدير حلولها وخدمة أسواق المنطقة .

وأشار إلى أن الشركة لديها أعمال يجرى تنفيذها فى أفريقيا كذلك كما فى كينيا وأوغندا ونيجيريا وتنزانيا بالاستفادة من تأخر أوضاع القارة السمراء فى مؤشر التكنولوجيا ، منوها بأن «جيزة سيستمز» تنفذ فى الوقت الحالى مشروع «داتا سنتر» فى أوغندا بالتعاون مع شركة الاتصالات «سفارى كوم».

إسماعيل: كينيا سبقت مصر فى المدفوعات الإلكترونية بـ10 سنوات ..وتطبيقات الصحة الرقمية الأوفر حظا

وانتقل الحديث مرة أخرى إلى خالد إسماعيل متسائلا عن فرص الاستثمار المتاحة بالقطاع أمام الراغبين فى التصدير لأفريقيا.

وأوضح «إسماعيل» أن أفريقيا بحاجة للتكنولوجيا فى تقديم جميع الخدمات الأساسية خاصة «الصحة» فى تخصصات «radiology  وtelehealth» فى ظل تأخر أوضاع القارة مقارنة مع مصر بنفس مستوى تأخر الأخيرة بالنسبة لأوروبا.

ولفت إلى قطاعى الزراعة والتعليم إذ لا زالت قارة أفريقيا تعتمد على الحلول التقليدية فى معالجة مشكلاتها وهو ما يتيح فرصة لمن لديه بدائل تكنولوجية فاعلة وسريعة.

صبحى : تكلفة الاستثمار أصبحت تنافسية .. و492 مليار دولار حجم خدمات التعهيد عالميا خلال 5 سنوات

 والتقط «الحارثى» الكلمة مجددا ليوجه سؤالا إلى عمرو صبحى الرئيس التنفيذى لشركة «كونستريكس» الأمريكية لخدمات التعهيد، عن الدور المحورى الذى تلعبه شركات التعهيد المصرية فى استقطاب العملة الصعبة للدولة المصرية، فضلا عن الدور الذى تستطيع الشركات المصرية العاملة فى مجالات التعهيد أن تلعبه لاستقطاب استثمارات للدولة.

 وأجاب «صبحي» قائلا : لدى مصر فرصة واعدة تؤهلها لكى تصبح فى مصاف الدول التى تقدم خدمات التعهيد للأسواق العالمية، مقدرا حجم صناعة خدمات التعهيد عالميا بنحو 251 مليار دولار، ومن المتوقع زيادتها إلى 492 مليار دولار خلال 4 سنوات.

وأكد أن مصر تمتلك ميزة تنافسية للغاية فى النشاط على رأسها الكوادر البشرية المؤهلة والتى تمتلك القدرة على تقديم الخدمة بأكثر من 20 لغة لمختلف أسواق العالم رغم صدارة الفلبين والهند معدل الاستثمار فى هذه الصناعة .

وقال إن مصر لديها موقع إستراتيجى يتيح لها خدمة الأسواق الخارجية بشكل احترافى، موضحا أن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أشار فى اجتماعه الأخير مع قيادات شركات التعهيد العالمية، إلى أن مصر أحرزت تقدما ملحوظا فى صادرات خدمات التعهيد  العابرة للحدود، تزامنا مع التقدم الذى حققته البلاد فى متوسط سرعة خدمات الإنترنت الثابت .

 ولفت إلى أن جائحة كورونا «كوفيد- 19» كشفت النقاب عن قدرة شركات التعهيد المصرية خلال السنوات الماضية، فى تخطى الأزمات، مشيرا إلى أن %98 من حجم أعمال شركات التعهيد كان يسير بشكل طبيعى، فيما شهدت أسواق الفلبين والهند تأثرا بسبب ضعف خدمات البنية التحتية.

وتطرق «صبحى» بالحديث إلى أن شركات التعهيد العاملة فى قطاعات التعهيد فى السوق المصرية، استطاعت إعادة طاقتها واستكمال أعمالها فى خضم جائحة كورونا، مستندا فى ذلك إلى جودة  خدمات الإنترنت الثابت التى كانت اللاعب الأكبر فى استمرارية النشاط وخدمة عملائها بشكل طبيعي  من خلال تأهيل الموظفين للعمل عن بعد.

