رؤى متباينة وضعها خبراء التحليل الفنى لتحركات البورصة فى عام 2021، تأرجحت بين المسار العرضى وبين احتمالات الصعود، مع سيطرة الغموض بعض الشئ على الرؤية التحليلية نتيجة تطورات فيروس كورونا.
فيما أجمع الخبراء على أن خفض أسعار الغاز الطبيعى للقطاع الصناعى، وانتعاش ملف الطروحات الحكومية، وتراجع حدة الوباء، ستكون أهم العوامل التى ستؤثر فى السوق بشكل إيجابى.
وقبل تعاملات الأسبوع الأخير من عام 2020 الذى شهد تبايناً صارخاً للمؤشرات، ارتفع مؤشر EGX70 بنحو %60 مع سيطرة الأفراد، والمضاربين على السوق، بينما خسر نظيره EGX30 أكثر من %20 من قيمته، مع تراجع دور المؤسسات، واتجاه الأجانب نحو البيع.
ومرت البورصة المصرية فى 2020، بعدة محطات بداية من انتشار فيروس كورونا المستجد، والجدال المحتدم حول ملف ضريبة الدمغة قبل حسمه، وفشل اتمام صفقة استحواذ شركة STC السعودية على حصة فودافون العالمية فى وحدتها المصرية بـ%55 والتى كان يٌعول عليها لجذب سيولة جيدة للسوق.
وتأتى نهاية عام 2020، للسوق معاكسة تماما لإغلاقات 2019، والتى سجل فيها المؤشر الثلاثينى صعودا نسبته 7.1%، فيما خسر مؤشر الأفراد السبعينى %23.
النمر: EGX30 أمامه فرص لتعويض خسائره
من جانبه قال إبراهيم النمر، رئيس قسم البحوث بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، إن السوق أغلقت العامين الماضيين على تراجع، لذلك يتوقع أن تعاود المكاسب، وأن ينهى العام القادم 2021 على ارتفاعات، مع تلبية احتياجات السدوق من الطروحات الجديدة ذات الجودة التى تجذب مستثمرين، ورؤوس أموال جديدة للسوق.
وأضاف أن EGX30 أمامه مستهدفات تتراوح بين 14000 و14100 نقطة العام القادم، ما يسمح له بتعويض الخسائر التى شهدها فى 2020.
وحول تحركات سهم البنك التجارى الدولى المهيمن على الوزن النسبى الأعلى بمؤشر EGX30، أكد النمر، أن التطرق إلى التحركات المستقبلية، للمؤشر يقودنا للحديث مجددا عن حاجة السوق للطروحات، بهدف توزيع الوزن النسبى للمؤشر بدلا من تمركزه فى سهم واحد.
وتابع موضحًا أن ما يؤثر على تحركات سهم CIB خلال العام الحالى عاملين، الأول؛ قدرته على زيادة أرباحه سنويا، اما الثانى، فهى سياسة توزيع الأرباح، وذلك فى ظل حفاظه على سياسة تتنوع بين التوزيع النقدى، وأسهم زيادات رأس المال، وهل سيكون هناك إعادة نظر فى سياسة توزيع الأرباح؟
واستبعد النمر، ارتفاع مستويات المخصصات للبنك العام القادم، لافتا إلى أن ذلك سيدعم تحركات السهم، لتحقيق زيادة نحو مستويات 70 جنيه.
كان البنك التجارى الدولى أعلن عن نتائجه لأول 9 أشهر من العام الجارى، بتراجع فى صافى الأرباح نسبته %14 لتسجل 7.35 مليار جنيه، بسبب احتجاز مخصصات غير مسبوقة –بحسب تعبيره- بلغت 3.8 مليار جنيه.
وأضاف النمر، أن قطاع الإسكان أيضاً سيحقق أداء جيداً خلال عام 2021، مدعوما بتحركات حزمة من الأسهم القيادية على المؤشر القطاعى للعقارات، تشمل بالم هيلز، والسادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار “سوديك”، ومصر الجديدة للإسكان والتعمير.