ورأى أن النهوض بصناعة التعهيد المصرية وتصدير الخدمات للخارج يتوقف على أكثر من جانب، فى مقدمتها العمل على مضاعفة أرقام العاملين فى خدمات التعهيد فى مصر والبالغ عددهم 212 ألفًا من خلال تحسين الصورة الذهنية لخدمات التعهيد، على غرار  الخطة التى تبنتها الهند للوصول بحجم صناعة خلال خمس سنوات إلى 8 ملايين موظف.

 وأشار إلى أن مصر تمتلك عددا كبيرا من الخريجين بشكل سنوى، لافتا إلى أن صناعة التعهيد لا تعد فقط بمثابة  خدمات الاتصالات، وإنما هنالك خدمات أخرى تقع تحت مظلة صناعة التعهيد ومنها خدمات المحاسبات وخدمات «back office».

 وتدخل مدير الجلسة ليوجه سؤالا لعمرو صبحى  عن كيفية تحسين الصورة الذهنية للنهوض بخدمات التعهيد، بهدف تعظيم صادرات الصناعة خلال الفترة المقبلة، واكد «صبحى» أن النهوض بخدمات التعهيد وتعظيم صادرات مصر منها، يأتى من منطلق وجود قناعة لدى الشباب العامل فى شركات التعهيد من خلال الاقتناع بأنهم يعملون فى مشروعات مشابهة للمشروعات القومية.

وسلط «صبحى» الضوء على  بعض التحديات التى تواجه صناعة التعهيد، والتى يأتى على رأسها  ارتفاع معدل رحيل، الموظفين العاملين بالشركات بشكل شهرى، والذى يستلزم معه  إعادة تحسين  الصورة الذهنية للعاملين فى شركات التعهيد المصرية.

وطالب بتنويع محفظة خدمات التعهيد التى تقدمها شركات التعهيد المصرية، مشيرا إلى أن أوكرانيا من ضمن أكبر الدول التى تصدر خدمات التعهيد حاليا لبلدان العالم.

ورأى أن تكلفة الاستثمار فى مصر بعد تحرير سعر الصرف أصبحت تنافسية ومن المتوقع استمرار هذا الوضع الجيد خلال المرحلة المقبلة .

المفتى: سرعة الإنترنت تلعب دورا فى استقطاب عملاء جدد لصناعة مراكز البيانات ..وينقصنا التسويق لخدماتنا

 وتوجه الحارثى بالسؤال إلى الدكتور محمد المفتى الرئيس التنفيذى لشركة “ICT MISR” لحلول التكنولوجيا ومراكز البيانات، عن حجم فرص الاستثمار فى صناعة مراكز البيانت.

 ورأى «المفتى» أن سرعة الإنترنت تمثل عاملا محوريا فى استقطاب عملاء جدد بصناعة مراكز البيانات، لافتا إلى أن مصر تمثل موقعا مهما لتلك الصناعة.

وأضاف أن قطاع مراكز البيانات يحتاج إلى تسويق جيد، وضمان تنفيذ آليات تسويقية بنطاق أوسع.

وأوضح أن الكيانات الكبرى نجحت فى تأسيس مراكز البيانات مثل مشغلى المحمول، مشيرا إلى أن صناعة «الداتا سنتر» واعدة وتحقق نموا سريعا.

 وذكر أن معدلات سرعة الإنترنت فى مصر تطورت بشكل جيد خلال الفترة الماضية، منوها بأن فكرة مراكز البيانات هى ضمان عدم سقوط الخدمة واستدامتها.

وتابع إن أكبر تحدٍ يواجه صناعة مراكز البيانات فى مصر، هو اشتراط الحكومة الاحتفاظ  ببيانات العملاء داخل حدود نطاق الأراضى المصرية، فى إطار الحفاظ على خصوصية وسرية المعلومات والتوافق مع القوانين والتشريعات المحلية.

ورأى أن صناعة «الداتا سنتر» فى مصر تتضمن فرصا واعدة، قائلا: «لدينا كفاءات ومقومات تنافسية تؤهلنا لاقتناص مركز مرموق على الخريطة العالمية للصناعة».

فريق المال:

-محمد مجدى – أحمد شوقى – الشاذلى جمعة- عمر سالم – أحمد على – مدحت اسماعيل – دعاء محمود – أسماء السيد – عصام عميرة – أحمد صبحى – سارة لطفى – طارق رمضان – نرمين إبراهيم – إبراهيم الهادى عيسى

-تصوير: محمد عبده

‘-شراف عام : إيمان القاضى – شريف عمر