وفى قطاع الصناعة رجح النمر، تحركات جيدة لسهم الشرقية للدخان، إضافة إلى أن سهم السويدى أمامه فرصة لتحقيق انطلاقه، والنساجون الشرقيون فى القطاع الاستهلاكى.
وفى المقابل أكد رئيس قسم البحوث بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، أن قطاع الأغذية سيشهد تماسكا مرتبطا بقدرة الشركات على تحقيق توسعات، وانعكاس ذلك على الإيرادات، والأرباح.
وعلى صعيد قطاع الكيماويات، والبتروكيماويات رجح النمر أداءا جيدا لسهمى، أموك، وسيدى كرير، فى ظل توقعات أن العام 2021، سيحمل أوضاعا أكثر ملائمة تدعم الشركتين.
عجينة: مسارات إيجابية لأسهم البنوك الصغيرة والقطاع الطبى
ومن جانبه قال مهاب عجينة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة بلتون المالية القابضة، إن مؤشر EGX30 ينتظره مزيد من الأداء العرضى خلال النصف الأول من العام المقبل، نتيجة عدم وضوح للرؤية بسبب الأوضاع الراهنة، لافتا إلى أن مستويات 10200 و11500 نقطة، يصعب كسرها فى الربع الأول من العام.
و أشار إلى أنه فى مقابل ذلك هناك حزمة من الأسهم تعتبر من المفضلات لـ”بلتون” منها ما سيدعمه الخفض المتوقع لأسعار الغاز للقطاع الصناعى، كحديد عز، وأبو قير للأسمدة، وأسيك.
وأضاف أن هذه الأسهم تشمل أيضا ابن سينا، وايبيكو، ومستشفى كليوباترا، وراميدا، فى قطاع الأدوية، والذى لم يتحرك بشكل قوى العام 2020، وأيضا السويدى اليكتريك، ومدينة نصر للإسكان والتعمير، ومصر الجديدة للإسكان والتعمير، وفورى، وراية لمراكز الاتصال.
ولفت إلى أن حزمة الأسهم هذه ستتضمن أيضا سى آى كابيتال، والمجموعة المالية هيرميس، والبنوك الصغيرة وأبرزها كريدى أجريكول، ومصرف أبوظبى الإسلامى، وبنك تنمية الصادرات، وبنك البركة، وسيراميك كليوباترا بدعم من عملية إعادة إعمار العراق، وفى القطاع الاستهلاكى أسهم عبور لاند، وإيديتا.
وأوصى عجينة، بضرورة إغلاق مراكز الشراء الهامشى، وتجنبه تماما خلال هذه الفترة، وتطبيق الأسلوب الاحترافى فى الاستثمار.
عبدالقادر: توقعات الصعود تتركز فى النصف الثانى
ومن جانبه يرى عامر عبدالقادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق، أن السوق لديها فرصة جيدة العام المقبل، مع اتجاه الحكومة نحو استئناف برنامج الطروحات الحكومية، فى ظل وجود أكثر من طرح جاهز.
ولفت إلى أن فرص الصعود ستتركز فى النصف الثانى من العام، ليتجه المؤشر الثلاثينى صوب 13500 نقطة، فى ظل انتشار اللقاح، وما يترتب عليه من تراجع فى وتيرة انتشار الوباء والإصابات.
وأضاف، ان البورصة ستكون فى هذا التوقيت الملاذ الاستثمارى الأفضل، وستشهد فرصا كبيرة للربحية مع تراجع الفائدة إلى المستهدفات الرسمية المعلنة %8 فى 2021، واتجاه البنوك نحو خفض الفائدة على الشهادات البلاتينية، وإلغاء الشهادات السنوية ذات العائد السنوى الـ %15 وارتفاع المعروض من العقارات، وتراجع الطلب عليها.
وأشار عبدالقادر، إلى أن قائمة الأسهم المفضلة تتضمن أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية، وأوراسكوم كونستراكشون، والمجموعة المالية هيرميس، و”سوديك”، وأوراسكوم للتنمية، وعبورلاند، والعامة للصوامع، والشرقية للدخان، والنساجون الشرقيون، والسويدى اليكتريك، وأموك.
عزمي: الرؤية كانت إيجابية قبل تحور كورونا
ويقول سمير عزمى، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة بلوم لتداول الأوراق المالية، إن الأوضاع الطبيعية كانت تحمل توقعات إيحابية بالتعافى فى 2021، إلا أن المؤثرات الخارجية السلبية، وأبرزها فيروس كورونا، جعلت الرؤية للسوق إلى غير واضحة.
وتابع عزمى أن السوق تسير فى نطاق عرضى على المدى المتوسط، وإنها محكومة بالعرض والطلب، وأن أى انخفاض فى الطلب سيضغط على السوق، كما أن هناك حاجة قوية إلى معدلات تداول كبيرة تدعم الصعود.
الأعصر: خروج عن النمط التقليدى لخريطة القياديات
ومن جانبه قال محمد الأعصر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية إن المؤشر الثلاثينى سيتحرك بين مستويات 9000 و13000 نقطة فى 2021، فقط، لافتا إلى أن أداء المؤشر العامين الأخيرين 2019، 2020 شهد ضعفا شديدا.
وأشار الأعصر إلى أن السوق ستشهد فى 2021، خروجاً عن النمط التقليدى لخريطة الأسهم القيادية، وإضافات جديدة على قائمة المفضل لدى المستثمرين.
ولفت إلى أن هناك تحركات جيدة فى حزمة من الأسهم، التى تعتبر من المفضلات العام المقبل، وأبرزها سيدى كرير، وحديد عز، وبورتو جروب، وعامر جروب، والسادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار “سوديك”.
وعلى صعيد المؤشر السبعينى قال الأعصر إنه سيتحرك نحو 2250 نقطة، لافتا إلى أن الأسهم المفضلة على المؤشر هى سبيد ميديكال، وابن سينا فارما، والعربية للشحن، ودايس للملابس الجاهزة، والنصر للملابس والمنسوجات “كابو”، وجى بى أوتو، والمالية والصناعية.
مصطفى: العقارات والخدمات المالية من المجالات المفضلة
وقالت منى مصطفى، مدير حساب بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن العام الجديد سيكون إيجابيا للبورصة، لافتة إلى أن الربع الأول سيظهر خلاله بعض المحفزات التى من شأنها دعم السوق، كمزيد من خفض الفائدة، وخفض الغاز، ودخول المؤسسات مجددا لدعم السوق.
وأشارت إلى أن عودة المؤسسات للسوق، سيحول اتجاه الأفراد نحو الأسهم القيادية، ما سيدعم حركة المؤشر الرئيسى للسوق الثلاثينى على حساب المؤشر السبعينى للأفراد.
وشهد عام 2020 لعبة كراسى موسيقية لمؤشرات البورصة، حيث تراجع المؤشر الثلاثينى حتى نهاية جلسة 23 ديسمبر بنسبة %23.5 إلى 10677 نقطة، بينما أحرز مؤشر الأفراد السبعينى صعودا نسبته %59.55 إلى 2021 نقطة.
وتقول مصطفى إن حفاظ السوق على مستويات 10400 نقطة فى الربع الأول، وتجاوزها سيدعمها لتحقيق ارتدادة نحو 11400 نقطة، فى الربع الأول من 2021.
وتؤكد مصطفى أنه فى حالة تحقق ذلك ستشهد الأسهم القيادية ضخ سيولة جيدة، تشير إلى استمرار السوق فى الصعود، لافتة إلى أن القطاعات التى ستصاحب وتواكب هذه التحركات الصاعدة هى البنوك، والعقارات، والخدمات المالية غير المصرفية، والاتصالات، والمدفوعات الإليكترونية، والرعاية الصحية، بدعم إعلان اللقاح.
وعلى صعيد تحركات المؤشر السبعينى استبعدت مصطفى استمرار القفزة التى حققها فى 2021، متوقعة ارتدادة هبوطية له صوب 1766 نقطة فى الربع الأول، لافتة إلى ان استمرار ذلك سيدفع بالمؤشر لمزيد من الهبوط.
وأوصت مصطفى المستثمرين الأفراد المتعاملين بالمؤشر السبعينى، فى 2021 بتتبع الأوراق المالية الشبيهة بتلك التى ستحقق ارتفاعات وأداءا جيدا، وتشهد إقبالا من المؤسسات بالمؤشر الثلاثينى.
وقالت مصطفى إن العام 2020 شهد نموا قويا للمؤشر السبعينى على حساب الثلاثينى، مع سيطرة المضاربين، وتطور أداء الأفراد، واتسام عمليات المتاجرة بالحرفية وتراجع التدخل المؤسسى، واتجاه الأجانب نحو البيع.
زيدان: تراجع وتيرة الإصابات يدعم الأداء
ومن جانبها قالت دعاء زيدان، رئيس قسم التحليل الفنى، بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية إنه من المتوقع الوصول لمستويات 16000 نقطة خلال 2021، وقد تتجاوزها السوق لأعلى حال هدوء الأوضاع المتعلقة بفيروس كورونا المستجد.
وتابعت، أن الطروحات الحكومية المعلن عنها سابقا، والممثلة فى بنك القاهرة، وشركة تكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية “أى فاينانس”، ستدعم أيضاً السوق، وبجذب استثمارات وسيولة جديدة من المؤسسات التى لم تضخ استثمارات جديدة منذ مارس الماضى.
وتوقعت زيدان تحركات إيجابية لقطاعات الأغذية فى ظل الاستحواذات التى يشهدها القطاع، وقطاعى الصناعة، والبتروكيماويات، مع توقعات خفض سعر الغاز، والبنوك حال طرح بنك القاهرة فى الربع الأول من العام 2021، كما تم الاعلان سابقا.
وأكدت زيدان أن المؤشر الثلاثينى تعرض إلى ضغوط العام الحالى بسبب المبيعات القوية للأجانب، وتوقف المؤسسات عن ضخ سيولة بالسوق.
وسجلت مبيعات الأجانب منذ بداية 2020، وحتى منتصف ديسمبر ما قيمته 15.2 مليار جنيه، بنسبة %16.5 كما سجل المستثمرون العرب صافى مبيعات 571.7 مليون جنيه، بنسبة %6.6 من التعاملات.
جمال الدين: السوق تتحرك نحو الهبوط فى المدى البعيد
من جهته قال أدهم جمال الدين، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية،ان جائحة كورونا سيطرت على المشهد الدولى والمحلى واثرت على البورصات بشكل واضح خلال شهر فبراير تحديدا قبل ان تستقر الاسواق فى شهر مارس من نفس العام، وهذا الاستقرار الذى شهدته المؤشرات العالميه دفع لتعافى العديد من البورصات وعلى رأسها بورصه امريكا التى تمكنت من تحقيق قمه تاريخيه جديده خلال 2020.
وأضاف أن المؤشر الرئيسى للبورصة المصريه لم يتمكن من التعافى بشكل كامل حيث لم يتمكن من تعويض إلا %55 تقريبا منذ ظهور جائحة كورونا، حيث غلبت التحركات العرضيه على المؤشر والأسهم خلال 2020.
وتوقع جمال الدين، أن تكون تحركات السوق على الاجل الطويل نحو الهبوط، فيما قد يكون هناك بعض التحسن أثناء التحركات العرضية خلال الفترة المقبلة، والذى يجعل فرص تكوين قاع امر وارد حول 10.000 نقطه، مؤكدًا ان اشاره الوضع الايجابى للسوق هى اختراق المؤشر لمنطقة 11500 نقطه، الأمر الذى يعزز من بداية اتجاه صاعد مستهدفاً 13000 و14000 نقطه.